مدونات ضد المحاكمات : الحرية لمدحت الحداد | الحرية لعصام حشيش | الحرية للدكتور بشر | الحرية لضياء فرحات | الحرية لخيرت الشاطر | الحرية لحسن مالك

الإخوة الأحباب


تحيةً من عند الله مباركةً طيبة، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد


فقد مضى عامان وأنتم رابضون كالأُسْد خلف الأسوار، غير أنكم لستم ككل الأُسْد؛ أُسْد من نوع خاص.. أُسْد أصحاب رسالة سماوية وحملة دين رباني.. أُسْد لا يعرف اليأس طريقًا إلى قلوبهم؛ أقدامهم على الأرض، لكن هاماتهم تعانق السحاب، لا ينال من عزمهم شيء، ولا تؤثر فيهم شدائد أو محن



أنتم كما نعرفكم دائمًا علمٌ على قوة الإرادة، وصدق العزيمة، وعلوِّ الهمة، وصفاء القلب ورضاء النفس، وعظمة الصمود، وجلال الإيمان.


الإخوة الأحباب.


يعرف القاصي والداني أنكم شامة على رأس دعوتكم؛ تفدونها بأرواحكم، وتضحون في سبيلها بكل ما تملكون، وأن الأحكام العسكرية والسجون هي الثمن الذي تدفعونه كما دفعه من قبل المجاهدون والدعاة المخلصون لرفع راية الحق والعدل والحرية، خاصةً في مواجهة سلطة مستبدة ونهج قمعي لا يستهدفكم وحدكم، ولكنه يستهدف شعبًا بأسره، تخويفًا وتفزيعًا وترهيبًا


الإخوة الأحباب..

أنتم أصحاب مشروع نهضوي إسلامي ليس لهذا الشعب فقط، وإنما للأمة كلها، ومن هنا كانت عداوة كل القوى التي تسعى إلى تركيع الأمة وتذويب هويتها والقضاء على خصوصيتها الثقافية


ويأتي عيد الأضحى هذه الأيام وأنتم بعيدون عنا بأجسادكم، لكنكم قريبون منا بأرواحكم، ولن تحول بيننا أسوار الطغاة أو سجون الظالمين؛ فأخوة الإسلام تجمعنا، وصحبة الإيمان تضمنا، وورد الرابطة ساعة الغروب يمزج بين أرواحنا، وأوراد السحَر تلفُّنا.


وكلمةً إلى أخواتنا وبناتنا وأبنائنا


أقول لهم: لن تُهزَم دعوة فيها أمثالكم؛ فأنتم الصبر والثبات والصمود والإيمان، وهذا كله عدة النصر والسيادة.. جعل الله جهادكم في ميزان حسناتكم، وشرح صدوركم وربط على قلوبكم، وأنعم عليكم بموفور الصحة وتمام العافية، ورضي عنكم وأرضاكم، وأثابكم فتحًا قريبًا، وجعلكم من أهل السعادة في الدنيا والآخرة، وأعاد إليكم الأزواج والآباء غانمين سالمين بإذن الله تعالى: ﴿وَللهِ غَيْبُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ (هود: 123).

تحياتي وتهنئتي بعيد الأضحى، أعاده الله عليكم وعلينا وعلى أمتنا بالخير والعزة والرفعة، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


محمد مهدي عاكف


المرشد العام للإخوان المسلمين


القاهرة في: 6 من ذي الحجة 1429هـ= 4 من ديسمبر 2008م

3 التعليقات :

  1. وحي القلم said...
    ان النصر مع الصبر
    وان مع العسر يسرا
    وليد said...
    [بقلوب صادقة يملؤها الحب والوفاء بقلوب يملؤها حب الله تعالى ,,

    بقلوب تسكنها الفطرة الربانيه ,,

    بقلوب يحركها شوق الطاعه
    بقلوب مفعمة بالفخر والاعتزاز يسر نا جمعيا وبكل معاني الحب والتقدير ان ندعوكم لمشاركتنا حلمنا بانشاء رابطة تضمنا جميعا فى رحاب الله رابطة هويتى اسلامية فكم يسعدنا تشريفكم لنا بالانضمام وكلنا امل لله عزوجل ان نكون عند حسن ظنكم وتقبلوا تحية اسرة رابطة هويتى اسلامية
    http://hawetyhawety.blogspot.com/
    باغي الشهادة said...
    فك الله أسرهم وأذل أعداءهم

أضف تعليقك