مدونات ضد المحاكمات : الحرية لمدحت الحداد | الحرية لعصام حشيش | الحرية للدكتور بشر | الحرية لضياء فرحات | الحرية لخيرت الشاطر | الحرية لحسن مالك



منصة المؤتمر

الشرقية- عاطف عبد الهادي

احتشد الآلاف من جماهير محافظة الشرقية بنقابة الأطباء بالزقازيق، منددين بالظلم الذي تشهده البلاد، ومستنكرين المحاكمات العسكرية التي طالت 40 من قيادات الإخوان المسلمين الشرفاء بلا جرمٍ اقترفوه.

وطالب المؤتمر بالوقوف يدًا واحدةً ضد الاستبداد الذي يعصف بأمن مصر واستقرارها، والوقوف في وجه الظلم الذي ينتهك القانون والدستور.

واستنكر الدكتور عبد الله عبد المجيد- الأمين العام لنقابة الأطباء بالشرقية- المحاكمات العسكرية للإخوان، مؤكدًا أن المواطن المصري لا يحاكم إلا أمام قاضيه المدني وليس العسكري.

مشيرًا إلى أن القضاء المدني برَّأ ساحة الإخوان؛ إذ لا دليلَ ضدهم ولا سند لأي تهمة موجَّهة إليهم.

وندَّد بما جنته هذه المحاكمات الظالمة على أسر المعتقلين وذويهم من أذى معنوي وإنساني لا يقره منطق ولا تعترف به دساتير، داعيًا النظام الفاسد الباطش أن يعتبر من التاريخ وأن يأخذ العبرة من أحداث الزمان، وأن يبدأ بدايةً حقيقيةً بالتصالح مع شعبه.

الصورة غير متاحة

سعد عبود


وشارك في المؤتمر النائب الحر المستقل سعد عبود، مؤكدًا أننا أمام ظلمٍ لرجال شرفاء وعلماء أجلاَّء، وإن الذين سجنوهم هم أولى بالسجن منهم، ونحن لا نقول متى يتصالح النظام مع شعبه، بل نقول متى سيرحل هذا النظام؛ لأنه لا جدوى من نظامٍ لا يحترم إرادة شعبه أو دستور بلده أو قانونه، بل واختزل إدارة الدولة في يد شخصٍ واحد، هو الرئيس الذي يبدل القوانين ويُغيِّر الدستور متى شاء وكيف شاء، وليس لأحدٍ أن يعترض أو يتفوَّه بكلمةٍ واحدة، بل حتى رجال الفكر والسياسة النابغون الذين تحفل بهم مصر ليس لهم ناقة ولا جمل في حياةِ مصر السياسية.

واستبعد أن يتحقق الإصلاح على يد نظام يغيِّب علماءه ورجال الفكر المخلصين منه خلف الأسوار بلا أي ذنب، ووجه نداءً إلى النظام قائلاً: أعطني حريتي، لماذا تقمعني وتحرمني من حق التكلم والتعبير عن رأيي؟ أين حقي كمواطن في التعليم، في الصحة، وفي التعامل الحضاري في أقسام الشرطة، مؤكدًا أن هناك خصومةً بين الشعب والنظام، ولا بد على النظام أن يرضي الشعب الذي عانى الأمرَّين.

وأوضح عبود أن شعبية الحزب الوطني الحاكم في انحدار متناهٍ؛ حيث إن الوطني في الانتخابات البرلمانية الأخيرة لم ينجح به إلا على 138 عضوًا، نصفهم نجح بالتزوير!! مستنكرًا وعد الرئيس وتأكيده في أول فترة ولايته بأنه لن يتولى لأكثر من دورتين فقط؛ فإذا هو باق في الحكم إلى الآن بل، وسيورث الحكم لابنه، وربما يطول الحال أكثر فيظل الحكم في أولاد ابنه من بعده، وقال لما طُلب إلى الرئيس مبارك القيام ببعض التعديلات في الدستور، رفض بشده وذلك في يناير من العام 2005م، وإذا به بعدها بأقل من شهرين نفاجأ في البرلمان به يقدم إلينا طلبًا يتضمن تعديلاً في المواد الدستورية، تعديل المادة 88 والمادة 76 وغيرهما.

وندد عبود بقانون الطوارئ الذي يعاني منه شعبنا، مؤكدًا أننا نريد تغييرًا جذريًّا يشمل كل مجالات الدولة ومؤسساتها، وعرج عبود على ذكر كثير من ألوان الفساد التي تعج بها جوانب المجتمع المصري في الداخل والخارج، وعلى مستوى الوزراء ورجال الوطني الذين نهبوا البلد في فساد يشيب له الولدان.

وضرب مثالاً بوزير النقل السابق محمد إبراهيم سليمان الذي باع لوزير الداخلية 3 قصور، القصر بـ600 ألف جنيه، والآن يبيعها وزير الداخلية بـ5.5 ملايين للقصر الواحد، وشيخ الأزهر الذي صارت له مدينة سكنية، ولهذا لا غرو من سخافات الفتاوى والتصريحات التي تخرج عنه، والـ2200 فدان التي باعها محمد إبراهيم سليمان لمجدي راسخ في الشيخ زايد، الفدان بـ35 جنيه، دفع منها 10 جنيهات للفدان، والباقي بالتقسيط وحاليًّا يبيعها بالمتر؛ حيث إن المتر بأكثر من ألف جنيه؛ "لأن علاء واخد بنته"، كل هذا والمواطن العادي الفقير الكادح لا يستطيع الحصول ولو على عشرة أرغفة له ولأولاده.. مهزلة يعيشها هذا البلد!!

مؤكدًا أن كل هذه الاتهامات قالها مرارًا وتكرارًا تحت القبة وعلى الفضائيات ولم يدحض هذه الاتهامات أحد، ولم ولن يستطيع أحد أن يرد لأنه الواقع والحقيقة.

واستنكر أن يظل الإخوان الشرفاء الأجلاء النبلاء داخل السجون، بينما اللصوص يرتعون ويتنعمون بخير البلد ظلمًا وعدوانا، وأشاد بدور الإخوان داخل القبة ووصفهم بأنهم أبطال وشرفاء، ولا يمنعهم من قول الحق مانع، لن أرزاقهم وأعمارهم بيد الله، وقال نظرًا لأن المحكمة العسكرية تتعامل بلا حصانة ولا تعترف بحقوق فلذا تحوَّل الإخوان من قضاءٍ مدني إلى قضاءٍ عسكري، يأخذ أوامره بمكالمةٍ هاتفية!!

وأكد أن القضاء المصري على خير، فهو الذي أنصف الإخوان وحكم ببراءتهم في أكثر من قضية وأكثر من موقف حتى في قضية إخواننا الـ 40 حكم لهم بالبراءة لطهارتهم ولانتفاء التهمة عنهم، لكن النظام له رأي آخر، رأي التزوير والغش والانتهاكات والقمع.

الشيخ ماهر عقل

وكانت كلمة الأزهر والدعوة والبرلمان أيضًا، والتي ألقاها الشيخ ماهر عقل- عضو الكتلة عن دائرة كفر صقر- والذي أكد أن تباشير الفجر قد لاحت، وأن الله يمهل ولا يهمل، وأن أخذه أليم شديد، وأنه يأخذ الظالم فلا يفلته.

واستنكر سلوك النظام المتكبر الذي حاور الصهاينة ولا يريد أن يحاور الإخوان الذين هم مواطنون صالحون، مستشهدًا بأن الله حاور إبليس وحاور فرعون موسى عليه السلام، وهو يكره الحوار لأن بالحوار ينكشف العوار.

وقال: إن النظام يمارس مع الشعب سياسة الحرب القذرة في كل مجالات الحياة مع المواطنين الذين لا همَّ لهم إلا لقمة العيش، موضحًا أن الحكومة تنقلنا من انحدارٍ إلى آخر، ومن تخلفٍ إلى تخلف، ومن انهيارٍ إلى انهيارٍ من القطار إلى العبَّارة إلى جراج رمسيس الذي بُني بـ60 مليون وهُدم بـ30 مليون.

وأضاف إذا كان قد كُتب على الشعب أن يذوق طعم الظلم فهذا لكي يتشوَّق إلى الإسلام، ويحنّ إلى الحكم به والعمل بشرع الله، فلنأخذ العبرة، ولتكن محننا منحًا من الله، وشدَّ على أيدي إخوانه المعتقلين، داعيًا الله لهم أن يثبتهم وأن يربط على قلوبهم ويخلفهم في أهليهم خيرًا.

فاطمة الزهراء كريمة د. أمير بسام

ومن أهالي المعتقلين، ألقت فاطمة الزهراء كريمة الدكتور أمير بسام كلمةً مؤثرة، أكدت فيها أنها وأخواتها وكل أبناء المعتقلين يباركون طريق الدعوة ويزدادون بهذا الطريق تمسكًا، ونقلت إلى الحضور أحاسيسها وأحاسيس بيتها إذ فاجأهم أمن الدولة ببطشه وجبروته وهو يقتحم عليهم بيتهم ويفتش في الخاص والعام من أثاث بيتهم وشئونهم.

وقالت: لقد ربّى فينا الظلم أن نصبر على البلاء والمحن، وأدركنا بهذا أن طريق الدعوة هو الطريق الحق الذي لا عِدْلَ لنا عنه، ولا سبيلَ لنا غيره ولو عقدوا لآبائنا ألف محاكمة.

ووجَّه الدكتور محمد مرسي- عضو مكتب الإرشاد والنائب الشرعي لدائرة الزقازيق- الشكر للحضور وأوصاهم باغتنام أيام الحج التي تهل علينا واغتنامها بالذكر والدعاء.

وأخذ من هذه الذكرى التضحية التي كان عليها إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، والتي سار على منوالها الإخوان المسلمون الذين يفتدون دينهم وأوطانهم بأرواحهم وأهليهم وأموالهم.

الصورة غير متاحة

د. محمد مرسي يتحدث خلال المؤتمر

وقال د. مرسي: إن الإخوان يقولون للدنيا بأسرها "الموت في سبيل الله أسمى أمانينا"، وليس المحاكمات العسكرية هي التي تثنينا، والحمد لله لنا من أسر المعتقلين وأبنائهم خير شاهد وبرهان.

ووجَّه إلى النظام كلمة قائلاً فيها: حاكموا أو لا تحاكموا.. احبسوا أو لا تحبسوا؛ فقد باع الإخوان حياتهم بكل ما فيها لله، وسنظل بإذن الله ثابتين وعلى دينه قائمين، ولدعوته مضحين، ولأمتنا ناصحين.

وأضاف أن المحاكم العسكرية ليست بعيدةً عمَّا يحدث بالعالم الخارجي، فلا بد أن ننظر إلى الصورة كاملةً بكل تفاصيلها وكل جوانبها.. فمحاكمة الإخوان ليست رغبة مصرية فقط، بل هي رغبة صهيونية وخيار أمريكي لا بديلَ عنه.

واستشهد بأن مؤتمر الخريف أنابوليس أظهر لاءات أولمرت الثلاثة: لا للحد من المفاوضات، ولا للتفاوض حول الأقصى، ولا للحديث عن الدولة الفلسطينية قبل تفكيك المقاومة ونزع السلاح.

وأوضح أن المحاكمة العسكرية تأتي في سياقٍ عالمي بإزاء أحداث أخرى، كلها ترمي في صالح الحلف الصهيو أمريكي.. لبنان التي تبحث عن رئيس، ودارفور بجنوب السودان، والعراق والأكراد، والانتكاسة التي أصابت بعض النفعيين من فلسطين بعد فوز حماس، وتزوير الانتخابات الأردنية، وباكستان وزيارة مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لها لأن باكستان تمثل خطورة بما تملكه من سلاح، وسوريا وإيران بما تمثله من ضغطٍ على العالم لأنها تريد أن تكون قراراتها من إرادتها، وفي الوقت الذي عقد فيه مؤتمر إستانبول لمناصرة الأقصى يزور بيريز البرلمان التركي ليقول إن "إسرائيل" دولة لها سيادتها.

وقال: لا ينبغي أن نضعف أمام الصهاينة الذين لا ماء لهم ولنا النيل، ولا تاريخ لهم؛ حيث إن عمرهم خمسين سنة فقط، ولنا تاريخ عريق وجليل يدوِّخون العرب والمسلمين؛ لأن حكامنا يريدون ذلك على حساب شعوبهم.

وكيف تكون قضية كهذه ليس لها إلا شاهد إثبات واحد فقط، وعاب على النظام أن يحيد سبيل القضية من القضاء المدني إلى العسكري في ظلم بيِّن.

وتساءل مستنكرًا: مَن يغسل الأموال الإخوان أم الذي يشحن بودرة السيراميك في طائرة أم تجار المخدرات والبانجو والسلاح، أم أصحاب القروض.

وأشار إلى رأي مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف الذي عرض عليه 60 مؤلفًا من مؤلفات الإخوان من المكتبات التي أغلقت، فقال المجمع: إن جميع هذه المؤلفات ليس فيها ما يخالف القرآن ولا السنة ولا الشريعة الإسلامية.

واختتم د. مرسي كلمته بالدعوة إلى العودة إلى نبعنا الصافي القرآن والسنة ودعاهم إلى التحلي يالصبر والأخذ بأسباب النجاح، وأن لا يلتفتوا على ما يعطلهم عن دعوتهم.

على هامش المؤتمر

* بدأ المؤتمر بتلاوة قرآنية للطفل مؤمن جمال حسان

* تخلل المؤتمر هتافات، مثل:

يا حرية فينك فينك أمن الدولة بيننا وبينك

ضحكوا علينا وقالوا حرية أخدوا إخواننا في الفجرية

محاكمات محاكمات هي فين الحريات

مصريين مصريين رغم أنف الظالمين

* غابت عن المشاركة زوجة المهندس أيمن عبد الغني وكريمة المهندس خيرت الشاطر ظروف صحية تمر بها والدتها حرم المهندس خيرت.

* ألقى الشاعر محمد جويدة قصيدة بعنوان "حاتكلم".

* ألقى أشبال الإخوان نشيد: أخي أنت حر وراء السدود

* كان عدد الحضور كثيفًا؛ مما اضطر الحضور إلى الوقوف خارج النقابة فتعرَّض لهم الأمن الذي احتشد قبل بداية المؤتمر بعرباته المصفحة وقوات الأمن المركز

0 التعليقات :

أضف تعليقك