مدونات ضد المحاكمات : الحرية لمدحت الحداد | الحرية لعصام حشيش | الحرية للدكتور بشر | الحرية لضياء فرحات | الحرية لخيرت الشاطر | الحرية لحسن مالك


.... من قلب أب نادي في الظلمات انه لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
..... من قلب أب كان يعتصر ألماً و هو يري ابنته و قد شارفت على الموت

و هو يقف عاجزاً خلف قضبان الظلم فلا يستطيع أن يضمها في أخر لحظاتها ...

و لا يستطيع أن يحضنها و يقبلها بل حتى لا يستطيع أن ينظر إليها نظرة وداع لا لقاء بعده إلا عند مليك مقتدر ...

فقد وقف سجن الظالم و قيوده حائلاً بين قلبي و قلب صغيرتي ....
كاد القلب أن ينخلع لولا فضل من الله و تثبيت وثقة في الله أن الله لن يضيعنا لأننا عباده المساكين

و ما كانت وقفتنا في وجه الظلم إلا ابتغاء مرضاته ...
و جاءت الأخبار من خارج الأسوار أن قلب المسكينة توقف مرتين ... فكانت ياسمين تزورني في خيالي فتجرى على كعادتها فاهرع إليها و أحملها بين يدي و اقبلها ... و اقبلها ... و اقبلها ... و اهتف بداخلي ...

ياسمين هل ترى سأراك مرة أخرى ؟ أم تتركينا و تطيرين إلى ربك ....
في هذه المحنة الهائلة لم يكن أمام القلب إلا أن يتعلق برحمة الله و يلجا للرحمن و يتوسل إليه بدموع الأسحار و لهفة المكروب و
سجود الضارعين ...

أرقب الغوث و انتظر النجدة ....

و أثق في تدخل السماء ...

و تدخلت السماء ... فإذا بياسمين تحيا بفضل الله بعد موات و تتألق بعد ذبول ...

و وهبها الله الشفاء بعد المرض ...

وفرج الله الهم العظيم ...

دموع الفرح مسحت الأحزان و سجدت الجباه لله شكراً ..

و أنقضت المحنة بأحزانها و أفراحها ... و وجب الشكر علينا ...
فشكراً : ...

لك أيها الخالق الأعلى .. كنت بنا رءوفاً رحيماً و ما كان غيرك ليفرج همنا و يجمع شملنا فلا يضيع أسرة اجتمعت عليه ... إنه الله أهل الحمد و الثناء و أهل التقوى و أهل المغفرة ..... و لا أجد شكراً له على هذه المنة الكبرى سوى أن هب لله أنفسنا و أموالنا و حياتنا نمضى بها في طريق دعوته نصدع بالحق فى وجوه الظالمين مهما كانت التضحيات – حتى نلقاه و هو راض عنا .


ثم شكراً : .. لإخواني من الإخوان المسلمين في القضية العسكرية و إخواني المعتقلين معنا في سجن مزرعة طره ... فقد كانت قلوبهم و دعاؤهم معي في كل لحظة من لحظات المحنة .... عن الكلمات تعجز عن التعبير عن هذا الجيشان المنساب من عواطفكم و حبكم في كل دعوة دعوتموها لياسمين ... حفظكم الله في أنفسكم و أولادكم و أموالكم و فرج كربنا جميعاً .


و شكراً : لأسرتي و أسرة زوجتي الذين قاموا بجهد خارق وواصلوا الليل بالنهار كي تحظى ياسمين بأفضل رعاية و علاج .... و أقول لكم جميلكم في عنقي لن أنساه ... لقد كنتم دوماً أسرة عظيمة أمام المحن و ها أنتم تثبتون ذلك مرة أخرى .


شكراً : لكل الإخوة و الأخوات الذين كانوا مع ياسمين في محنتها بالجهد و المتابعة و السؤال و الدعاء .. عن الكلمات المعبرة عن وقفتكم الإنسانية تقاصرت ثم احتبست و انهمرت مكانها دموعي تشكركم أن ساهمتم في إنقاذ ياسمين ....


شكراً : للأستاذ الدكتور / احمد النورى أستاذ جراحة القلب و الصدر بجامعة عين شمس الذي أجرى لياسمين الجراحة .... فقد لمسنا فيه الإنسان و الأب قبل أن يكون جراحاً ماهراً لامعاً ...

و شكراً لزميلي الدكتور / ياسر النحاس مدرس جراحة القلب و الصدر و الذي أنقذ حياة ياسمين بشجاعة و مهارة .... و أقول لهما ثوابكما عند الله " و من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً " .
ثم شكراً خاص : لزوجتي و حبيبتي أمل ... فقد كانت بطلة كعادتها و لأختي العظيمة الدكتورة / هالة على وقفتها التي لا تنسى ...
و أخيراً شكراً : .... لياسمين .. أن عدتي مرة أخرى ... فقد كنت افتقدك .... سنجرى معا مرة أخرى ..... و نحضن بعضنا كعادتنا .. و نشكر الله فضله العظيم ....


" الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن ، إن ربنا لغفور شكور "
د / محمد حافظ

أحد المسجونين ظلماً في القضية العسكرية للإخوان المسلمين

3 التعليقات :

  1. Anonymous said...
    وشكرا لك أيها الأب المحتسب الصابر على ما يفعله الظالمون بنا
    أمل كانت أختنا جميعا وياسمين كانت أبنتنا ايضا فكنا لا نتوقف عن الدعاء لها بأن يشفيها ويحفظها من كل سوء وتعود لنا مرة اخرى بروحها الجميلة لتعيد لنا الحياة مرة اخرى
    فحمدا لك يا ياسمين على شفاءك وعودتك
    Anonymous said...
    حمدا لله على سلامة الحبيبة ياسمين
    وأجزل الله لكم الأجر والثواب على صبركم واحتسابكم في هذه المحنة
    وندعو الله أن يجعل فرجكم قريبا وكاملا ويجمعنا بكم على الخير والسعادة
    إنه سميع مجيب

    أبو عمر
    Anonymous said...
    أخي الحبيب
    كما عهدناك دومًا بقلبك المليء بحب الله الذي يسير دومًا فيما يقرب إلى الله
    بهمتك العالية وأخذك بالعزائم دومًا وعدم الترخص
    بقلبك الكبير المحب المعطاء الذي يعطي ويمنح أعظم من كل كنوز الدنيا
    قلبك الذي ينشر الحب ويملأ شفاه الآخرين بسمة وثقة ويقينًا بالله
    أحسبك ولا أزكي على الله أحدًا أنك ممن قال عنه الحبيب صلى الله عليه وسلم إذا رؤي ذكر الله وهذا مكا يحدث دومًا حى عندما يمر طيفك علي
    ما كان لله الرحيم أن يكسر هذا القلب الكبير الذي طالما ملأ قلوبنا إيمانا وحبًا لله وملأ شفهاهنا بهجة وأثلج صدورنا باليقين
    لقد تمثل لي هذا الأمر وكأن الله عز وجل يحب ذكرك .. يحب حرقتك وهمتك .. يحب إخلاصك
    يحب هذا القلب وهو ينتفض من خشيته وهذا الجبين وهو يتذلل بين يديه وهذا الصدر بأزيزه شوقًا ورغبًا فيما عند الله
    وكأن الله عز وجل في هذه الليالي المباركة أراد أن تكون من المقربين
    وكأني بها تطوف حولك كما الفراشة الرقيقة بينما أنت ساجد في خشوع كما عهدناك تتقرب إلى الرب الكريم الودود والبسمة ترتسم على شفاهها
    وأحسب أنك وفيت مراده فوفاك الله أجرك ولم يخذلك في قرة عينك وعيوننا وأهداك الياسمينا

أضف تعليقك