مدونات ضد المحاكمات : الحرية لمدحت الحداد | الحرية لعصام حشيش | الحرية للدكتور بشر | الحرية لضياء فرحات | الحرية لخيرت الشاطر | الحرية لحسن مالك

جاءتنا هذه الرسالة من الاستاذة / سحر السيد وهي كما عرفت نفسها ناشطة حقوقية بمصر وننشرها كاملة بناءا علي رغبتها مع اختلافنا مع كثير مما جاء فيها ونوجه لها الشكر لتفاعلها معنا

أمواج التغيير


أيها الاخوان ... الدعاء وحده هل يكفي !؟



أكتب هذه الكلمات وأنا أشارككم كإخوان ألمكم وحزنكم وغضبكم من مأسأة المحاكمات العسكرية التي يتعرض لها المهندس الشاطر وزملائه من قيادات الاخوان ، هزتني كثيرا دموع عائشة بنت رجل الاعمال الناجح حسن مالك أمام شاشات التلفاز وفي صورها التي تنشر لها هي وبقية ابناء المحالين للمحكمة العسكرية ، هزني منظر أسر المعتقلين في صحراء الهايكستب وهم ينتظرون للحصول علي تصاريح الدخول لحضور المحكمة ، ذهبت الي هناك مرتين ولم أستطع الدخول في أي مرة لأن المحاكمة سرية وغير مسموح فيها بحضور الاعلاميين او الحقوقيين بل واحيانا المحامين ، كنت أسأل نفسي دوما ؟ لماذا يتحمل الاخوان وحدهم هذه المعاناة؟ لماذ ا يحدث لهم هذا ؟ كانت الاجابة التي تحضرني أنهم يدفعون الثمن ، نعم ثمن المباديء التي يحملونها وينادون بها ، ثمن تحديهم للنظام الديكتاتوري الجاثم فوق انفاس المصريين ، وهم أيضا يدفعون ثمن نجاحهم في انتخابات مجلس الشعب 2005 التي كشفت هذا النظام المعتمد علي المزورين والمرتشين لتجميل صورته وتحقيق الاغلبية المزعومة .

ومع تحديد موعد للحكم النهائي علي قيادات الاخوان ومع حملات الاعتقال المتواصلة لكوادر الاخوان التي شملت اغلب محافظات مصر بسبب الخوف من نجاح الاخوان في المحليات ولمنعهم من الترشح أصلا لم أستطع أن أمنع نفسي من كتابة هذه الكلمات والتساؤلات التي أرقتني كثير ولا اجد لها تفسير ، وأبدأ بالسؤال ؟


هل يدير الاخوان معركتهم ومواجهتهم مع النظام بكفاءة واقتدار ؟

اعتقد انه لا مجال للمقارنة بين امكانيات نظام بوليسي شمولي وبين امكانيات الاخوان ولكن مع ذلك أري أن الاخوان بردود أفعالهم تجاه ممارسات النظام يعطونه الفرصة لمزيد من التغول والجبروت ، يصفع النظام الاخوان فيديرون له خدهم الأخر مبررين ذلك بعدم الاصطدام مع النظام ، فيتغول النظام أكثر وأكثر ويغرس بمخالبه في جسد الاخوان باعتقالات ومحاكم عسكرية وسحل نواب الاخوان ومصادرة أموال ولا يخشي شيئا لأنه يعلم أن الاخوان ليس في منهجهم سوي الصبر والاحتساب الذي أخذوه عن فقه المحنة كما يقولون ، وأتساءل هل يتلذذ الاخوان بالألم ؟ هل يرغبون في الابتلاء الذي يؤجرون عليه كما يصبرون أنفسهم بذلك؟ هل يرون في تحمل كل هذه الضربات كسب لتعاطف الجماهير مع قسوة ما يحدث لهم ؟ أسئلة متعددة لا أجد لها تفسير ولا اجابة منطقية .


وأطالع الموقع الرسمي للجماعة ليصيبني الاحباط والذهول أكثر وأكثر من المقالات المكتوبة بالموقع حول اقتراب حكم العسكرية والأصعب ان بعض المقالات كتبها بعض القيادات الكبيرة بالجماعة ، أحلل هذه المقالات لأخرج بنتيجة واحدة هي أن الاخوان ليس في نيتهم ان يتغيروا او يغيروا فلسفة تعاملهم مع النظام ، وحتي شباب الاخوان الذين كنا نري فيهم نضجا وتطورا هائلا في الفكر والتعاطي مع الواقع قرأناه من خلال هذه المدونة ومدونات أخري متميزة لشباب الاخوان ، حتي هؤلاء الشباب رأيناهم ينحون نفس المنحي وهو طلب الدعاء واللجوء الي الله لفك الكربة وتفريج الهم ، ما الذي يحدث هل هناك حالة شيخوخة فعلا اصابت الاخوان كما قال خليل العناني بكتابه الاخير ؟ حتي الشباب يتحدثون بحديث الشيوخ ولا يرون غضاضة في ذلك ؟



هذه روابط لبعض المقالات المنشورة بموقع الجماعة وبها مقال يناشد النظام الافراج عن المعتقلين ، هل تتخيلون ذلك ؟ الضحية تطالب المجرم بأن يصفح عنها ؟ الهذا الحد وصل الأمر ؟؟؟

أنا انتمي فكريا لليسار ولكن ليس يسار رفعت السعيد والموالسين أمثاله بل يسار الحرية والكرامة والانحياز الي البسطاء ، يشغلني الان هم الاخوان لأنني رأيت فيهم نماذج جيدة من الرجال والسيدات والفتيات ، اقتربت منهم كثيرا في مؤتمر القاهرة الدولي العام الماضي الذي كان به ركنا لأبناء المحالين للمحكمة العسكرية ، وعرفت شخصيات عدة منهم اثناء فترة الجامعة ورغم اختلافي معهم ومع افكارهم الا أنني ألمس فيهم بصدق حب المصلحة العامة وعشق هذا الوطن ، أنا خجولة من المواقف الرمادية للتيارات السياسية المصرية تجاه قضية المحاكمات العسكرية ولكني أقول للاخوان ماحك جلدك مثل ظفرك ، الاخوان اكبر قوة شعبية بمصر رغما عن الجميع ولذلك لا يعقل أن تتلقي الجماعة مثل هذه الضربات الموجعة بلا رد فعل وبلا ادارة جريئة للمواجهة مع النظام القمعي المتسلط ...

لا يحسب البعض أنني اطالب الاخوان بمغامرة غير محسوبة العواقب مع النظام ، لا اطالبهم بمواجهة مفتوحة تراق فيها الدماء ولست أطالبهم بالقتال حتي اخر نقطة دم اخواني من أجلنا ، كلا بل أطالب الاخوان أن يوسعوا دائرة البدائل والخيارات المتاحة تجاه مع يحدث لهم ، جماعة الاخوان تحتوي ألاف الامكانيات البشرية المتميزة التي تستطيع فعل الكثير ، من يقرأ السيرالذاتية للمحالين الي المحاكم العسكرية تصيبه الدهشة والانبهار بأن هؤلاء الافذاذ مثل العالم خالد عودة او عصام حشيش وغيرهم هم من ابناء الاخوان ، يجتمع للاخوان اليوم من عوامل القوة ماتفتقده التيارت الاخري ، الاخوان يملكون الكوادر البشرية المتميزة والكبيرة ويمتلكون التأييد الشعبي وامكانية تحريك الجماهير ( 100 ألف تحركوا في لحظة واحدة في مظاهرات الاصلاح 2005 ) وكذلك ثقة الناس بشعاراتهم التي يرفعونها ،ويملكون الاخلاص للفكرة ويمتلكون هيكل تنظيمي قوي استعصي علي الاجتثاث طوال عشرات السنين ، لا شيء ينقص الاخوان سوي الحركة وقيادة الجماهير لانهاء حكم هذا النظام ، ...

كثير من المصريين غير راضين عن اداء الاخوان بل يري البعض ان الاخوان هم عقبة في طريق التغيير مثلهم مثل النظام لأنهم أصبحوا مخزن للطاقات البشرية وامتصاص الحماس لقطاعات كبيرة من الشعب تنتمي تنظيميا او فكريا اليهم ، عبر عن ذلك الدكتور عبد الحليم قنديل وعبد الوهاب المسيري في كتابات مختلفة ينتقدون فيها مواقف الجماعة ، وحتي ألخص فكرتي أقول أن الحياة السياسية المصرية الأن بها ثلاث محاور اساسية الاول محور الموالسين والمعارضين المستأنسين الذين لا يرجي منهم أي خير بل هم أداة لتجميل النظام واضفاء الشرعية علي جرائمه ، يمثل هذه النوعية رفعت السعيد وقيادات الوفد المتناحرة والاحزاب المجهولة للمصريين ..

المحور الثاني : هم المعارضون الشرفاء الذين يقاتلون من أجل مصر تمثلهم كفاية وحزب الكرامة والاشتراكيين الاحرار والشيوعيين واليسار الحر الذي ليس له علاقة باليسار المنبطح .

المحور الثالث والأهم في رأيي هو جماعة الاخوان المسلمين بما تمثله من ثقل في الشارع المصري والتي فعلا لن تتغير مصر الا اذا شاركت هي في احداث التغيير بالتعاون مع القوي الوطنية الشريفة ..

المطلوب الأن من الاخوان أن ينسوا التوازانات والحسابات القديمة وأن يتقدموا لقيادة الشعب من أجل التغيير ، بأساليب ورؤي جديدة وجريئة وفي خطوات متدرجة يجتمع عليها الجميع وتدفع اليها الجماهير ، ان مصر هي دولة محتلة في نظري تحتاج الي كفاح من اجل الحرية ، الاوضاع مهيأة الان للتغيير ، ثقافة الاحتجاجات والمطالبة في تصاعد مستمر ، الناس لم تعد تخاف ، ليس لديهم ما يخسرون وهم يعانون الغلاء وصعوبة العيش ، تجتمع في مصر الان عدة عوامل تمثل البيئة المرشحة للتغيير ، علي الاخوان وعلي المناضلين الشرفاء ان يستغلوا الظرف ويكونون علي قدر المسئولية قبل ان يحدث انفجار اجتماعي يدفع للفوضي ويضر بالجميع ، مصر لم تعد تحتمل أكثر من ذلك ، ولكل شيء ثمن يجب أن يدفع وعلي من اعطته الجماهير ثقتها ان يكون علي قدر المسئولية طالما ارتضي بالقيادة ...
أتمني أن تصل كلماتي اليكم لتفكروا فيها ثم تبدأون ، أنتم تعانون علي أي حال وتتحملون الكثير ، فليكن التحمل بنتيجة وليكن الألم بفرحة وليكن الصبر بتغيير ولتكن المرارة بمستقبل مشرق لهذه البلد


الموجة الخامسة عشر كتبتها : سحر السيد

ناشطة حقوقية مصرية

3 التعليقات :

  1. Anonymous said...
    مع احترامي الشديد للكتابة ولكن أري حلول واضحة لعلاج الأمر ...

    من قال الأخوان لا يتحركون بالصورة الصحيحة في التعامل مع تلك القضايا ... قد نتفق أنه ليس كل شء ولكن أنا اري في جزء كبير صحيح ... فعند التفكير في التحرك يمكن أن يخسر الأخوان الكثير في مقابل لا شئ

    فالنظام المصري لا يعتمد علي قوته علي قوي شعبة ولا علي قبضة بوليسية شديد ودعم من أمريكا وأعواتها ...

    ماذا فعل خيرت الشاطر او مالك حتي يتم القبض عليهم ... ماذا فعل الكثير من الاخوان المعتقليين حالياً بإسم المحليات ...
    أري ان لا يتم الأخذ الموضوع بالعاضفة فقط ...

    وإن كان استخدام العقل مع نظام فاقد العقل صعب أيضاً ولكن لا يوجد حلول آخري ...
    Anonymous said...
    الأستاذة الفاضلة ... سحر نموذج رائع ومشرف لليسار المصري الحر فهي رغم إختلاف الفكر والأيدلوجية مع الإخوان إلا أنها تقدم نصائح جادة وقيمة ... بداية أختلف عن الزميل الذي قام بالتعليق والذي يطالب الأستاذة سحر بحلول ومقترحات .. واضح يا سيدي أنك لم تقرأ جيداً ما كتبت ... هي تضع لك إطار للحركة ومقترح .. وعلي الإخوان التفكير والنظر فيما كتبت ... يكفي أن ننحني ونشكر من يقدم النصح ... بهذه الطريقة العميقة والمخلصة .. بدل من أن نتفلسف عليه ونرتدي عباءة الحكمة ونطالبه بحلول ( ؟؟)
    عموماً أري أن ما كتبته الأستاذة سحر يحتاج الإهتمام والدراسة فتعامل الإخوان مع النظام يحتاج لأليات وأفكار جديدة حتي يكون هناك تغيير وإصلاح وفاعلية للإخوان خصوصاً أن القادم مختلف مع تغيير الدستور وقانون مباشرة الحقوق السياسية ...
    Anonymous said...
    جزاكى الله خيرا على النصيحة يا دكتورة
    أعطيتينا فكرة رائعة فعلا عن اليسار المعتدل

أضف تعليقك