مدونات ضد المحاكمات : الحرية لمدحت الحداد | الحرية لعصام حشيش | الحرية للدكتور بشر | الحرية لضياء فرحات | الحرية لخيرت الشاطر | الحرية لحسن مالك

رسالة إلى المهندس/ خيرت الشاطر من ابنته التي يحاكم والدها وزوجها المهندس أيمن عبد الغني (بعد الجلسة الأولى للمحكمة العسكرية التي حددت فجأة بعد قرار الإفراج عنه في ثاني مرة يعاني فيها الشاطر مرارة القضاء العسكري حيث حكم عليه في المرة الأولى ظلمًا بخمس سنوات ..


بسم الله الرحمن الرحيم
أبي الحبيب الغالي
الذي أفخر بالانتساب إليه

حفظه الله ورعاه ولا حرمنا أبدًا إياه وأعزه ونصره على من عاداه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
..
بمشاعر تعجز الكلمات عن وصفها .. وبخواطر هي أبلغ من أن تسطر .. أكتب لك يا أبي الحبيب رسالة داعية الله عز وجل أن تصلك وأنت في خير حال ..

أكتب لك يا أبي الحبيب والله وحده هو المطلع عما بداخلي فهو الأعلم بحالنا وسرنا وهو أرحم الرحمين بنا .. نحمده على كل قدره .. ونثق في أنه لن يتركنا ولن يضيعنا .. بل لا يريد بنا إلا الخير .. وهو الشاهد أننا ما عملنا إلا من أجله فلم نرغب في جاه أو سلطان وما حملنا إلا كل الخير لهذه الأمة ولهذا الوطن..

والله يا أبي رغم صعوبة الأمر جدًا علىَّ وخاصة في هذا التوقيت الذي استشعرت فيه بعد قرار الإفراج العادل .. ببعض الأمل والترقب .. وداعبت مخيلتي أطياف عودتكم التي تاقت لها نفسي لأستيقظ فجأة على ما أملت من قبل ألا يحدث ..

ورغم شدة الشعور بالظلم والقهر والمباغتة والمكر رغم مدى الزيف والافتراء ..
رغم الألم الشديد الذي يختلجني ونحن نذهب لهذا المكان الكئيب الظالم للمرة الثانية وما زالت بداخلنا آلام ما خلفه علينا في المرة السابقة والتي لن تمحى ما حيينا ونحتسبها عند الكريم العادل الذي لا يضيع عنده حق .. آلام وشعور بالملل الرهيب لحضور نفس المسرحية الهزلية التي هي بحق مسرحية هزلية لولا أن حضورها يبكون ولا يضحكون!! ..
رغم عظيم ألمي بأن أشعر أنك تعاني من هذا الظلم بمرارته .. بتبعاته المؤلمة للمرة الثانية .. ويا لها من كلمة !!
رغم فداحة المصيبة بأن تكون أنت وأيمن معًا في ذات التوقيت ..

إلا أنني والله يا أبي لا يمكن أن أصف لك كيف تبدلت مشاعري وخواطري بعد أن حضرت هذه الجلسة التي كنت أحمل هم حضورها وأشعره همًا ثقيلاً على قلبي ..

لا يمكن أن أصف لك كيف كان وقع كلماتكم الصادقة الرائعة التي لا يمكن أن تنقل .. أو أن توصف .. فأي وصف لن يوفيها حقها .. والله يا أبي وسط هذه الكلمات الرائعة الفياضة النابعة بصدق ..

شعرت أن حياتنا وحياتي التي كنت أبكي ضياعها بداخلي قبل أن أدخل قد صارت لها قيمة عظيمة ..

شعرت أن الله قد رفعنا واصطفانا في منزلة عالية نستحق بصدق أن نحمده عليها ما حيينا .. والله يا أبي أنا شعرت لأول مرة بلذة للألم .. وشعرت في وسط هذا الظلم الرهيب الذي لم يحدث من قبل .. باليقين بداخلي من أن الله لن يتركنا ولن يضيعنا ..

والله أن واثقة إن شاء الله أننا قريبون من نصر قريب جدًا ستجلبه لنا "حسبنا الله ونعم الوكيل" التي انطلقت حارة دون أن يمنعها قيد أو يخيفها إرهاب .. وسترى يا أبي إنشاء الله أن هذه المرة لن تمر كالمرة السابقة ولكن سيحدث بإذنه شيئًا مختلفًا والله عند حسن ظن عبده به ..

وأنا شخصيًا.. كل ما أفكر فيه الآن وأدعو الله به أن يجعلني عند مستوى هذا الاصطفاء الذي فضلنا به وإن كنت أرى أني لا أستحقه .. والله تفضيل يا أبي، شعرته في طريق عودتنا بدءًا من نظرات التقدير والاحترام في أعين رتب الجيش الذين قابلونا مرورًا بمشاهد الطريق .. لأناس يأكلون ويشربون ويتمتعون بحياتهم ولكنني وأنا أنظر إليهم تخيلت اللحظة التي ستحدث حتمًا لتزول كل هذه المتع وينساها أصحابها بل وينكرونها وينكرون حدوثها ويسعد فقط من جاهد وضحى وكانت لحياته قيمة يستحق بها الخلود والمتعة الحقيقية التي لا تزول أبدًا ..

أدعو الله أن يتقبلنا وأن يرضى عنا أولاً .. ثم أن ينصرنا وينجينا ويعافينا لأن عافيته هي أوسع لنا .. وأدعوه في كل وقت أن يهلك الظالمين وأن يرنا فيهم آية عاجلة تشفي صدورنا وتكون عبرة وآية اللهم آمين ..

أبي الحبيب .. أطلت عليك بخواطري التي لا أحسب كلماتي قد نقلت جزءًا منها وجزاك الله عنا كل الخير لأن الله جعلك سببًا لما نحن فيه من خير .. لا حرمنا الله منك ولا جعل لنا نفسا بعدك .. ورزقنا الشهادة سويًا

ابنتك التي تفخر بك
زهراء خيرت الشاطر

2 التعليقات :

  1. Omar Abdalla said...
    ربنا يتقبل منك

    حلوه اوي كلماتك دي

    رغم إنها مره في حروفها

    بس حلوه في شعورها

    ربنا يفتح عليكم جميعاً
    Anonymous said...
    اليك يا أخت الذي افتخر أن تكون اخت لي إلي الاخت الفاضلة زوجت والدي الحبيب المهندس أيمن والله إن لوالدك وزوجك العظيمين لمنزلة عظيمة في قلبي فصبرك الله وأعانك وأخوتك الأفاضل ووالدتك المجاهدة علي تحمل هذا الإبتلاء وجعله في ميزان حسناتكم جميعا وجمعني بكم قريبا لإني اشتقت كثيرا لهذه الوجوه المنيرة التي لا تريد سوي النصر للإسلام والمسلمين

    أخوك الصغير :عبدالرحمن شوشة
    وسلامي الحار للأطفال من أجل الايس كريم

أضف تعليقك