مدونات ضد المحاكمات : الحرية لمدحت الحداد | الحرية لعصام حشيش | الحرية للدكتور بشر | الحرية لضياء فرحات | الحرية لخيرت الشاطر | الحرية لحسن مالك


أسرة القيادي الإخواني حسن مالك تكشف لنا

سر الأزمة الدبلوماسية بين مصر وتركيا بعد اعتقاله ومصادرة ثروته

... وابنته تؤكد: أخذوا خزينة والدتي لأن بها مجوهرات بمليون جنيه

حتى عام 1992 لم يكن اسم حسن مالك مطروحا سياسيا أو إعلاميا باعتباره أحد قيادات الإخوان بل كان معروفا كأحد كبار رجال الأعمال الذين يعملون في مجال التجارة وباعتباره أبنا لأسرة تجارية معروف عن كل أفرادها أنهم من كبار المستثمرين في مجال صناعة الغزل والنسيج.

ومع بداية التسعينات نجح حسن مالك في إدخال الكمبيوتر لمصر وأنشأ شركة "سلسبيل" وهو نفس الاسم الذي أطلق على قضية أتهم فيها مجموعة من الإخوان عام 1992 عندما تم القبض على "مالك" والمهندس "خيرت الشاطر" ، وتم حبس "مالك" لمدة عام احتياطيا ثم أفرج عنه ليبدأ بعدها رحلة جديدة في عالم تجارة الأثاث والملابس الجاهزة وأسس شركتي "استقبال" و"سرار" .

حسن مالك كما تقول سيرته الذاتية، من مواليد 20 أغسطس عام 1958 وتخرج من كلية التجارة عام 1980 وبدأ سلسلة مشاريعه التجارية منذ عام 1983 ونجح في جلب استثمارات أجنبية وتركية تقدر بملايين الدولارات. متزوج من السيدة جيهان عليوة وله منها سبعة أبناء هم معاذ 22 سنة خريج الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولجيا ، وخديجة 21 سنة في السنة الرابعة بآداب عين شمس قسم تركي وعمر 21 سنة طالب الأكاديمية العربية للعوم والتكنولجيا وحمزة 20 سنة الطالب بنفس الكلية وأحمد 16 سنة بالثانوية العامة وأنس 12 سنة وعائشة 10 سنوات.

اللقاء مع أفراد أسرة حسن مالك كان مليئا بالشجون حيث تداعت ذكريات الاعتقال والاستيلاء على الأموال ولأن اللقاء كان في نفس اليوم الذي شهد صدور حكم جنايات القاهرة بتأييد قرار النائب العام بالتحفظ على أموال 30 من قيادات الإخوان المحالين للمحكمة العسكرية ومنع زوجاتهم وأبنائهم من التصرف فيها ورفض الاستشكال المقدم من المعتقلين.

- سألنا أسرة حسن مالك في البداية عن وقع هذا الحكم عليهم وكيف استقبلوه؟

الإجابة جاءت على لسان زوجته "أ. معاذ" التي قالت: الحكم كان بمثابة الصدمة الكبيرة لنا لأن هذه الأموال التي صادروها هي أموالنا التي جمعناها بجهد وعرق السنين طوال أكثر من 25 سنة.. دي فلوسنا وفلوس أولادنا.. لكن ورغم ذلك أقول حسبنا الله ونعم الوكيل.

أما ابنته خديجة مالك فقالت : أول حاجة والدي قالها لنا عندما اقتحموا منزلنا وروعونا وأخذوا أموالنا.. دي فلوسكم اللي أبوكم جمعها لكم من حلال .. إياكم والتفريط فيها ولو جنيه واحد.. ونحن لن نتركها لهم وندعوا الله عز وجل أن يجعل كل مليم صادروه لعنة عليهم إلى يوم القيامة.

- سألنا خديجة ولماذا أصر والدك على أن يقول لكم ذلك أما ضابط مباحث أمن الدولة؟

أجابت : حتى يقوي من عزيمتنا في مواجهة هذه المحنة وهي محنة ستؤتي ثمارها كما حدث معنا بعد قضية "سلسبيل" ووقتها كنا صغارا وتحملت أمي كل الصعاب للتجاوز المحنة.

ثم بدأت خديجة تحكي لنا تفاصيل ليلة اعتقال والدها.. خاصة أنها وباقي أشقائها كانوا شهودا على الحدث باستثناء "عمر" الذي كان بصحبة والدته في الحج، بعد أن منعوا والدهم من السفر تقول خديجة قبل أن أحكي عن تفاصيل هذا اليوم لابد وأن يعرف الجميع أنه قبلها بأسبوع واحد فقط، كان والدي جالسا بصحبة رجال أعمال ومستثمرين أتراك بمكتب وزير الصناعة والتجارة رشيد محمد رشيد للاتفاق على مشروع استثماري ضخم يتمثل في إنشاء مصنع بالعاشر من رمضان يتخصص في صناعة الأثاث، وكان المتوقع أن يقوم المصنع بتشغيل 1000 عامل، وقد وافق الوزير على ذلك وخصص لهم أرض المشروع وكان من المنتظر أن يتم توقيع العقد عقب عودة والدي من الحج، ولكن يبدو أن النظام قد اتخذ قرار بتصفية رجال الأعمال الشرفاء ومصادرة ثرواتهم، حتى ولو كان ذلك على حساب الاقتصاد القومي وحتى لو أدى ذلك إلى طرد الاستثمارات الأجنبية التي تقدر بالمليارات.

وتكمل خديجة وكان من الطبيعي بعد اعتقال والدي أن يتوقف المشروع وبسحب المستثمرين الأتراك أموالهم خوفا من مصادرتها، وهو ما آثر بالسلب عل العلاقات التجارية بين مصر وتركيا وجعل صورة مصر أمام العالم أنها بلد لا يأمن المستثمر الأجنبي فيها على أمواله... كما أننا كنا نتوقع أن يكون ذلك ورقة ضغط على الحكومة المصرية من جانب الحكومة التركية التي تحرص على حماية أموال مستثمريها في الداخل والخارج... ومازلنا في انتظار أ تسفر هذه الضغوط عن شيء لصالح الإفراج عن أبي رغم قرار المصادرة والتحفظ على أموالنا وأموال الشركات التي يديرها والدي وتضم نسبة كبيرة من أموال المستثمرين... وقد يترتب على ذلك سوء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وهنا تدخلت الأم قائلة قرأت خبرا على لسان أحد المسئولين يقول إن 1800 مصري يستثمرون أموالهم في رومانيا، أليس هذا دليلا على أن المناخ الاقتصادي المصري لم يعد أمنا وأصبحت دول مثل رومانيا جاذبة للاستثمارات، بينما المناخ المصري طارد لها.

وأضافت ورغم ذلك.. نحن نترك هذا الوطن فقد كان خلال محنة قضية "سلسبيل" أن نترك البلد ونهاجر... لكن زوجي رفض وقال دي بلدنا وإحنا أحق بها من أي حد تاني.

وتتساءل أم معاذ : من الأولى بالاعتقال والمحاكمات الذين أغرقوا ألف مصري بعبارتهم.. والذين سمموا دماء المصريين وسرطنوا حياتهم.. أم رجالها الشرفاء الذين جلبوا لها المليارات.

الإجابة معروفة للجميع.. لكني أستشهد هنا بما قالته لي زوجته مسجون عندما كنت أزور زوجي في السجن .. فقد سألتني هذه السيدة ما هي تهمة زوجك؟ فقلت لها دا معتقل سياسي فقالت : الحمد لله .. أنا زوجي تاجر مخدرات.

التقطت أبنته خديجة طرف الحديث لتحكي لنا تفاصيل ليلة الاعتقال قائلة: فوجئنا لوالدي يعود إلى المنزل في الساعة السادسة مساء وأخبرنا أنه منع من السفر.. فأصابنا القلق.. لكنه حاول أن يطمئنا وقال إن كل الحكاية إنهم رجعوا ووضعوا اسمه ضمن الممنوعين من السفر مثلما فعلوا من قبل بعد قضية سلسبيل عام 1992، حيث كان يذهب لمباحث أمن الدولة قبل كل مرة يسافر فيها.. ثم فوجئنا في حوالي الساعة الواحدة والنصف ليلا بطرقات عنيفة على الباب، وعندما فتح لهم شقيقي "عمر" اقتحموا الشقة شاهرين أسلحتهم.. ودخلوا على أبي غرفة نومه ثم وضعوني واخواتي في غرفة المعيشة ومنعونا من التحرك لحين الانتهاء من تفتيش الشقة بالكامل.. وعندما وجدوا خزينة بغرفة النوم طلبوا من والدي فتحها ولم يكن يعرف كلمة السر.. فأخبرته أنني أعرفها.. فطلب مني ضابط أمن الدولة "هـ ت" أن افتحها لهم ليتأكدوا أنها لا تحتوي على أوراق تنظيمية سرية خاصة بالإخوان كما أدعوا بعد ذلك .. ولما لم يجدوا فيها إلا مجوهرات والدتي التي تقدر بحوالي مليون جنيه.. أغلقتها .. فخرج ثلاثة من الضباط الكبار إلى البلكونة ليتشاوروا فيما بينهم... ثم عادوا بعد أن قرروا الاستيلاء على الخزينة بالكامل كحرز.

وتواصل خديجة قائلة وهي تغالب دموعها: قاموا بتصوير كل الشقة أثناء التفتيش بكاميرا فيديو، وكاميرا فوتوغرفيا.. وصورني وأنا أفتح الخزينة بكلمة السر، ولذلك منذ حوالي عشرة أيام عندما جاء موعد جلسة فك الأحراز في القضية فوجئ والدي بأن الخزينة تم العبث بها وأن دائرتها الكهربائية معطلة إلى جانب كسر بعض المفاتيح الخاصة بها.

- سألنا أم معاذ : هناك اتهام لزوجك بأنه يمول أنشطة الإخوان وأن علاقات مالية بالخارج فما تعليقك؟

أجابت هل قدموا دليلا واحد على ذلك؟ هل قدموا ورقة مالية واحدة تثبت أن لحسن مالك علاقات ببنوك خارجية؟.. إن زوجي لم يفترض جنيها واحد من أي بنك مصري فكيف يتهمونه بمثل ذلك.. أن قضيتنا سياسية والجميع يعلم ذلك فزوجي سمعته كرجل أعمال هي التي حازت ثقة المستثمرين الأجانب وخاصة الأتراك. وليس له أي حسابات بنكية في الخارج

وتضيف أبنته خديجة كل الاتهامات ملفقة وهم يعلمون ذلك.. فإذا كانت تحرياتهم ومحاضرهم ملفقة ولا يوجد بها سطر واحد يحمل معلومة حقيقية فما بالنا بالاتهامات الجاهزة التي اعتدنا عليها.. وأذكر على سبيل المثال أن بعض الصحف الحكومية نشرت أن أحمد عز الدين مالك كان من بين الطلبة المتهمين في جامعة الأزهر مع أن أحمد وهو سنه 36 عاما ومعظم سنوات عمره قضاها في أمريكا وعاد إلى مصر قريبا ليتزوج!!

- وماذا عن جلسة يوم الأربعاء الماضي التي منعتهم من حضورها؟

تقول أم معاذ: منعونا من الحضور وحاصروا النساء والأطفال وحرمونا حتى من رؤية أزواجنا قبل دخولهم المحكمة في حين كنا نشاهد المتهم بالتجسس يسير بمفرده وكأنه حر.. كما شهدنا 4 من الإسرائيليين يقابلونه وسمحوا لهم بالتحدث معه فلماذا هذه التفرقة .. وهل أصبح الاتهام بالتجسس أشرف من الاتهام بالوطنية؟!

وهنا تدخل ابنته الطفلة عائشة ، وقالت لنا "بابا ماعملش حاجة وحشة علشان يعملوا فيه كده إحنا عارفين إن هم ظلمة وما عندهمش إحساس علشان يحرمونا من بابا.. وغلبها البكاء فبكت في حضن والدتها.

أما نجله معاذ فقال: لم يعد خافيا على أحد أن النظام يسعى لتشويه صورة الإخوان المسلمين بتلفيق تهم باطلة ولكن ما يثير الحزن في النفس أن نرى رجال الأعمال الذين سرقوا أموال البلد طلقاء وسعداء بما نهبوه في حين نحن أبناء الشرفاء .. هذا حالنا .. أباؤنا في السجون ويحالون للقضاء العسكري.

وتقول خديجة في يوم المحاكمة ونحن ندعوا على الظالمين.. فوجئنا بأن عساكر الأمن المركزي وبعض الضباط يرددون معنا الدعاء ويؤمنون عليه بقولهم آمين، فالحق ظاهر وواضح

وفي كلمة ختامية تقول أم معاذ إنني أوجه كلمة إلى سيدة مصر الأولى سوزان مبارك لقد حرمتم أولادي من حنان الأب.. فأين حقوق الطفل التي تنادين بها

أجري الحوار الصحفي محمد علي أبو هميله.

0 التعليقات :

أضف تعليقك