مدونات ضد المحاكمات : الحرية لمدحت الحداد | الحرية لعصام حشيش | الحرية للدكتور بشر | الحرية لضياء فرحات | الحرية لخيرت الشاطر | الحرية لحسن مالك

القاهرة - أمينة خيري الحياة اللندنية - 01/08/07
نجحت جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر، منذ تأسيسها قبل حوالي ثمانية عقود، في إحكام قبضتها على العقول والقلوب، وأحياناً جيوب قطاعات كبيرة من البشر، تارة بالفكر، وتارة بالدق على الأوتار الضعيفة لدى المواطنين. ونجحت هذه القبضة في أن تمتد أخيراً إلى خيوط حديثة لتواكب بذلك روح العصر وزمن تقنية المعلومات.

هذه المواكبة تجلت بشكل واضح على مدى اليومين السابقين من خلال رسالة هاتفية قصيرة تلقاها الآلاف على هواتفهم المحمولة يقول نصها: «المهندس خيرت الشاطر يدعوكم لعقد زواج كريمته سارة في مسجد الأرقم في حي مدينة نصر الساعة الخامسة بعد ظهر الأول من آب (أغسطس). الراسل: عائلة الشاطر».

وأثارت الرسالة الكثير من علامات الاستفهام. فوالد العروس هو النائب الثاني لمرشد «الإخوان» المهندس خيرت الشاطر المحتجز، مع غيره، بتهمة تمويل نشاط الجماعة «المحظورة» رسمياً. ولمح البعض إلى أن الدعوة «الشعبية» لحضور عقد القران هي «تكتيك» استراتيجي لحشد الرأي العام في قضية الشاطر.

هذه الرسالة الهاتفية القصيرة لحقت برسالة أخرى كتبها أبناء الشاطر وأرسلوها للنشر في عدد من الصحف «المستقلة» كتبوا فيها ما قاله لهم والدهم عن سبب موافقته على زواج ابنته وهو ما زال محبوساً. وجاء فيها ان «فرحتنا اليوم كبيرة رائعة وذات وجوه متنوعة، فرحة بزواج أميرتي الحبيبة سارة، وبأسرة جديدة تتكون على هدي الإسلام رغم كل التضييق ومحاولات الهدم، وفرحة بتواصل الجماهير مع العائلة».

هذه الكلمات التي امتزجت فيها السياسة بالعواطف، والاستجداء النفسي بالحنكة التخطيطية حولت عقد القران إلى حلقة جديدة في مسلسل محاولات ا»لإخوان» المستمرة لصناعة رأي عام متعاطف، إن لم يكن مؤيداً لهم.

أعضاء الجماعة دأبوا كذلك على إرسال رسائل هاتفية قصيرة وأخرى إلكترونية الى الصحافيين والإعلاميين والمثقفين في كل مرة تتم فيها استضافة أحد كوادرهم في إحدى الفضائيات العربية. وذلك لجذب أكبر عدد ممكن للبرنامج ، وربما الترويج له بالكتابة أو حتى المناقشة والتحليل.

هذا الاتجاه الالكتروني برز بشكل واضح بين أعضاء وعضوات جماعة «الإخوان» في مجال المدونات الإلكترونية اخيرا، وذلك في محاولة واضحة لاستقطاب المزيد من الأجيال الشابة من مستخدمي الإنترنت، بالإضافة إلى سهولة التواصل والمناقشة عبر الشبكة بعيداً عن الرقابة.

تحالفات الإنترنت «الإخوانية» صارت علامة فارقة في مسيرة الجماعة في مصر، كما أثبتت أنها سلاح بالغ القوة والتأثير، خصوصا في الحملات التضامنية مع معتقلين من اعضائها.

لكن في داخل الجماعة، فإن الجهود الالكترونية للاعضاء والمتضامنين معهم لا تقتصر على أحداث بعينها أو مصائب أو حتى أفراح ترتبط بتوقيتات محددة بل أصبحت أسلوب حياة وطريقة تفكير. فمثلاً «العروس» سارة ابنة الشاطر التي تم عقد قرانها أمس تشارك هي الأخرى بدورها. فهي من المبادرات إلى الدفاع إلكترونياً عن والدها. وكثيراً ما دعت «الكترونياً» مجتمع الانترنت إلى تصفح المدونة التي تحمل اسم والدها والتي حجبت من على الشبكة العنكبوتية لأسباب غير معروفة بعد.

الطريف أن خمساً من شقيقات سارة من الفتيات تم عقد قرانهن أو زفافهن أثناء وجود والدهن في السجن. السؤال هو: هل يتم تحميل صور حفلة عقد قران سارة إلكترونياً على موقع «يو تيوب» مثلاً حتى تكون الفائدة أعم وأشمل؟ هذا ما سيتضح خلال الساعات القليلة المقبلة من على متن الشبكة التي نسج كثيرون من أعضاء الجماعة خيوطهم القوية حول عناكبها.

0 التعليقات :

أضف تعليقك