تعرفت عليه عندما تعاملت معه في صفقة تجارية في بداية حياتي العملية وكان يتنازعني شعور الرهبة والخوف منه حيث هو عبد الرحمن سعودي رجل الاعمال الكبير جدا جدا وانا مجدي شاب ما زال في بداية حياته العملية ولكني عندما تحدثت معه في الهاتف تبدد جزء من هذا الشعور لما لمسته من ترحاب وتواضع وذهبت اليه في مقر شركته
الدكتور
في مقر شركته وجدت كل من في الشركة بدأ من عامل البوفيه الي نائبه يتحدث عنه بمنتهي الاجلال والاحترام ليس خوفا منه بل حبا وتقديرا له ولا يذكر اسمه الا مسبوقا بكلمة الدكتور وهناك اصرار غريب علي هذا الامروعندما ذهبت الي احد مزارعه وجدت نفس اللقب ونفس طريقة التحدث عنه كما كان في مقر الشركة علي الرغم من تغير ثقافة وشخصيات العاملين مكنت اتسال في قراراة نفسي لماذا يحظي الرجل بهذا الحب والاحترام وتلك المكانة في نفوس العاملين في شركاته ومزارعه
ود
عندما تقابله ستشعر انه باقي شئ واحد لم يفعله معك من واجبات الضيافة وهو ان يرفعك ويضعك فوق راسه وهذا الوصف حقيقي ولا توجد فيه اي مبالغة فمنذ دخولي عليه في مكتبه وهو في سؤال دائم عن الصحة والاهل والاحزال واصرار غريب علي اداء واجب الضيافة وبعد انتهاء المقابلة قام الرجل من مكانه واوصلنا حتي باب المصعد وانا في غاية الاندهاش من تصرفه فعمر الرجل ضعف عمري ومكانته تحسب بالسنين الضوئية ولكنها الاخلاق الحميدة والفطرة النقية
سماحة
دائما البشر تفقد انسانيتها وصفاتها الطيبة في جلسات البيع والشراء والتقاضي وهذا هو الاصل وكما قال لي احد التجار في بداية حياتي العملية "وانت داخل السوق اخلع دينك ومذهبك وسياستك - اهم حاجة عندك هي المصلحة والكارت اللي هايخلصلك المصلحة العب بيه "ولكن عندما جلست مع الانسان عبد الرحمن سعودي لانهاء الصفقة وجدته غاية في التسامح ولم تستمر جلسة البيع والشراء الا دقائق معدودة وانتهت علي ماقلته انا وليس ما طلبه الانسان عبد الرحمن سعودي
تقوي
كنت جالس مع احد الخفراء في احد مزارع الدكتور عبد الرحمن سعودي ويدعي " عم احمد " ودار هذا الحوار بيني وبينه وسانقله كما اتذكره وبالعامية .عم احمد . الموسم عامل معاك ايه يا استاذ مجديانا . مش تمام والله يا عم احمد السوق نام علي الزرع وبيتباع بنص التمنعم احمد . ما تقلقش انت معاك واحد صاحب مزارع بيخاف ربنا " يقصد الدكتور عبد الرحمن سعودي "انا . اشمعني يعني هو بالذات ما هي كلها بتخاف ربنا يا عم احمدعم احمد .
لا الراجل ده مش زي كل الناس وهاحكيلك حكاية بس امانة ما طلعهاش لحدانا .
احكي يا عم احمد .
الراجل ده كان بيزور المزرعة في الصيف اللي فات وكنت انا ماشي علي رجلي في اخر المزرعة عند البير اللي تحت وهو كان راكب عربيته السودا الكبيرة ولما قرب مني وقف العربية ونزل سلم عليا ولا كأني اخوه وبعدين سألني عن اسمي فجاوبته فراح مطلع من جيبه مبلغ كنت اول مرة في حياتي امسك زيه وقالي خد يا عم احمد المبلغ ده للاولاد بس ليا طلب عندك قلتله أأمر يا بيه قالي كل ما تفتكرني تدعيلي ان ربنا يرحمني يوم القيامة ويخفف حسابي وشدد عليا اني ما اجيبش سيرة الموضوع ده لحد مهما كان مين هو وبعدين راح ركب العربية ومشي وصدقني يا استاذ مجدي انا دمعتي فرت من عيني ان فيه لسة حد كدة يا استاذ مجدي اللي يعمل كدة يبقي بيخاف ربنا بجد وما تحملش هم وخلص الموسم وروحله وهاينزلك مرضي من عنده
رحمة
في نهاية الموسم تذكرت كلام عم احمد بالذهاب اليه ولكن لا يوجد ما يلزم الرجل ناحيتي باي شئ مادي او ادبي فقد باع لي كما حددت انا السعر علي الرغم من وجود عروض اسعار اخري اعلي من عرضيولكني حسمت امري بالذهاب اليه وعرض الامر عليهوذهبت الي الانسان -عبد الرحمن سعودي وشرحت له ماحدث ولكنه في حنو سأل عن حجم الخسارة فاخبرته فقال خلاص انا هاشيل الخسارة كلها فرفضت فقال خلاص مناصفة بيني وبينك فوافقت وبالفعل امر بتجهيز المبلغ خاصته وحصلت عليه قبل ان انزل من عنده وعندما نزلت كنت في غاية الاندهاش لصفات هذا الرجل فما شاهدته في السوق ينافي تماما ما يقوم به الرجل فالاصل عند رجال الاعمال هو انهم " لا يقفون علي محطات " اي بالبلدي يفرم اي حد امامه من اجل مصلحته ولكن الانسان عبد الرحمن سعودي تربي في مدرسة الاخوان ومن اصل يعلم تماما قيمة الاخلاق في التعاملات التجارية
اصل طيب
حدثني احد كبار الاخوان ناصحا لي في بداية حياتي العملية بالتزام الاخلاق وعدم الاستغلال او الاحتكار وتغليب النزعة الانسانية علي قواعد السوق وغيرها من نصائحه التي لا تسعفني الذاكرة الان لتذكرها ولكن الذي اذكره جيدا المثل الذي ضربه لي حيث ذكر لي" ان الحاج محمد سعودي وهو والد الدكتور عبد الرحمن وهو من الاخوان القدامي كان يمتلك سلسة محلات سعودي للبقالة وكانت تلك الاحداث في الستينات من القرن الماضي وكانت الحكومة توزع السلع الاساسية بالبطاقة وكان التجار يقومون ببيع تلك السلع في السوق السوداء وبعيدا عن اصحابها الحقيقيين وبالتعاون مع الفاسدين في الاجهزة الحكوميةالا هذا الرجل حيث كان يوزع السلع علي مستحقيها مما دفع الاهالي الي تحويل بطاقتهم عليه ليضمنوا حصولهم علي حقوقهم وكذلك دفع المخلصين والشرفاء من الموظفين بتخصيص حصص اكبر له لضمان وصولها لمستحقيها علي الرغم من معرفة كبار الموظفين بانه من الاخوان وكيف كان الحال بين الاخوان والنظام الناصري في هذا الوقتوكيف قام هذا الرجل الشريف والد الدكتور عبد الرحمن ببناء كشك خاص اما محلات سعودي بالدقي لتوزيع تلك السلع "هذا هو الاصل فكيف يكون الفرع
تساؤل
هذا هو الانسان عبد الرحمن سعودي لا نستطيع ان نضيف اي من الالقاب الاخري له وما اكثرها فهو الدكتور وهو رجل الاعمال ولكن الانسان افضل ما يلقب به في زمن فقد الكل انسانيته مقابل تحقيق مصالحههذا هو الانسان عبد الرحمن سعودي يحوله النظام الغبي - المستبد - الفاسد الي القضاء العسكري ويصادر امواله ويغلق اعمالهاما الفاسدين الذين يمولون المستبدين فلهم كل الحرية في نهب الشعب وامتصاص دماءه وسرقة قوته اليومي تحت حماية النظام وبدعم منههذا هو الانسان عبد الرحمن سعودي وهذا هو اصله الطيب الذي يدعي عليه الفاسدين بانه يغسل الاموال وهم اكثر الناس دراية بمن يغسل ويهرب وينهب الاموال من بنوك المصريين وبمساعدة من وهم الذين يعلمون تماما من اثار فزع الناس من انفاونزا الطيور من اجل تدمير صناعة الدواجن لاخلاء السوق امام الفاسدين من رجالهم وهم الذين يعلمون تماما من سهل لاحد قيادات حزبهم الفاسد احتكار الحديد في مصر ورفع اسعاره مما ادي الي خراب بيوت العاملين في مجال المقاولاتهؤلاء هم رجال الاعمال الذين تربوا في مدرسة الاخوان والمصرين علي البقاء في سفينة الوطن حتي النهايةوهؤلاء هم الفاسدين والنهابين والمصلحجية الذين علي اتم استعداد لاغراق سفينة الوطن لبيعها خردة لاي مشتري اجنبي
ولا يسعنا الا ان نقول
حسبنا الله ونعم الوكيل
Labels: مشاركات
0 التعليقات :
Subscribe to:
Post Comments (Atom)