مدونات ضد المحاكمات : الحرية لمدحت الحداد | الحرية لعصام حشيش | الحرية للدكتور بشر | الحرية لضياء فرحات | الحرية لخيرت الشاطر | الحرية لحسن مالك


الأستاذ/ جهاد الخازن- جريدة الحياة
بعد التحية..
أتابع زاويتك في جريدة الحياة منذ فترة، وقد أوافقك في بعض التحليلات والآراء، وأخالفك في بعضها الآخر، ولكني ولأول مرة بكيت عند قراءتي لزاويتك في عدد الأحد 2 مارس؛ فقد أحسستُ أنك ذقت مرارة الظلم وشعرت بأنك تعيش هموم أمتنا العربية وشعوبها المظلومة التي تئنُّ تحت تسلُّط ساستها، الذين افتقدوا الرؤية السديدة، بل تخلَّوا عن أبسط مبادئ العدل والحق والشرف والكرامة والرعاية والأمانة التي تعلَّقت برقابهم، وسيسألهم الله عنها يوم القيامة، ولقد ساءني كثيرًا ما ذكرت من أنك تعرَّضت لمحاكمات عسكرية بسبب آرائك وعملك الصحفي.

أتفق معك في كل ما قلت في زاوية اليوم، وخاصةً اتهامك للبعض بسرقة تضحياتنا لصالحهم وضد مصالح الأمة، بَيدَ أن لي إضافةً بسيطةً، وهي أننا حين نضحِّي فإننا لا نضحِّي من أجل هؤلاء الساسة، بل نضحِّي في سبيل كرامة شعوبنا وحريتها.. في سبيل أن نتخلَّص من الفساد والخور.. في سبيل أن يعيش أبناؤنا داخل الوطن في عزَّةٍ وإباءٍ وسعادةٍ وأمنٍ وسلامٍ.. في سبيل أن نعذر إلى الله ليرضى عنا، فنحن نجعل من أنفسنا شموعًا نضيئها لنقهر الظلام وننشر السلام والمحبة والعدل والحرية.

وليس هذا كلامًا إنشائيًا، فكاتب هذه الرسالة يدفع ثمن تلك الأفكار من حريته وأمنه وراحته ورزق عياله؛ فهو يقبع في سجن طرة منذ أكثر من أربعة عشر شهرًا، لا لشيء إلا لأنه يدعو إلى هذه الأفكار الإصلاحية السلمية، ويحاكَم بدون جريمة، بل حصل على البراءة من المحاكم المدنية ثلاث مرات، ورغم ذلك يحال إلى المحاكم العسكرية بدون أي دليل على أي تهمة وجِّهت إليه، بل لم تحقِّق معه النيابة العسكرية، ونحن الآن في انتظار الأحكام بناءً على الأوامر العسكرية، وليس بناءً على الأدلة الثابتة أو الإجراءات السليمة أو ضمير القاضي.

فماذا ننتظر من قادة الوطن بعد أن أغرقونا في الذلِّ والهوان والحرق في القطارات أو الغرق بالعبَّارات أو طعومًا للأسماك بحثًا عن فرصة عمل أو بالموت البطيء بالمسرطنات أو المياه الملوّثة أو الأمراض الفتاكة؟! فلا ننتظر إلا الظلم تلو الظلم، ولكن الله من ورائهم محيط، ولن ننسحب من المعركة السلمية، ولكن نضع أيدينا في أيدي المخلصين من أبناء هذه الأمة، ونستمر في التضحيات حتى تفيق الشعوب العربية من غفوتها، وليس من موتها، وتنتفض للتخلُّص من هؤلاء الساسة الذين لا يبحثون إلا عن مكاسب دنيئة فردية؛ بضياع مصالح هذه الشعوب.

ولست وحدي في هذه القضية العسكرية، ولكني أحد أربعين من رجالات مصر الأخيار، كلهم مدنيون؛ من رجال أعمال، وأساتذة جامعات، وأطباء، ومهندسين، وصحفيين، ومهنيين، جمعهم العمل السلمي الإصلاحي لنصرة هذه الأمة.

ونحن في انتظار فجر العدالة والحرية والنصر حقًّا بإذن الله، وإن غدًا لناظره لقريب.

0 التعليقات :

أضف تعليقك