مدونات ضد المحاكمات : الحرية لمدحت الحداد | الحرية لعصام حشيش | الحرية للدكتور بشر | الحرية لضياء فرحات | الحرية لخيرت الشاطر | الحرية لحسن مالك

لقد بلغت جلسات وبالأحرى فصول مسرحية المحاكمات العسكرية 69 جلسة، ونراها جميعًا في أفول إلى مشهدها الأخير، بعد أن تعدَّدت أو اختلطت الكوميديا والهزل فيها بالتراجيديا والأسى.

فالمتابع لفصول المسرحية يكتشف وبدون عناء إلى أيِّ مدى تغوَّلت السلطة التنفيذية في الاعتداء على دستور الشعب؛ ابتداءً من اختيار السبب المباشر لمجرد عرض رياضي لطلبة الأزهر، مرورًا بإجراءات القبض العشوائي، وتلفيق التُّهَم وتوزيعها إلى إحالة المحاكمة المدنية إلى عسكرية، وتوالت الأحداث لتكشف عن جملة فضائح ارتُكبت بحق الأبرياء وأهاليهم، بل بحق الشعب المصري خاصةً وشعوب العالم عامةً؛ منها سرقة خزنة تم تحريزها بمعرفة النيابة تربو محتوياتها عن مليون جنيه؛ وصولاً إلى منع كل المتضامنين مع الأبرياء على مستوى العالم من المشاركة والمناصرة أو حتى مراقبة جلسات المحاكمة، وكان أبرزهم رمزي كلارك وزير العدل الأمريكي السابق وإيفان لورانس مستشارة ملكة بريطانيا، بجانب رؤساء المنظمات المعنية بحقوق الإنسان.

تُرى من المسئول عن جملة المعتقلين والمحاكمين من الإخوان المسلمين طوال هذه العقود، والتي بلغت أكثر من 25 ألف معتقل طوال مدة قانون الطوارئ الذي تُحكَم به مصر منذ عام 1981؟! ولمصلحة من هذه الانتهاكات الصريحة ضد حقوق الإنسان؟! وما هو كشف حساب الإخوان المسلمين طوال هذه المدة مع شعبهم والنظام الذي يحكم حتى يستحقوا به هذه التجاوزات والانتهاكات؟!

هل تعالت أصوات شياطين الإنس حول النظام تستعديه ضد أناس يتطهرون ولأمتهم ينصحون وعن سلطان الحكم يعزفون، وهم لربهم راغبون، فصمُّوا وعموا عن الحق وأصحابه؟!

احذر أيها النظام ممن حولك.. إنهم يضلِّلونك ويتبعون أهواءهم؛ فهم أناس قلوبهم شياطين؛ الذين قال الله تعالى فيهم: ﴿وَإِذَا خَلَوا إِلَى شَيَاطِيْنِهِمْ قَالُوا إنَّا مَعَكُمْ إَنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئونَ﴾ (البقرة: من الآية 15) ولن ينفع النظام ويقوِّيه إلا التفاف الشعب بكل فئاته حوله؛ فهو الأبقى له من القوى الخارجية؛ أيًّا كانت وعودها، سواءٌ بالترغيب أو التهويل.

ولا تنسَ أيها النظام قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "إذا استشاط السلطان تسلَّط الشيطان"، ولنا فيمن استشاطوا من قبل الدرس والعبرة، وكم خاب وخسر من علا الشيطان رأسه، فكن ممن قال تعالى فيهم: ﴿إِنَّ عِبَادِيْ لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ﴾ (الإسراء: من الآية 65)؛ حتى لا يتسلَّط الشيطان عليكم كما في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا سُلْطَانَهُ عَلَى الَّذِيْنَ يَتَوَلَّوْنَهُ﴾ (النحل: من الآية 100).

هل يعلم النظام أنه في خصومة تزداد عمقًا واتساعًا مع كل شرائح المجتمع؛ مهنيًّا وفئويًّا، ولا عاصم أو منجى له إلا احترام الدستور وتنفيذ أحكام القضاء وفصل السلطات الثلاث؟!

أليس حول النظام رجل رشيد ينظر في الأمر وينصح له بما يحقق له مستقبله السياسي، فضلاً عن مستقبله مع الله وبعد الرحيل من دنياه؟!

لقد أعلن الإخوان المسلمون مرارًا انتماءهم لبلدهم واحترامهم للدستور رغم مخالفة النظام له، وأكدوا ذلك بتصريح هيئة الدفاع في مؤتمرهم الصحفي عدم السماح بتدويل قضيتهم، رغم فداحة الظلم الواقع عليهم!!.

هل يبادر النظام المصري بتصحيح ما تورَّطت فيه سلطاته القضائية والتنفيذية دستوريًّا وقانونيًّا من إحالة مدنيين إلى محاكمات عسكرية، طال حبسهم احتياطيًّا ظلمًا وبهتانًا ما يزيد عن العام؟!

هل يبادر النظام بالتعالي عن مصالحه المحدودة في مقابل مصالحة شاملة مع شعبه بل شعوب العالم، وجميع القوى الوطنية والمنظمات المدنية وبرلمانات العالم الحر، في رفع الظلم الواقع على الأبرياء الذين اختلفوا معه في الرأي، فحاكمهم عسكريًّا، رغم أنهم مدنيون، وبرَّأهم قاضيهم الطبيعي؟!

أخيرًا.. أسمع صوتًا عاليًّا، يدق له قلبي، ويرتجف له جسدي، يدوي كالرعد في أذني بكلمات قدسية: "إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا، فلا تظالموا"، فهل هناك من يقول للنظام: لا تظالموا.. لا تظالموا.

--------------

Us_solimak@yahoo.com

0 التعليقات :

أضف تعليقك