مدونات ضد المحاكمات : الحرية لمدحت الحداد | الحرية لعصام حشيش | الحرية للدكتور بشر | الحرية لضياء فرحات | الحرية لخيرت الشاطر | الحرية لحسن مالك


يجيد الدكتور محمود أبو زيد ثلاث لغات: الفرنسية، والإنجليزية، فضلاً عن العربية؛ وذلك لأنه تلقَّى تعليمه الأول في مدرسة "الجيزويت" الفرنسية، وقد درس العلوم والرياضات بالثلاث لغات.

والدكتور محمود أبو زيد هو أحد الجرَّاحين القلائل في مصر في تخصص جراحة الأوعية الدموية، وهو بارعٌ في نوع الجراحات الخاص بمرضى الكلى؛ حيث إنه أستاذ جراحة الأوعية الدموية بكلية الطب جامعة القاهرة "القصر العيني".

ورغم أن تعليمه الأول كان في مدرسة فرنسية، إلا أن فطرته السليمة وبيئته المتدينة جعلتا من سلوكه وأخلاقه مثالاً للمسلم الذي يتميَّز بحسن الخلق.

وإن كان الله قد أعطى د. محمود أبو زيد مواهب عديدة إلا أن عطاء الله الأوسع له هو "حسن الخلق"؛ حيث يقول- صلى الله عليه وسلم-: "لم يُعطَ أحدٌ عطاءً أفضلَ من حُسْن الخُلُق"؛ فدماثة خلقه وحسن أدبه تجعلانه يتربَّع على عروش قلوب مَن يتعاملون معه.

ود. محمود أبو زيد هو مثالٌ للعالم وطالب العلم في آنٍ واحد؛ حيث تجده يجلس يوميًّا الساعات الطوال يستذكر في المراجع الطبية، ويستروح بحفظ القرآن ومطالعة بعض الكتب الفقهية؛ يفعل ذلك دون مللٍ أو كلل، فتشعر في كل يوم أنه طالبٌ سيُعقد له امتحان في اليوم التالي, وحين تسأله عن أمرٍ من أمور تخصُّصه أو ما يطالعه من الكتب الشرعية تجده عالمًا لا يُشقُّ له غبار.

وهدوء طبع د. محمود أبو زيد ورقَّته في الحديث تجعلانه عميقَ التفكير ثاقبَ الفكر, كما أنه جادٌّ في كل أموره حتى في لعبه؛ فإذا لعب مباراةً في تنس الطاولة أو الكرة الطائرة تجده يتفانى فيها دون أن ينفعل، بل لا تفارق البسمةُ وجهَه.

ود. محمود أبو زيد رغم أنه طبيب إلا أن أستاذيته في الجامعة دفعته إلى أن يهتم بالتعليم الجامعي والبحث العلمي؛ فقد تقدَّم بنفسه ليشارك في دراسة تقييمية تهدف إلى تقييم أداء الكلية في كافة الجوانب التعليمية والبحث العلمي والخدمات المجتمعية؛ وذلك وفق المعايير المعتمدة كخطوةٍ نحو التطوير, وقد رشَّحه نشاطه في هذا الأمر وجديَّته المعهودة عنه أن يتولَّى منصب المنسِّق العام لهذه اللجنة, ثم اختير مديرًا لمشروع إنشاء نظام داخلي لتوكيد جودة التعليم بكلية الطب جامعة القاهرة.

ولنجاحه في هذه المهمة أيضًا تمَّ اختياره رئيسًا لأحد فرق المراجعين باللجنة القومية لضمان الجودة والاعتماد، وهي اللجنة المعنيَّة بتقييم كليات الجامعات المختلفة على مستوى القطر وفق معايير اللجنة المعتمدة بهدف تطوير أداء الكليات في الجوانب المختلفة (تعليم وبحث وخدمة مجتمعية) ثم اعتمادها بعد ذلك.

إن د. محمود أبو زيد نموذج مشرِّف للأستاذ الجامعي، ويشمل ذلك براعته في تخصُّصه وإتقانه لأبحاثه العلمية واهتمامه بطلابه, كما أنه استخدم علمه ومكانته في تقديم الخير لبلده ووطنه؛ فرغم كثرة مشاغله إلا أنه تطوَّع للمشاركة في تقييم وتجويد التعليم الجامعي والبحث العلمي؛ وذلك أملاً في أن ينصلح حال النظام ويصغي للجادِّين من أبناء هذا الوطن لمحاولة الإصلاح واللحاق بركْب التقدم والمدنية الحديثة, وقد أصغى النظام للدكتور محمود أبو زيد وأمثاله, وكانت استجابته لهم بأن أحالوهم إلى محكمة عسكرية!!.

0 التعليقات :

أضف تعليقك