مدونات ضد المحاكمات : الحرية لمدحت الحداد | الحرية لعصام حشيش | الحرية للدكتور بشر | الحرية لضياء فرحات | الحرية لخيرت الشاطر | الحرية لحسن مالك

جدران معتقلات الظلم بها مصابيح أمل

كتبت: زهراء أمير -ثمن الحرية

دائما ما يكون تفوق الأبناء له طعم خاص لدى الآباء, فتفوق الابن أمل كل والدين فى العالم لكن أن يأتى هذا التفوق فى ظل ظروف صعبة بل قاسية ,وتحت ضغوط متزايدة فهذا ما يجعل للتفوق مذاقه الممتع وفرحته الكبيرة ورسالته أيضا، تفوق أبناء الإخوان المسلمين المحاكمين عسكريا , فكان تفوقهم رسالة ربما أرادت الأقدار أن تبعثها لساجنى آبائهم , تخبرهم فيها "أن جدران معتقلات الظلم بها مصابيح أمل ".

صدرت أحكام المحكمة العسكرية فى الخامس عشر من إبريل ولم يكن قد تبقى على إمتحانات نهاية العام سوى أقل من شهرين ,هذا غير ما سبق يوم إعلان الأحكام من تأجيلات لجلسات المحكمة العسكرية ووقفات إعلامية فضلا عن زيارات طرة الإسبوعية , والتى تحمل هى الأخرى ألما بقدر ما تحمل شوقا واطمئنانا بالإضافة إلى عامل أهم وهو غياب الأب عن البيت , وافتقاد الأبناء إلى الإستقرار النفسى نتيجة هذا الغياب ورغم كل هذا ,تفوق أبناء معتقلى العسكرية على أنفسهم , وغلبوا الظروف والمعوقات .

تفوقت رضوى خيرت الشاطر ,لكن تفوقها لم يكن عاديا كالظروف التى عاشتها ,فقد حصلت رضوى على تقدير "امتياز" وتوجت الأولى على دفعتها تقول رضوى " بعد صدور الأحكام جعلت هدفى الأول إسعاد أبى وإدخال الفرحة إلى قلبه ,فقد حرموه حريته وتحفظوا على أمواله , فلم أجد ما أقدمه له سوى تفوقى " وتكمل رضوى " شعرت بمعية الله وفضله طوال أيام الإمتحانات , وحاولت أن اجتهد فى مذاكرتى قدر الإمكان , وأن أوفق بين المذاكرة والزيارة " .

وعن استقبال المهندس خيرت للنتيجة , تقول رضوى"كانت سعادة أبى بالغة بهذا التفوق , وفور معرفته بها كبر أبى وحمدالله تعالى , رأيت السعادة فى عين والدى وكان لذلك وقع كبير على نفسى , فقد شعرت أن هناك ما قد قدمته لأبى وإخوانه بالمعتقل" وتضيف رضوى"استشعرت فرحة الجميع بنتيجتى , حتى زملائى بالجامعة ممن لاتربطنى بهم صلة وثيقة ,وجدتهم يهنئونى ويباركون لى , وعندما ذهبت إلى الجامعة بعد النتيجة وجدتهم يستقبلونى بحفاوة بالغة , حتى أن إحدى زميلاتى قالت لى " أنا لاأعرف والدك ,لكنى متأكدة الآن أنه رجل عظيم".

لم تكن رضوى هى الوحيدة من تفوقت فى عائلة الشاطر, بل هناك "الشاطر حسن" كما يحب أن يسمى نفسه, فقد تفوق حسن أصغر أبناء المهندس خيرت الشاطر فى الشهادة الإعدادية تفوقا أبهر والديه وزادهم يقينا أن الله لن يضيعهم أما طلاب الثانوية العامة فقد كان لطرة منهم جانب

فكانت إسراء ضياء فرحات الطالبة بالصف الثانى الثانوى , والتى صدر بحق والدها حكما بالسجن ثلاث سنوات واحدة منهم واستطاعت إسراء أن تنجح وبتفوق كبير وحجزت لها مكانا بين أوائل مدرستها ،تقول إسراء"كنت دائما أضع صورة أبى فى ذهنى عند المذاكرة ,مما أعطانى حماسة وقوة تجعلنى أستمر رغم كل المعوقات "، وتكمل " أصعب ما واجهنى هى الفترات الطويلة التى كانت تمر دون أن أرى أبى , فمع قرب الإمتحانات كان هناك تكثيف للدروس والمذاكرة فلم أستطع أن أرى أبى طوال هذه الفترة مما كان يسبب لى الضيق والألم , لكن رحمة الله سبحانه وتعالى كانت عونا لى على اجتياز هذه الفترة ".

وعن كيفية معرفة دكتور ضياء بالنتيجة , تقول إسراء"يوم ظهور النتيجة كان اليوم المقرر للزيارة , فذهبت العائلة كلها وبقيت أنا فى انتظار النتيجة , وفور علمى بها ذهبت إلى طرة مع علمى بقرب انتهاء موعد الزيارة, واحتمالية منعى من الدخول , لكنى أردت أن أرى فرحة نجاحى على وجه أبى"

وكما تفوقت إسراء أتت ب"الإمتياز " اختها جهاد الطالبة بالفرقة الأولى بالأكاديمية البحرية ولأن من بداخل مزرعة طرة أطباء ومهندسين ومهنيين متفوقين أخلصوا لوطنهم , فقد كان الأبناء مكملين لمسيرة الآباء، وجاءت نتيجة أنس أيمن عبد الغنى لتعلن أنه الثانى على مدرسته, كما أتت نتيجة سلمان وسارة مفرحة للجميع تقول والدتهم السيدة زهراء خيرت الشاطر "جاءت نتيجة الأولاد على غير ما توقعنا , , فمع الظروف التى عشناها بعد صدور الأحكام والتوترات النفسية نتيجة التضييق علينا فى الزيارات , كان المتوقع أن يهبط مستوى الأبناء إلى حد ما ,لكن جاءت النتائج والحمدلله ببشارات كانت مبعث أمل لنا " .

وتضيف" كان والدهم دائما ما يقول لى "لقد استودعناهم الله وهو خير الحافظين ", فنحن لم نكن نملك أن نقدم الإهتمام الكافى بدراسة الأولاد ,نتيجة غياب الوالد خلف القضبان , وانشغالى بأمور الزيارة , لكن الحمدلله كان هناك من ساعدنا فى ذلك , وكان لأساتذة الأبناء جهد مشكور , فقد كانت معلمة أنس دائما ما تتابعه وتبذل مجهودا معه ويمكننى القول أنها تكفلت به دراسيا , حتى أنه فى أيام الإمتحانات كانت تذهب إليه فى مدرسته دوما للإطمئنان عليه"، بالطبع كان يتمنى أنس وسلمان ومعهم سارة أن يحمل إليهم والدهم خبر نجاهم مع هدية رقيقة ككل الآباء, لكنها للأسف ستبقى مجرد أمنية ,فالنظام فى بلادنا أراد أن يحرمهم أباهم ثلاث سنوات يحلمون فيها باليوم الذى يوقظهم فيه ليستعدوا للذهاب فى نزهة بعد أن تعودوا أن توقظهم والدتهم للذهاب إلى الزيارة !!!

حفلة عائلية صغيرة فى طرة , رسمت فرحة مكسورة على وجهى إيمان وولاء أحمد أشرف

الحفلة كانت بمناسبة نجاح إيمان وولاء الطالبتان بالصف الرابع الإبتدائى ستنتظر إيمان وتوأمتها ولاء خمس سنوات ليحتفلا بإنهائهما الشهادة الإعدادية , ولكن هذه المرة فى البيت مع والدهم بملابسه الملونة بعد أن يكون قد ترك زنزانة طرة بملابسها البيضاء فهكذا أراد الحاكم العسكرى فى بلادنا!!!

أما عائشة حسن مالك , والتى سرقت جدران طرة منها طفولتها , وحملتها قاعة الهايكستب هما ينأى عن حمله الجبال!!, وأى هم أكبر من أن تحرم طفلة حنان والدها , وتعايش قسوة أحكام عسكرية قررت أن تحرمها أباها سبع سنوات , ليتركها وهى طالبة فى المرحلة الإبتدائية ويخرج وقد صارت صغرى بناته فتاة جامعية أما هى فقد بعثت برسالتها لمن حرمها أباها بتفوقها فى الشهادة الإبتدائية لتثبت للجميع أن الإرادة أقوى من كل الظروف, وأن عزيمة أطفال العسكرية أقوى من ظلم أحكامها

0 التعليقات :

أضف تعليقك