مدونات ضد المحاكمات : الحرية لمدحت الحداد | الحرية لعصام حشيش | الحرية للدكتور بشر | الحرية لضياء فرحات | الحرية لخيرت الشاطر | الحرية لحسن مالك

من قريب
بقلم سلامه احمد سلامه

انتكاسات عام مضي!
ينقضي هذا العام مصحوبا بانكسارات وانتكاسات طالت كثيرا من جوانب الحياه عند فئات واسعه من المصريين... ممن ضاقت بهم احوالهم المعيشيه واحسوا بوطاه الغلاء وارتفاع الاسعار, فخرجت الجموع من بين صفوف الطبقات المغبونه من العمال والموظفين لاول مره في اضرابات واعتصامات تطلب الانصاف وتحسين الاجور.

والمصريون شعب قنوع صبور يحسن احتمال مصاعب الحياه... وهو يستعيض عاده بالشكوي عن الاحساس بالضيق والسخط... وبالاخص حين تتسع الفجوه بين الاقوال والافعال... ولكن وقائع الاستغلال والاحتكار الذي يفضي الي الفساد رغم ما تبديه الدوله احيانا من حزم سرعان ما تبدد كل عوامل الثقه, وتهدم اسوار الحصانه ضد الانحراف الذي يتحول الي عدوي يصعب حصارها وملاحقتها.

والحاصل هو ان كثره الحديث عن العداله الاجتماعيه اخيرا, تحت وطاه المعاناه التي احس بها الفقراء ومحدودو الدخل, جاء في اعقاب حاله من الاحتقان السياسي, كنوع من التغطيه علي تعثر عمليه الاصلاح السياسي, فانصرفت الدوله في2007 الي الاهتمام بتحسين معدلات الاداء الاقتصادي الذي يلبي مقاييس الهيئات الدوليه باكثر مما يحقق امال الناس, ويلبي احتياجاتهم, ولم ينتبه الكثيرون الي ان العداله الاجتماعيه لا تتحقق بغير العداله القانونيه واحترام احكام الدستور والقضاء, فالاصلاح لا يتحقق بمجرد تعديل بضعه مواد في الدستور, ولكن بوجود مناخ عام من احترام الحريات وحقوق الانسان, وعدم الزج بالقضاء في خصومات سياسيه.

وفي هذا السياق شهد عام2007 اخطر انكسار لروح القانون والعداله, باحاله40 من قيادات الاخوان الي المحاكمه العسكريه, استنادا الي تهم لم تلبث ان تساقطت وثبت بطلانها.. وفي مقدمتها تهم الارهاب وغسيل الاموال, فلم يبق من كل الضجه والتضليل الذي اشاع جوا من الكابه والقنوط غير تهم هزيله هي الانتماء الي جماعه محظوره... ثم ان مبدا المواطنه نفسه بقي عنوانا بغير مضمون في كثير من التطبيقات.

والمشكله هنا ليست فيما تشيعه القرارات الاستثنائيه من اجواء الخوف وانعدام الثقه بل في سن سوابق تجعل استخدام حق استثنائي لرئيس الجمهوريه امرا سهلا لاتثريب عليه ان ثبت خطوه دون ادني شبهه او قرينه تبرر تقديم المواطن لغير قاضيه الطبيعي.

ومع ان موجه المراجعات التي ارهقت الجماعات المتطرفه نفسها في تدبيجها بتاييد من الامن, قد لا تكون هي الرهان الصحيح في مواجهه المعارضه الاخوانيه... الا ان ثقافه التربص التي اسيء استغلالها في ملاحقه روساء تحرير الصحف المستقله, بما يهدد بنكسه في حريه التعبير في الصحافه... ليست هي الحل للتغلب علي حاله عدم الرضا والغضب.. ولن تساعد علي مواجهه الازمات الاقتصاديه والاجتماعيه والسياسيه, ولا علي اخراج الشعب من سلبيته!

0 التعليقات :

أضف تعليقك