مدونات ضد المحاكمات : الحرية لمدحت الحداد | الحرية لعصام حشيش | الحرية للدكتور بشر | الحرية لضياء فرحات | الحرية لخيرت الشاطر | الحرية لحسن مالك


فضيلة الدكتور توفيق الواعي " جزاه الله كل خير " خصنا بتلك الرسالة للنشر في " إنسى " ضمن سلسة من المقالات تنشر تباعاً بمشيئة الله .. جدير بالذكر أن فضيلة الدكتور توفيق الواعي أحد الإصلاحيين الأربعين المحاليين إلي القضاء العسكري في القضية الأخيرة

أطفال من أجل الحرية

الرسالة الثانية

أطفال ولكنهم أبطال، صغار ولكنهم عمالقة، نعم نشئوا في زمن الهزيمة وولدوا في أيام نحسات، ودرجوا على أرض موات في الإحساس، وسط فقدان النخوة، ليرضعوا ألبان مجتمعات لا تعرف الصدق، ولا الصراحة، وتحوطهم العلل والأمراض الاجتماعية، والنفسية، والحضارية المتجذرة في الذات، وتسيطر عليها سحائب الفساد والغش والتزوير، وفقدان العدالة، وتظللها ثقافة الكذب والبهتان والنفاق واللامبالاة، كل هذا وغيره وسط دخان كثيف من الانهزام النفسي والحربي والإداري، جعل طبائع الناس كالجرذان والحشرات السامة والهوام، في جسد واهن تمتص دماءه أشباح متربصة.

ولهذا كله استنسر البغاث في أرضنا، وتعملقت الأقزام في ديارنا، وأخذ شذاد الأفاق في استعمارنا واستذلالنا ونهب مواردنا وخيراتنا، وقد نتساءل من الذي يسقي هذه الأجيال السم الرعاف، ويقضي على قواهم الحيوية والعقلية والثقافية؟ من الذي يبيد هذا النبت الأخضر الناضر، ويدوس هذه الزهور المتفتحة، إنهم أعداؤها بلا شك، وأعداء الإنسانية بالتأكيد، سواء كانوا من بني جلدتنا أو من غيرهم ولكن ظلم ذوي القربى أبأس وأشد، وصدق القائل:

وظلم ذوي القربى أشد غضاضة على النفس من وقع الحسام المهند

وقد يتبادر إلى النفس سؤال آخر؟ من الذي حفظ هذه الورود الفواحة، والرياحين النفاذة من التلوث، ومن الذي أخرج كما يقول المثل البلدي (من الفسيخ شربات)؟ إنها التربية الإيمانية التي أخرجت النور من الظلمات، وأنبتت من الجاهلية خير أمة أخرجت للناس، ومن الفوضى عدالة لم يعرفها التاريخ، ومن الذلة عفة وكرامة وإباء، إنها التربية الحانية التي لمست شغاف القلوب، إنه الحضن الدافئ والشعور النبيل الذي تفتحت عليه الأعين، ودرج عليه الصغار وبزغ منه المواهب، وانبثقت منه النفس المستقرة وتفجرت منه الأحاسيس الجميلة، والشعور النبيل، ولهذا تلحظ وأنت تسمع هذه النفوس الغضة، والأرواح الوردية، وهي تعّبر عن آلامها وأتراحها، وعن سرورها وسعادتها كأن حقائق الأشياء تتكلم، وطيور الجنان تغرد وتفرح، أو تلتاع وتحزن، فتخرج الكلمات نسمات، والألفاظ معبرات منيرات، وقد أنصتُّ وللأسف إلى شكوى ملتاعة من بلبلة من هذه البلابل الحزينة تندد بظلم وقع على أبيها، وجور وقع على أسرتها، وهمجية حلت بساحتهم، فبدلت أفراحهم أتراحا، وسرورهم أحزانا فخطفت خفافيش الظلام والدها من بينهم وهي في قمة سعادتها به، وفرحتها بتنفيذ ما قد وعدها به من ترويح حلال عن النفس بعد الجهد والنجاح الذي نالته، فنسمعها تقول في أسى:

بابا وعدني وقلي يا بنتي يوم تنجح حانروح البحر

نعمل رحلة وجمعة ولمّا فرحة ما مرت طول العمر

رحنا يا بابا، يا رتنا ما رحنا رحنا يا بابا، وما روحنا

رحنا وكنا سوا ماشيين نسبح نلعب فرحانين

داس بسلاحه على القوانين وعلى الأطفال وعلى المدنيين

سابني ودمعي تملى العين أصرخ أنادي بابا فين

رد يا بابا عليّ وقول مشمعقول تنام على طول

مشمعقول تُفتني وترحل وتيتم دمعي المذهول

رد يا بابا، رد يا عالم رد

وطبيعي لم يرد بابا لأنه قد غيّب في قعر مظلمة، وسجن في أحشاء زنازين معتمة، بغير ذنب ولا جريرة، ولا فساد أو جريمة، إلا لأنه أطهر من المزن وأنقى من المطر وأنصع من البرد، ولأنه يحب بلده، ويعشق كرامة أمته وعزتها، وينهد إلى تربية جيل صادق فتي، وشباب واعد أبى إلا أن يكون ذخرا لأمتهم ومددا لربانية إسلامهم وثقافتهم، ولأنه وقع في أرض سبحة لا تحفظ ماء أو تنبت زرعا، وعاش في وسط ذئاب نهمة مفترسة تمزق أجساد من سالمها وأبدان من وادعها، وثعالب ماكرة لا عهد لها ولا ذمة، ولا شرف لها أو كرامة، تهادن لتخدع وتستعد، وتتحدث التضلل ثم تنقص، على كل شيء حتى المعاني الجميلة والأخلاق النبيلة والقلوب الرحيمة.

ولم يرد العالم، لأنه يتربص بالمسلمين ويُحرض عليهم، ويخشى من الطهر الذي يحملون، والعزة والعدالة التي يريدون، والحق الذي يدافعون عنه، الحق الذي سيزهق الباطل ويطلع الفجر وصدق الله: (وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا).

ولما سكت الجميع نطقت الصبية وتكلمت الفتية، وصاح فرسان الغد وطلائع المستقبل الواعد، ليُسمعوا العالم ويُشهدوا الدنيا على الظلم والطغيان والوحشية، ويطلعوا المعمورة على الفساد والديكتاتوريات والكذب والبهتان، وليحضروا لجولة آتية لا محالة، وواقعة بلا شك، بين الباطل المهزوم والحق المنتصر، ويبشر بحقبة يفرح المؤمنون فيها بنصر الله ويرددون قول الشاكرين الحامدين (الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن، إن ربنا لغفور شكور) .. (الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله)، ويروا الجميع الطريق المستقيم بلا غبش أو قتام، حتى يعقل الناس الهدى من الضلال (أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي على صراط مستقيم)، وعندها يعلم مُرتعدي الفراص، الناكصون عن الهدى القائلين كما قال أضرابهم وإخوانهم من قبل (وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا) وأن الذين لم يكتموا الهدى أو يتخذلوا عن الحق هم الفائزون، وهم أصحاب الجائزة الذين يسمعون قول الحق سبحانه (إني جزيتهم اليوم بما صبروا، أنهم هم الفائزون) وبعد: سلام عليكم أيها الفتية والله معكم ولن يتركم أعمالكم .. آمي

2 التعليقات :

  1. صاحب البوابــة said...
    اخي الكريم السلام عليكم

    ارى يا أخي انك قد حذفت البوست الخاص بإطلاق حملة المطالبة بالافراج عن شيخ المجاهدين
    وكان هذا رابطه
    http://ensaa.blogspot.com/2007/05/blog-post_17.html

    فلماذا يا اخي الكريم ؟؟؟

    ان هذا البوست الذي قد نشرته عندك كان من اكثر اساليب الحملة نشراً لموقع ( الحرية لشيخ المجاهدين http://freeaboalftouh.blogspot.com/ )

    ارجو منك يا أخي ان تعيد نشر البوست لأهميته بالنسبة لنا في نشر الحملة أو على الاقل تضع رابطا لمدونة شيخ المجاهدين عندك
    http://freeaboalftouh.blogspot.com/

    وجزاك الله خير الجزاء

    تحياتي
    Ensaa said...
    اخي الحبيب
    غفواً لم نحذف البوست أبداً وإنما هو خطأ فني
    أرجو المعذرة
    أحمد

أضف تعليقك