مدونات ضد المحاكمات : الحرية لمدحت الحداد | الحرية لعصام حشيش | الحرية للدكتور بشر | الحرية لضياء فرحات | الحرية لخيرت الشاطر | الحرية لحسن مالك


الأستاذ عبد المنعم عبد المقصود محامي الإخوان المسلمين شخصية هادئة .. قليلة الكلام .. أنه الشخصية الأشهر لدي عشرات الآلاف من أبناء الحركة الإسلامية من الإخوان المسلمين وغيرهم ممن يترددون علي نيابة أمن الدولة والمحاكم في قضايا النظام الملفقة خلال العشرين سنة الماضية ..
لا أدري لماذا تذكرت الآن أن هذا الرجل يحتاج منا تحية كبيرة ودعاء خالص لما يبذله كل يوم من جهد .. ويكفيه أن قدره أن يتعامل مع نوعيات عجيبة من البشر .. وهم أولئك الظالمين الذين لا يترددون في حبس الشرفاء من أبناء هذا الوطن ..


الأستاذ عبد المنعم .. تقدم اليوم الإثنين 26/2/2007م هو و هيئة الدفاع عن المهندس خيرت الشاطر وثلاثة من قيادات جماعة الإخوان المسلمين بطلب تنازع إلى المحكمة الدستورية العليا لتعيين الجهة القضائية المختصة بنظر القضية رقم 963 لسنة 2006م حصر أمن دولة عليا، والقضية رقم 2 لسنة 2007م جنايات عسكرية عليا، وطلبت فيه بعد تحضير الطلب طبقًا للإجراءات المنصوص عليها في قانون المحكمة الدستورية العليا تحديد جلسة سريعة لنظر طلب التنازع في الاختصاص بين المحكمة المدنية والمحكمة العسكرية.

وذكرت شرحًا للدعوى بأن محكمة جنايات القاهرة الدائرة الرابعة نظرت قضية المهندس خيرت الشاطر وآخرين باعتبارها محكمة مختصة بموجب المادة 208 مكرر (أ) من قانون الإجراءات الجنائية المستبدلة بالقانون رقم 174 لسنة 1998م وأجلت نظر الدعوى لجلسة 28/2/2007م.

كما قامت المحكمة العسكرية بتجديد حبس بعض المتهمين في ذات القضية بموجب القرار الجمهوري رقم 40 الصادر بتاريخ 5/2/2007م؛ وبذلك أصبحت القضية المتهم فيها الشاطر وآخرون منظورة أمام جهتي قضاء، ولم تتخل عنها أي منهما.

وقال هيئة الدفاع: إنَّ المادة 25 من قانون المحكمة الدستورية العليا الصادر بالقانون رقم 48 لسنة 1979م قد نصت في فقرتها ثانيًا على اختصاص المحكمة الدستورية العليا بالفصل في تنازع الاختصام بتعيين الجهة المختصة من بين جهات القضاء أو الهيئات ذات الاختصاص القضائي؛ وذلك إذا رفعت الدعوى عن موضوع أمام جهتين فيها ولم تتخل إحداهما عن نظرها أو تخلت كلتاهما عنها.

وصرَّح عبد المنعم عبد المقصود- أنه تم إيداع طلب التنازع أمام المحكمة الدستورية صباح اليوم وقيد برقم 8 لسنة ق دستورية تنازع، وقال إنه تقدم أيضًا بطلب إلى محكمة جنايات القاهرة يطلب فيه وقف الفصل في الأمر بالمنع من التصرف الصادر من النائب العام لحين الفصل في طلب التنازع أمام المحكمة الدستورية؛ وذلك طبقًا لنص المادة 31/3 من قانون المحكمة الدستورية العليا، ويترتب على تقديم الطلب وقف الدعاوى القائمة المتعلقة به حتى يتم الفصل فيه.

وأضاف أنه سيتقدم غدًا الثلاثاء أيضًا بطلب إلى السيد اللواء مدير القضاء العسكري يطلب فيه وقف الإجراءات في القضية رقم 2 جنايات عسكرية عليا وإخلاء سبيل المتهمين المحبوسين احتياطيًّا على ذمتها لحين الفصل في طلب التنازع.

2 التعليقات :

  1. None said...
    ادخل عندى ضرورى جدا وانصر الطلبه المفصولينhttps://www.fnangeology.blogspot.com/

    وسلااااام
    إبراهيم الهضيبي said...
    Saturday, February 24, 2007
    لحظة فيها بكيت

    عندما ذهبت مع أخي معاذ مالك وبعض أبناء الإخوان المعتقلين إلى المحكمة لحضور الجلسة الخاصة بالطعن على قرار النائب العام بالحجز على أموال عدد من أعضاء وقيادات الإخوان، كنت أظن أن أهم أسباب وجودي (إضافة إلى السبب الشخصي الخاص برغبتي في رؤية المهندس خيرت الشاطر) هو أن أكون بجانب إخواني من أبناء المعتقلين، أثبتهم وأشد من أزرهم، ظننت ذلك ولم أتخيل للحظة أن أكون أنا من يحتاج للمساندة والتثبي


    فبداخل قاعة المحكمة رأيت أطفالا يحلمون برؤية آبائهم، ورأيت والدة أحد أخواني وزوجة أحد المعتقلين تبكي قلقا على زوجها من بطش النظام الفاسد ثم رأيت الأطفال يجرون بلهفة في اتجاه القفص في لحظة دخول الرجال الشرفاء الذين ما كان لهم أبدا أن يقفوا خلف قضبان، خاصة إذا كان نظاما أهان شعبه وبطش به


    في تلك اللحظة حسبت دموعي إشفاقا على هؤلاء الرجال الأشراف الذين حاول النظام إذلالهم، لم أعرف ما هي حقيقة مشاعري؟ أهو الظلم الذي يدمي القلب؟ أم هي الرحمة بنساء كل جرمهم أنهم اختاروا رجالا أشرافا ومناضلين صالحين ليعيشوا معهم؟ أم هي الشفقة لحال أبناء وبنات تتقطع قلوبهم حسرة ولا شك على ذويهم المعتقلين، وتتفوق في قلوبهم مشاعر حب الوطن والاستعداد للتضحية من أجله على الأنانية والرغبة في العيش الهادئ؟


    ثم رأيت ذلك الرجل الشامخ الذي لا يعرف قدره إلا الشرفاء، والذي يبذل من ماله ووقته وصحته وعمره في سبييل هذا الوطن من دون أن يمن بذلك على أحد، ومن دون رغبة في شهرة أو صيت، أو ظهور إعلامي، حتى قال البعض عنه الصقر الكامن ظلما وعدوانا، رأيت المهندس محمد خيرت الشاطر خلف الأسوار


    ما هذا الطلم؟ الشاطر في زنزانة وصاحب العبارة في لندن؟


    الشاطر في زنزانة ووزير الثقافة في موقعه رغم دماء قتلى مشرح قصور الثقافة؟


    الشاطر في الزنزانة ووزير النقل في وزارته بالرغم من مئات المصريين الذين زهق الفساد أرواحهم؟


    الشاطر الذي ربى أسرة يعرف من يراها في محنتها في قاعة المحكمة صلاح وإخلاص وتقوى خيرت الشاطر وحبه لدينه ووطنه؟


    الشاطر الذي تعلمت منه شخصيا كيف يترجم حب الوطن إلى عمل دؤوب وجهد مخلص وتضحية لا حد لها، أتمنى أن أكون قد تعلمت


    دارت كل تلك الخواطر بعقلي وأنا أنظر إلى المهندس خيرت، الذي لم ينل الفاسدون من عزيمته، ولم ينل الظالمون من إرادته، ولم ينل السجانون من تفاؤله، فجلس داخل القفص مبتسما يتحدث إلى أهله وأظنه كان يطمئنهم ويشد من أزرهم


    كنت أنظر إليه وأحاول السيطرة على دموعي، ثم جاءت لحظة لم استطع معها صبرا على البكاء، لحظة أن نظر لى المهندس خيرت وأشار لي ملوحا بكلتا يديه ووجهه تعلوه ابتسامة مشرقة متفائلة أراها من خلف قضبان أحال بها الظالم بينه وبين الحرية، لم أتمالك نفسي، وانهمرت مني دموعي


    ليس هذا مكانك يا خيرت، فإنما مكانك التكريم؛ فوالله ما رأيت من هو أشرف منك


    ووالله ما رأيت من هو أكثر منك عطاءا لهذا الوطن


    وتقبلا للخلاف في الرأي


    ومحبة لكل العاملين لهذا الوطن


    واحتضانا لمخافيه في الرأي


    ليس هذا مكانك يا باشمهندس


    فشهاهداتك العلمية الأكاديمية


    ومسيرتك العملية الناجحة


    ورحلتك الدعوية المباركة


    وشهادة كل من عرفك وتعامل معك


    كل ذلك ينطق فيقول إنك مظلوم، وإن جرمك هو أنك تحب وطنك، وذنبك أنك رفضت السير في ركاب الفساد والمفسدين


    مرت لحظات أو دقائق لا أدري بها، أنظر إلى خيرت الشاطر المبتسم ولا أدري أبتسم أم أبكي؟


    ثم جاءني النداء من شقيقه الواقف أمام زنزانته يستدعيني للسلام عليه


    لم أفكر كثيرا، فتلك لحظة طال لها انتظاري، اشتقت إلى خيرت الشاطر الذي لم أره منذ أسابيع لم تعد قليلة


    سرت مخترقا الزحام مسرعا وأنا أتلهف للكلام مع المهندس خيرت


    ولما وصلت إليه كانت لهفتي للحديث إليه قد أنستني الحديث، فلم أعد أدري ماذا أقول له؟


    رحب بي بابتسامة وقال "إزيك يا إبراهيم؟ أخبارك إيه" فرددت قائلا: إزيك يا باشمهندس والله واحشني


    لم أدري لماذا لم أجد ما أقوله، ربما لأن الموقف لا يحتمل الكلام، وربما لأن القلق من الحكم تملكني، وربما لأنني كنت أريد أن استمع أنا إليه


    تنقلت بعيني بين الجالسين في القفص، فرأيت محمد حافظ وألقيت عليه التحية فردها مبتسما متفائلا، ثم عدت مرة أخرى للمهندس خيرت ورددت ما كنت قد قلته من قبل: والله يا باشمهندس واحشنا أوي، فقال: وإنت كمان يا إبراهيم


    نظرت أمامي فرأيت الحالج حسن مالك على بعد خطوات قليلة مني فذهبت إليه أحييه قائلا: السلامو عليكو يا حاج حسن، وكان هو قد لوح لي بيده عندما كنت في الطرف الآخر من القاعة، وحال حديد القفص بيني وبينه فلم يعرفني، وذاك رجل أخر مكانه ليس أبدا خلف القضبان، ذاك رجل جعله الله سببا لفتح بيوت مئات المصريين البسطاء، وكلهم يحبه لأخلاقه ولتواضعه


    لم يعرفني الحاج حسن حتى تحركت قليلا فرآني من بين قضبان الحديد، وكان أمامه على الجانب الآخر من القفص طفلين صغيرين، ارتدى كل منهما تي شيرت عليه صورة الحاج حسن وعبارة قصيرة؛ إنهما أنس وعائشة حسن مالك؛ طفلين من بين أطفال أبرياء حال النظام الفاسد بينهم وبين ذويهم. في تلك اللحظة فقط أدركت أن للمعتقلين أهل أولى بالحديث معهم مني فابتعدت، وعدت إلى الجانب الآخر من القاعة لأترك المجال لأبناء المعتقلين وزوجاتهم للحديث معهم
    عدت للجانب الأخر من القاعة وأنا لا أدري ما الذي أفقد لساني النطق
    ولم أتكلم بعد ذلك إلا عندما هتف الحضور بحب مصر، وبالدعاء على المفسدين، والدعاء لمصر بالخير
    ثم نطق القاضي بالحكم، وأجل القضية أربعة أيام
    وسمعت صوتا قويا ألفته يخرج من بين القضبان الحديدية وينطلق نحو آفاق الحرية لا يحده عنها حد، إنه صوت الشاطر الذي انطلق هاتفا للعدالة والحرية، ثم داعيا على الظالمين، ثم متحدثا في قوة وثبات عن الأسباب الحقيقية للاعتقالات، وسرقة الأموال، ومحللا الأوضاع الراهنة على الساحتين المحلية والإقليمية، مهاجما الفساد والفاسدين والمفسدين بكل قوة، ومن دون أي يهتز له طرف، ومن دون أن يهادن أو يلين، موقفه الواضح أسكت الجميع، وأسمع الجميع صوت الحرية من داخل السجن
    ثم جاء الرد من خراج السجن من ذات الأسرة الكريمة، فتحدثت ابنته عن إصرارهم والعائلة على المضر قدما في طريق الإصلاح مهما حدث لأبيها وأسرته، فدخلت الكلمات الصادقة إلى قلوب الحضور، وأخرجت منهم الدموع
    ثم خرجنا بعد ذلك إلى خارج القاعة، ننتظر خروج المعتقلين إلى عربة الترحيلات لنلقي عليهم نظرة أخرى؛ فلما خرج الشاطر هتفت بأعلى صوتي أملا أن يسمعني (السلامو عليكم يا باشمهندس خيرت، ربنا معاكو يا باشمهندس) ولم يأتني الرد
    فقد كان يسأل أهله عن موعد الزيارة
    ثم خرج الشاطر في سيارة الترحيلات إلى سجن يقضي فيه أياما من الظلم، ويعاني فيه الاستبداد والقهر، ويصر على أن يواجه حتى وهو في داخله الفساد والمفسدين، وخرج وكانت آخر كلماته التي خرجت من السيارة من فسمعتها من دون أن أراه: أستودعكم الله
    فرد الحضور جميعا، ووجدت نفسي أتمتم لا إراديا: والله إني أحبك في الله
    فلم يسمعني الشاطر

أضف تعليقك