مدونات ضد المحاكمات : الحرية لمدحت الحداد | الحرية لعصام حشيش | الحرية للدكتور بشر | الحرية لضياء فرحات | الحرية لخيرت الشاطر | الحرية لحسن مالك

إخوان أون لاين

تُعلن غدًا محكمة القضاء الإداري برئاسة المستشار محمد عطية الحكمَ في الطعن على قرار النائب العام بإنهاء احتجاز المُحالين إلى المحكمة العسكرية والمُقدَّم من هيئة الدفاع عن 18 من قيادات الإخوان المسلمين المحكوم عليهم في القضية العسكرية.



وأعرب عبد المنعم عبد المقصود عضو هيئة الدفاع عن المُحالين إلى العسكرية عن أمله بأن تتدخَّل عدالة المحكمة في رفع الظلم والقهر عن المهندس خيرت الشاطر النائب الثاني للمرشد العام للإخوان المسلمين ومن معه من المُحالين إلى العسكرية، لا سيما أن الدعوى التي حُجزت للحكم صادفت صحيح القانون.



وأوضح أن قرار هيئة الدفاع بكاملها تقديم الطعن على تلك الأحكام أمام المحكمة العسكرية العليا والاستمرار في مهمة الدفاع عن هؤلاء الإصلاحيين؛ حرصًا على استقرار المجتمع ودعم المؤسسية، من خلال الدفاع عن حكم القانون في مواجهة تلك التجاوزات الصارخة، وتأكيد الالتزام بالقانون حتى في ظل تطبيقه بطريقة متعسِّفة إلى درجةٍ تصل إلى حدِّ الانحراف بالسلطة، وتمسكًا بالحقوق القانونية والدفاع عنها بكل وسيلة مشروعة.



كانت هيئة الدفاع عن 18 من قيادات جماعة الإخوان المسلمين- وعلى رأسهم المهندس خيرت الشاطر النائب الثاني للمرشد العام للإخوان- قد قدَّمت مذكرةً عن أسباب الطعن بالنقض في الحكم الصادر ضدهم في 15 أبريل الماضي، وأكدت هيئة الدفاع في بيانها "أنها أسَّست طعنها على 214 وجهًا مخالفًا لأحكام القانون".



مشيرةً إلى أن الحكم وقع في عدة مخالفات دستورية؛ بسبب بنائها على مواد مطعون عليها بعدم الدستورية؛ منها المادة التي أحال بها الرئيس هؤلاء المتهمين إلى القضاء العسكري.

تعليق نظر القضية لحين فصل «الدستورية».. ومحامي الإخوان المسلمين يطالب النائب العام بالإفراج عن الشاطر و40 إخوانياً

رفضت المحكمة الإدارية العليا، أمس، طعن الحكومة علي الحكم بعدم أحقية رئيس الجمهورية في إحالة المدنيين إلي القضاء العسكري الذي صدر لصالح خيرت الشاطر، النائب الثاني للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، و40 من قيادات الجماعة.
وقالت المحكمة: إنها قررت تعليق نظر طعن الحكومة لحين الفصل في الطعن المنظور أمام المحكمة الدستورية العليا منذ عام 1995 رقم 72 لسنة 7 قضائية علي نص المادة 6 من قانون الأحكام العسكرية التي تعطي الحق لرئيس الجمهورية في إحالة المدنيين إلي القضاء العسكري.
وأكد عبدالمنعم عبدالمقصود محامي جماعة الإخوان المسلمين، أن الحكم أكد تمسك المحكمة بالحكم الذي أصدره المستشار محمد الحسيني بعدم أحقية رئيس الجمهورية في إحالة المدنيين إلي المحكمة العسكرية وهو الحكم الذي أصبح ساريا الآن بقوة القانون، علي حد تعبيره.
وأعلن عبدالمقصود أنه سيتوجه بصورة الحكم إلي النائب العام للمطالبة بالإفراج عن خيرت الشاطر وقيادات الجماعة الذين عاقبتهم المحكمة العسكرية بأحكام بالسجن تراوحت بين 3 و10 سنوات


بلاد علي أهبة الفجر(*)

[ إهداء ]

إلي الأحرار رغم الأسوار

إلي فرسان العسكرية بعد مرور عامين

إلي الصامدين تحت الحصار

إلي الصادقين

إلي عائلة الشاطر ومالك وصحبهم

إلي كل السائرين علي طريق الانتصار

إلي سعد ومعاذ وبلال وأحمد وعبد الرحمن

إلي عائشة

...

سيطلع النهار!



بلاد علي أهبة الفجر

وفيما تبقَّى من الفجر أَمشي إلى خارجي

وفيما تبقّى من الليل أسمع وقع الخطي داخلي.

* * *

هنا، عند مُنْحَدَرات التلال،

أمام الغروب وفُوَّهَة الوقت،

قُرْبَ بساتينَ مقطوعةِ الظلِ،

نفعلُ ما يفعلُ الحكماء،

وما يفعل العاطلون عن العمل:

نُرَبِّي الأملْ.

* * *

سلامٌ على مَنْ يُشَاطرُني الانتباهَ إلي

نشوة الضوءِ،

ضوءِ الفراشةِ،

في ليل هذا النَفَقْ.

سلامٌ على مَنْ يُقَاسمُني قَدَحي

في كثافة ليلٍ يفيض من المقعدين:

سلامٌ على شَبَحي.

* * *

بلاد علي أهبة الفجر،

عما قليل

تنام الكواكب في لغة الشعر.

عما قليل

نودع هذا الطريق الطويل

ونسأل: من أين نبدأ؟

* * *

بلادٌ علي أُهْبَةِ الفجر...

صرنا أَقلَّ ذكاءً،

لأَنَّا نُحَمْلِقُ في ساعة النصر

* * *

نحلمق، لا نزال

والحياة هنا

تتساءل

كيف نعيد إليها الحياة؟

لكننا نحملق، ونحملق

ونحملق

ويبقى السؤال!

* * *

يقولُ على حافَّة الموت:

لم يَبْقَ بي مَوْطِئٌ للخسارةِ:

حُرٌّ أَنا قرب حريتي.

وغدي في يدي

* * *

لكننا نَجِدُ الوقتَ للتسليةْ:

نلعبُ النردَ، أَو نَتَصَفّح أَخبارَنا

في جرائدِ أَمسِ الجريحِ،

* * *

أمس الذي

كُلَّما جاءني، قلت له:

ليس موعدُنا اليومَ، فلتبتعدْ

وتعالَ غداً!

* * *

وأمضي أُفكِّر، من دون جدوى:

بماذا يُفَكِّر مَنْ هُوَ مثلي، هُنَاكَ

على قمَّة التلّ، منذ ثلاثةِ آلافِ عامٍ،

وفي هذه اللحظة العابرةْ؟

فتوجعنُي الخاطرةْ

وتنتعشُ الذاكرةْ

* * *

نعم!

عندما يَصِلُ الغَدُ سوف نحبُّ الحياة

كما هي، عاديّةً ماكرةْ

رماديّة أَو مُلوَّنةً...

وإن كان لا بُدَّ من فَرَحٍ

فليكن

خفيفاً على القلب والخاصرةْ

فلا يُلْدَغُ المُؤْمنُ المتمرِّسُ

من فَرَحٍ ... مَرَّتَينْ!

* * *

لا!

لم تكن هذه القافيةْ

ضَرُوريَّةً، لا لضْبطِ النَغَمْ

ولا لاقتصاد الأَلمْ

إنها زائدةْ

كذبابٍ على المائدةْ

* * *

دهشة تقتلني!

هل نسيء إلي أحد؟

هل نسيء إلي بلد،

لو أصبنا، ولو من بعيد،

ولو مرة، برذاذ الفرح؟

* * *

سأصرخ في عزلتي،

لا لكي أوقظ النائمين.

ولكن لتوقظني صرختي

من خيالي السجين!

* * *

هنا في قيظ الشمس

ووقدة النهار

نظل نخزن أحزاننا في الجرار،

لئلا يراها الجنود

فيحتفلوا بالحصار...

أو يراها الحمقى،

فيحتفوا بانكسار...

نخزنها لمواسم أخرى،

لذكرى،

لشيء يفاجئنا في الطريق الطويل...

ذاك الطريق المضاء بقنديل منفي

ونار

* * *

واقفون هنا.

قاعدون هنا.

دائمون هنا.

ولنا هدف واحدٌ واحدٌ واحدٌ: أن نكون.

هنا خالدون

* * *

قال لي في الطريق إلى سجنه:

عندما أَتحرّرُ أَعرفُ أنَّ مديحَ الوطنْ

كهجاء الوطنْ

مِهْنَةٌ مثل باقي المِهَنْ!

* * *

ويقول لي: كُلَّما غابَ عنك الغيابْ

كن ذاتَ موضوعك التائهةْ

و موضوع ذاتكَ...

كُنْ حاضراً في الغيابْ

كن أنت -علي البعد- الإياب!

* * *

لكنه يَجِدُ الوقتَ للسُخْرِيَةْ:

هاتفي لا يرنُّ

ولا جَرَسُ الباب أيضاً يرنُّ

فكيف تيقَّنتِ من أَنني

لم أكن ههنا!

* * *

ويَجدُ الوَقْتَ للأغْنيَةْ:

في انتظارِكِ، لا أستطيعُ انتظارَكِ.

في انتظارك،

تمشي العقاربُ في ساعةِ اليد نحو اليسار...

إلي زَمَنٍ لا مكانَ لَهُ.

في انتظارك لم أنتظرك، انتظرتُ الأزَلْ.

* * *

وفي الصباح الذي سوف يعقب هذا الحصار

سوف تمضي فتاة إلي حبها

بالقميص المزركش، والبنطلون الرمادي

شفافة المعنويات كالمشمشيات في شهر آذار:

هذا النهار لنا كله

كله يا حبيبي،

فلا تتأخر كثيرا،

كيلا يحط غراب علي كتفي...

وستقضم تفاحة في انتظار الأمل

في انتظار الحبيب الذي،

ربما،

ربما لن يصل

* * *

يَقُولُ لها: أَيّ زهرٍ تُحبِّينَهُ

فتقولُ: القُرُنْفُلُ .. أَسودْ

يقول: إلى أَين تمضين بي، والقرنفل أَسودْ؟

تقول: إلى بُؤرة الضوءِ في داخلي

وتقولُ: وأَبْعَدَ ... أَبْعدَ... أَبْعَدْ

* * *

لكني لازلت قَلِق!

كيف أصبح سيدها

وأنا عبدها!

كيف أجعل حريتي حرة

دون أن نفترق؟

* * *

على الروح أَن تترجَّلْ

وتمشي على قَدَمَيْها الحريريّتينِ

إلى جانبي، ويداً بيد، هكذا...

كصاحِبَيْن قديمين

يقتسمانِ الرغيفَ القديم

لنقطع هذا الطريق معاً

* * *

ثم زرتها.

بجسد مسَّه وهن، حادثتني

بنفس أصابها شجن.

لكن العينين لازالتا

-علي طول الليالي-

تأتلق

* * *

محن السنين

كالأيام تمر، كالساعات

غدا نقول مرت

والألم، يندثر

فأرفعوا للنصر الرايات

ينهمر

...

أرى الأيتام

أبصرهم، فأوقن

أن الأرواح لا تفترق

لست قَلِق!

* * *

وأُرْهِفُ، فاسمعه

من بعيد

يناديني

أيها المجنون استفق!

لم تزل فينا الحياة

لم تزل فينا

بقية من رمق

لم ننسحق!

لن ننسحق!

* * *

فاغزلي لي يا ملهمتي

بنور الحب

دثار أمل

احتمي به في صقيع الليل،

يواسيني، يدفئني

يداويني، ويحميني

إذا ما أصابني أرق.

أو فأسرجي لي خيل عزم

أطوي به قفار الروح،

يدنيني

إذا ما الفؤاد سمق.

ودليني

قد بدأ السبق

تأخرنا!

آن الأوان، فلننطلق!

* * *

هذه فناجينُ قهوتنا.

والعصافيرُ

والشَجَرُ الأخضرُ

الأزرقُ الظلِّ

والشمسُ تقفز من حائط نحو آخرَ

مثل الغزالة.

والماءُ في السُحُب اللانهائية الشكل

فيما تبقَّي لنا من سماء

وأشياءُ أخرى مؤجَّلَةُ الذكريات

تدلُّ على أن هذا الصباح قويّ بهيّ،

وأَنَّا ضيوف على الأبديّةْ.

* * *

بلاد علي أهبة الفجر،

أيقظ حصانك

صن لسانك

واصعد

خفيفا خفيفا،

لتسبق حلمك

...

داوِ بآهات ألمك جرحك

علي صخرة الموتى،

حطم قصبة رمحك، استَبـِق.

إلي الموت المتسلل في أعماقك،

أرسل برقية نعيك!

وارسم علي صفحة وليدك

ألوان غدك

أنغام مجدك، فرحك

أنسام عز... ونهارات تدوم!



(*) قصة القصيدة

منذ عدة أسابيع، كنت أقرأ "حالة حصار" للشاعر الجميل محمود درويش، مرت أيام وطيف بعض كلماتها لا يفارقني، أمسكت بقلمي، قطفت بضعة أبيات، ثم إنها لم ترق لي هكذا، حرف هنا وكلمة هناك، وبعض تغيير في الترتيب، نعم هكذا أفضل!... أيامٌ، وكنت في طرة، أزور أعمامي أرى خالاتي وألاعب الصغار، في عنبر الزراعة حيث إخوان القضية العسكرية، وبين الألم الذي رأيته في الجفون والألق الذي وجدته في العيون، كان الفؤاد يختلج، قرر أن يكتب شيئا، عدت إلي ورقتي... أيام أخرى، يأتي العيد، حاملا معه نسيم عرفة، وأخبارا أخرى، عائلة مالك تنجو من موت محقق في حادث سيارة، سبحانه، خفي اللطف! نزورهم رابع أيام العيد، أسلم علي عائشة، أرى حمزة علي السرير، نتحدث، أردت أن ألهو بالقلم قليلا علي قدمه الساكنة، يأبى، وقبل الخروج أمر علي خالتي أم معاذ، مشرقة كانت كعادتها، أخبرها أني أكتب شعرا، "اجعلني ملهمتك!"، عرفت حينها أني منذ أيام كثيرة كنت أكتبها لها، لهم، ولنا.

(*) عبدو بن خلدون، مدونة "يللا نحلم أكتر... أكيد نقدر!"

مدون في "نجوم الحيرة" مع "عمرو طموح".

يطالب مركز سواسية لحقوق الإنسان ومناهضة التمييز السلطات المصرية بالإفراج عن سجناء الرأي من قيادات الإخوان المسلمين الذين حملت قضيتهم رقم 963 لسنة 2006 جنايات أمن دولة عليا، وقيدت بإدارة المدعي العام العسكري تحت رقم 2 لسنة 2007 جنايات عسكرية عليا.

ويؤكد المركز أن هؤلاء السجناء قد قضوا سنتين في السجن على ذمة قضية سياسية بامتياز، وأن الخصومة السياسية بين النظام الحاكم وجماعة الإخوان المسلمين لا يجب أن تبرر المظالم المتتالية التي وقعت عليهم، كما لا تبرر مطلقا استثنائهم من القرارات الرئاسية بالعفو عمن قضوا نصف المدة وهو الأمر الذي حدث في ذكرى ثورة يوليو العام الجاري حيث حصل على العفو مواطنون ارتكبوا جرائم متنوعة وحوكموا جنائيا، بينما ظل المعارضون السياسيون مقيدو الحرية.

وينوه المركز إلى أن قضية قيادات الإخوان المسلمين قد بدأت في شهر ديسمبر 2006م عندما قامت الأجهزة الأمنية بإلقاء القبض على عشرات الطلاب من جامعة الأزهر على خلفية عرض رياضي قدموه احتجاجا على تأميم الانتخابات الطلابية ومصادرة حقوقهم وتهديدهم بالبلطجية والاعتقالات.

وتوازى مع اختطاف الطلاب من الحرم الجامعي ومن مساكنهم حملة أخرى أسفرت عن القبض واعتقال عدد بارز من قيادات الإخوان المسلمين وعلى رأسهم النائب الثاني لمرشد الجماعة محمد خيرت سعد عبد اللطيف الشاطر.

ويشدد على أن ما جرى من جانب الطلاب من عرض رياضي - قدموا اعتذارهم عنه -لا يمكن أن يكون ذريعة لاعتقال القادة والنشطاء من المعارضين السلميين، وإلحاق معتقلين آخرين إلى قضيتهم (المفتعلة)، كما أنه لا يبرر ما قامت به بعض وسائل الإعلام التي تناصب الإسلاميين العداء من القيام بحملات إعلامية كبيرة ضدهم ساهمت في تمرير الحملة الأمنية بل وشجعت على المضي قدما في إجراءات أكثر قمعا لا تتسق مع الدستور والقانون.

ويذكّر المركز بأن سجناء الرأي هؤلاء قد حصلوا على ثلاثة قرارات متتالية بالإفراج من القضاء الطبيعي، أيام 29 يناير و29 مارس و24 أبريل 2007، وبدلا من الإذعان لحكم القضاء والقانون تم إصدار قرارات باعتقالهم، تمهيدا لإصدار قرار أشد وطأة يوم 5 فبراير 2007م قُيِّد تحت رقم 40 لسنة 2007 بإحالة موضوع القضية رقم 963 لسنة 2006 حصر أمن دولة عليا، إلى القضاء العسكري.

ثم حصلوا على حكم تاريخي في 8 مايو 2007م بوقف إحالتهم للقضاء العسكري الاستثنائي بعدما قضت الدائرة الأولى بمحكمة القضاء الإداري بوقف تنفيذ القرار رقم 40 لسنة 2007 بإحالة المتهمين إلى المحكمة

العسكرية، لكن السلطات الحكومية أصرت على استعمال الوسائل القانونية عموما والقضاء الاستثنائي خصوصا ضد أكبر قوى المعارضة السلمية في البلاد واستمرت في إجراءات وجلسات محاكمتهم طوال ما يقرب من سنة كاملة إلى أن صدرت أحكام عسكرية قاسية وغير عادلة بحقهم، يوم الثلاثاء 15 أبريل 2008، وهو أمر أقل ما يوصف بأنه حُكم سياسي الدوافع صادر عن محكمة لم تسترشد بأي من ضمانات المحاكمة العادلة، ويعبر في ذات الوقت عن نكسة على صعيد تكوين دولة القانون وضمانات الحريات الأساسية في مصر.

وختاما.. يطالب المركز السلطات بإعادة النظر في سياستها الأمنية الحالية التي تجاوزت الدعايات "السامة" والتشويه والاعتقالات لفترات محددة إلى حرمان المعارضين السلميين من حقوقهم وحرياتهم ومصادرة الأموال الخاصة للشركات والأفراد وهو الأمر الذي يعكس بدوره إصرارا على إهدار الكرامة والحقوق الإنسانية وإضافة مضايقات اجتماعية واقتصادية على المضايقات السياسية المستمرة بما يؤثر سلبا على لقمة عيش ومستقبل أسر مصرية كثيرة.

وإذ يؤكد المركز على ضرورة تصحيح الأوضاع وإعادة الأمور إلى نصابها قبل شهر ديسمبر 2006 فإنه يطالب النخبة السياسية المصرية والمؤسسات المعنية أن يكون هناك حدود للخصومة السياسية مع المعارضة السياسية بحيث لا تؤدي إلى زيادة مساحات القمع وكبت الحريات وانتهاك الحقوق الإنسانية..

وهذا يتطلب التوقف عن استعمال وسائل التعذيب البدنية والنفسية التي ما زالت أسلوبا منهجيا في بلادنا والكف عن مصادرة الحريات بالمحاكمات والاعتقالات، وتطبيق ضمانات المحاكمة العادلة تنفيذا للمادة 14 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، الذي صدقت عليه مصر عام 1982.

القاهرة

24 ذو الحجة 1429 هـــــ

الموافق : الاثنين 22 ديسمبر 2008 م

يبدأ اليوم الرابع عشر من ديسمبر العام الثالث لإعتقال رموز الإصلاح المصري من قيادات جماعة الإخوان المسلمين الذي قبض عليهم في 14 ديسمبر 2006 وتعرضوا لمحاكمة عسكرية غير دستورية قضت عليهم بأحكام وصلت في مجموعها إلي 128 عاماً غير أحكام مصادرة الأموال وغلق الشركات

اليوم يدخل هؤلاء الشرفاء عامهم الثالث خلف أسوار الظلم والقهر الذي يمارسة النظام المصري بمنهجية واضحة ضد كل الأصوات الحرة المطالبة بالإصلاح بعد أن ربط النظام مصالحة بعصابة الفاسدين من رجال الأعمال الذين أصبحوا مثالا واضحاً لتضارب المصالح ولخلط الأوراق

اليوم 14 ديسمبر يبدأ 18 إصلاحي مصري من رجال الأعمال والعلماء والمفكرين عامهم الثالث خلف الأسوار
فتحية صادقة لكل هؤلاء

سبع سنوات


خمس سنوات



ثلاث سنوات
















الإخوة الأحباب


تحيةً من عند الله مباركةً طيبة، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد


فقد مضى عامان وأنتم رابضون كالأُسْد خلف الأسوار، غير أنكم لستم ككل الأُسْد؛ أُسْد من نوع خاص.. أُسْد أصحاب رسالة سماوية وحملة دين رباني.. أُسْد لا يعرف اليأس طريقًا إلى قلوبهم؛ أقدامهم على الأرض، لكن هاماتهم تعانق السحاب، لا ينال من عزمهم شيء، ولا تؤثر فيهم شدائد أو محن



أنتم كما نعرفكم دائمًا علمٌ على قوة الإرادة، وصدق العزيمة، وعلوِّ الهمة، وصفاء القلب ورضاء النفس، وعظمة الصمود، وجلال الإيمان.


الإخوة الأحباب.


يعرف القاصي والداني أنكم شامة على رأس دعوتكم؛ تفدونها بأرواحكم، وتضحون في سبيلها بكل ما تملكون، وأن الأحكام العسكرية والسجون هي الثمن الذي تدفعونه كما دفعه من قبل المجاهدون والدعاة المخلصون لرفع راية الحق والعدل والحرية، خاصةً في مواجهة سلطة مستبدة ونهج قمعي لا يستهدفكم وحدكم، ولكنه يستهدف شعبًا بأسره، تخويفًا وتفزيعًا وترهيبًا


الإخوة الأحباب..

أنتم أصحاب مشروع نهضوي إسلامي ليس لهذا الشعب فقط، وإنما للأمة كلها، ومن هنا كانت عداوة كل القوى التي تسعى إلى تركيع الأمة وتذويب هويتها والقضاء على خصوصيتها الثقافية


ويأتي عيد الأضحى هذه الأيام وأنتم بعيدون عنا بأجسادكم، لكنكم قريبون منا بأرواحكم، ولن تحول بيننا أسوار الطغاة أو سجون الظالمين؛ فأخوة الإسلام تجمعنا، وصحبة الإيمان تضمنا، وورد الرابطة ساعة الغروب يمزج بين أرواحنا، وأوراد السحَر تلفُّنا.


وكلمةً إلى أخواتنا وبناتنا وأبنائنا


أقول لهم: لن تُهزَم دعوة فيها أمثالكم؛ فأنتم الصبر والثبات والصمود والإيمان، وهذا كله عدة النصر والسيادة.. جعل الله جهادكم في ميزان حسناتكم، وشرح صدوركم وربط على قلوبكم، وأنعم عليكم بموفور الصحة وتمام العافية، ورضي عنكم وأرضاكم، وأثابكم فتحًا قريبًا، وجعلكم من أهل السعادة في الدنيا والآخرة، وأعاد إليكم الأزواج والآباء غانمين سالمين بإذن الله تعالى: ﴿وَللهِ غَيْبُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ (هود: 123).

تحياتي وتهنئتي بعيد الأضحى، أعاده الله عليكم وعلينا وعلى أمتنا بالخير والعزة والرفعة، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


محمد مهدي عاكف


المرشد العام للإخوان المسلمين


القاهرة في: 6 من ذي الحجة 1429هـ= 4 من ديسمبر 2008م

كتبت- هند محسن:

قررت محكمة القضاء الإداري اليوم برئاسة المستشار محمد عطية تأجيل الطعن المقدَّم من هيئة الدفاع عن 18 من قيادات الإخوان المسلمين المحكوم عليهم في القضية العسكرية ضد استثناء عدد منهم من القرار الذي صدر في 23 يوليو الماضي بشأن الإفراج عن المسجونين بنصف المدة إلى 13 من يناير المقبل.

وقال ناصر الحافي عضو هيئة الدفاع عن الإخوان في المحاكمة العسكرية: إن قرار التأجيل
جاء بعد تقديم محامي النظام مستنداتٍ وأوراقًا تفيد أسباب عدم استفادة المحالين للعسكرية بقرار رئيس الجمهورية.

كانت هيئة المحكمة قد أجَّلت النظر في القضية ثلاث مرات قبل ذلك لعدم ردِّ جهة الإدارة المقدَّم ضدها الطعن، والمتمثِّلة في وزارات العدل والدفاع والداخلية والنائب العام ومدير إدارة القضاء العسكري والمدعي العام العسكري ورئيس المحكمة العسكرية العليا ومساعد وزير الداخلية لقطاع السجون ومأمور سجن مزرعة طره.

كتبت- هند محسن:

تنظر محكمة القضاء الإداري اليوم الثلاثاء ٢ ديسمبر برئاسة المستشار محمد عطية الطعن المقدَّم من هيئة الدفاع عن 18 من قيادات الإخوان المسلمين المحكوم عليهم في القضية العسكرية ضد استثناء عدد منهم من القرار الذي صدر في 23 يوليو الماضي بشأن الإفراج عن المسجونين بنصف المدة.

وقال عبد المنعم عبد المقصود منسق هيئة الدفاع عن الإخوان في المحاكمة العسكرية: إن قرار التأجيل في الطعن الثاني ضد قرار رئيس الجمهورية باستثناء عدد من المحكوم عليهم من القرار الذي صدر في 23 يوليو الماضي بشأن الإفراج عن بعضهم بنصف المدة؛ أعطى الفرصة للقتلة ومرتكبي كبرى الجرائم من الاستفادة بهذا الإجراء، في الوقت الذي حُرم منه أصحاب الرأي والإصلاحيون؛ الذين لم يرتكبوا أية جريمة، مشيرًا إلى أن هذا يتعارض مع نص المادة 40 من الدستور المصري.

كانت هيئة المحكمة قد أجلت النظر في القضية للمرة الثالثة على التوالي لعدم ردِّ جهة الإدارة المقدَّم ضدها الطعن، والمتمثِّلة في وزارات العدل والدفاع والداخلية والنائب العام ومدير إدارة القضاء العسكري والمدعي العام العسكري ورئيس المحكمة العسكرية العليا ومساعد وزير الداخلية لقطاع السجون ومأمور سجن مزرعة طره.


تحتفل اليوم أسرة الإصلاحي المصري المجاهد
خيرت الشاطر
بحفل زفاف كريمته
سارة علي الأستاذ عبد الرحمن ثروت
وذلك في حفل عائلي يقتصر علي الأسرتين

نسأل الله آن يبارك للعروسين
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير

وخالص الدعوات بالفرج القريب للمهندس خيرت وكافة الإصلاحيين الشرفاء

تحقيق- هبة مصطفى

برنامجهم في العيد يختلف عن كثير من المصريين، حياتهم في هذه اللحظات مؤثرة وقوية ومتدافقة المشاعر وصعبة للغاية، وكلماتهم مليئة بمرارة الظلم وحنين الرجاء، واستعدادهم للعيد وإن تشابهت باستعدادات البعض إلا أن اتجاه فرحتها مختلف كونه ينتهي إلى زيارة بين جدران السجن.

يعيشون لحظات يحوطها الترقب لمقابلة رهائن الإصلاح الذين يقضون عيدهم الثاني للعام الثاني خلف الأسوار، وتغيب عنهم البسمة وإن جاءت فهي تنتزع مكانها من بين وجوههم وتأتي من الخارج، وتمتلأ كلماتهم بالدموع البريئة لأطفال فقدوا فرحة العيد على أيدي نظام فاسد مستبد.

(إخوان أون لاين) حاول معايشة أسر المعتقلين في محاولة لرصد هذه اللحظات، والتي اتفقت على ربطها بالحزن والمرارة ومحاولة انتزاع وقت بسيط للفرحة والسعادة رغم الجراح.

فرحة مجروحة
الصورة غير متاحة

د. عصام مع أسرته خلال عقد زواج ابنته

في البداية تؤكد زوجة الدكتور عصام عبد المحسن أستاذ الكيمياء الحيوية بجامعة الأزهر والمحكوم عليه بـ3 سنوات، أن فرحة العيد انتزعها الظالمون الذين أصدروا الأحكام على زوجها، مشيرة إلى أن فرحتهم بالعيد باتت محبوسة بين جدران سجن لا يجعل لها إلا تواجدًا بسيطًا يجلبه احتفاء زوجها وإخوانه بهم في الزيارة مما يضفي جوًّا من بهجة بالعيد.

وتؤكد أن أي فرحة بعد الحكم مجروحة وناقصة؛ لأننا طوال العامين الماضيين كنا ننتظر على أمل البراءة والخروج والحرية، ولكننا الآن لم نشعر بأية فرحة؛ لأن الفرد الأساسي في العائلة ليس معنا، مضيفةً أنهم حتمًا سيتبادلون الزيارات وسيقومون بدعوة عائلة زوجها كلها لحضور أول يوم العيد معنا بمزرعة طرة حتى تصبح الفرحة كبيرة.

وتشير إلى أن العيد كان يمثل لزوجها صلة رحم بصورة كبيرة وهي أكثر ما يسعده، قائلة: الحمد لله على كل شيء وعلى كل حال، وإن شاء الله تكون فرحة كبيرة بصبرنا على هذا البلاء.

وتوضح أنها تستعد وبناتها بإعداد الطعام والحلويات، وتحرص على أن تشعر زوجها بوجوده معهم وعدم غيابه عنا رغم الجو المسيطر على الزيارة وتحاول أن أن نشعره بأنه يقضي أول أيام العيد في الخارج.

ولم تختلف الابنة عن والدتها حيث تري نَيِّرة عصام عبد المحسن أن أول أيام العيد له مظاهر خاصة للاحتفال، موضحةً أن تلك المظاهر لا تدخل البهجة والشعور بفرحة العيد عليها فقط ولكن على والدها المعتقل أيضًا بمزرعة طرة، مشيرةً إلى أن ما يأخذونه معهم من حلوى وزينة وألعاب تجعلهم يشعرون أنهم يقضون العيد في بيوتهم خاصة إذا كان هناك تجمع من معظم أهالي المعتقلين، قائلة: حينها نشعر بمظاهر حقيقية لفرحة العيد.

وتؤكد نيرة أن العيد بعيدًا عن زيارة والدها في المعتقل يكون عيدًا بلا طعم؛ لأنه في حالة وجود والدهم خارج المعتقل فإنهم كانوا سيقضون العيد ما بين السفر والتنزه.

فرحة بطعم الألم
الصورة غير متاحة

زوجة حسن مالك تهتف ضد الظلم

أما زوجة رجل الأعمال حسن مالك والمحكوم عليه بـ7 سنوات، لم يتغير وجهها المميز الذي تصدر بدموعها الحارة يوم إعلان الحكم الظالم حيث شبهت حالهم بحال المحاصرين في غزة، وقالت: الحصار ليس أن يقف أحد خارج الباب ويمنعك من العبور أو الخروج ولكن الحصار أن تجد نفسك مقيدًا في حريتك وعبادتك ومشاعرك وكل شيء، حتى العبادة نحن محرومون منها، فمثلاً لتجهيز أوراق الزيارة نضطر للخروج كل يوم وبالتالي يضيع علينا الاعتكاف.

وتساءلت وهي تأخذ نفسًا عميقًا عن كيفية الاحتفاء بعيد ورب الأسرة غير موجود؟، مشيرة إلى أن الحصار غير مرتبط بوجود معتقل وقضبان ولكنه هو أي حصار خانق للحرية.

وتؤكد أنهم حتى الآن لا يعترفون بما حدث ولا يعترفون بالمحاكم العسكرية؛ لأنها عبارة عن "كومبارس"، ولم تأخذ المحكمة بحرف واحد من الأوراق المقدمة من قبل هيئة الدفاع، مؤكدة أن الأمل ما زال يراود الجميع بأن نصر الله قادم لا محالة وأن الحرية هي النهاية المرتقبة لزوجي وأقرانه، وأنه لا بد لهذا المسلسل الهزلي من نهاية.

الصورة غير متاحة

أنس حسن مالك

وأضافت أنهم يُعدون من الآن لزيارة أول أيام العيد على الرغم من أن الفرحة غير مكتملة؛ لأنهم يضحكون يومها "من بره ومن جوه لأ" من شدة حزنهم، فهم لا يرون ذويهم غير هذا اليوم من أيام العيد، ثم يعاودوا الكَرّة من جديد ليعانوا وحدهم في انتظار الإفراج عن ذويهم من تلك المحاكمات الجائرة.

أما أنس حسن مالك بالصف الثالث الإعدادي، فيتمسك بأهداب الفرحة رغم المأساة، ويؤكد أنه أعد لوالده وأقرانه مفاجأة، متمنيًا على الله عز وجل أن تُسعدهم وأن تترك لهم قوات الأمن الفرصة كي يقوموا بها، حيث أعد حفلة ضخمة مكونة من مسرحية وألعاب ونكات كي تسعد أهلهم، وتمنى أنس أن يكون العيد القادم هو عيد الحرية لوالده وأصحابه.


.

كلنا رهائن
الصورة غير متاحة

معاذ أحمد شوشة

5 سنوات هي المدة التي حُكم بها على المهندس أحمد شوشة، أما زوجته فترى أنه ليس هو فقط من حُكم عليه بقضاء مدة الخمس سنوات داخل قضبان المعتقل، ولكن الأسرة كلها حدث لها ذلك حيث أصبحت رهنًا للاعتقال ما بين مرارة انتظار عامين أجلت خلالها المحاكم العسكرية الظالمة النطق بالحكم، وبين مرارة الظلم بعد النطق بالحكم الجائر بالحبس لمدة خمس سنوات.

وأضافت مستنكرة: هل يحق لمحكمة أن تَشل حركة زوجها وتحرمه من عمله وأولاده وطموحه لمجرد أنه يقول: "ربي الله"؟، مشيرةً إلى أنها على يقين من أن نصر الله قريب وأنها واثقة في وعد الله عز وجل:﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنْ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ (الحج: من الآية 38)، والحديث القدسي: "مَن عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب".

وأكدت رغم حرمانهم من زوجهم في أول ليلة من رمضان والعام الدراسي الجديد وليلة العيد وأيام العيد، إلا أنهم ينتظرون جزاء صبرهم من الله عز وجل فقط.

وتشير إلى أن أبناءها تكون لديهم لهفة وشوق الأولاد لوالدهم بعد الانتهاء من صلاة العيد ويريدون أن يكون هو أول من يرونه بعد انتهاء صلاة العيد.

ويضيف معاذ أحمد شوشة بالصف الثاني الإعدادي أنه أعد لأول أيام العيد هذا العام برنامجًا بسيطًا سيحاول من خلاله إسعاد والده وإزالة إحساس السجن من قلبه ومحاولة تعويض والده عن الفترة الطويلة التي يقضيها بعيدًا عنه وعن إخوته.

وتمنى معاذ أن يكون والده في هذه الفترة حرًّا طليقًا حتى يقضي معه أواخر شهر رمضان المبارك معتمرين في السعودية؛ مشيرًا إلى أن آخر رمضان قضاه والده خارج المعتقل كان معتكفًا معه في مكة المكرمة.

المرارة

الصورة غير متاحة

د. أبو زيد مع أسرته

"مش فارقة" هذا هو الشعور الذي كان مسيطرًا على زوجة العالم الكبير الدكتور محمود أبو زيد المحكوم عليه بـ3 سنوات حيث أوضحت لنا أنهم لم يكونوا متوقعين قبل الحكم أن هناك محاكمة أو أن هناك مَن سيأخذون حكمًا بالبراءة أو السجن.

وتقول بهدوء: كنا نظنها مسرحية هزلية ولكنها ابتلاء كبير، فكم عانينا بدون رب الأسرة كثيرًا سواء في متابعة التحصيل الدراسي للأولاد أو في التوجيه التربوي لهم وفي الزواج وهو المعضلة الأكبر حيث تمت زيجة "بسمة" 19 عامًا أثناء وجود والدها بالمعتقل، مضيفةً أن حوالي 10 من أبناء المعتقلين تمت زيجاتهم وآباؤهم داخل المعتقل.

أما ابنته الصغرى صفية 11 عامًا فذكرت لنا أنها تفكر مع إخواتها فاطمة 23 عامًا وعبد الرحمن 22 عامًا وهدى 20 عامًا في إعداد هدية أو مفاجأة لأبيها تقدمها له في أول أيام العيد، ولكن سرعان ما تبخرت نبرة السعادة من صوتها وسكتت للحظات ثم قالت: "أتمنى لو كان أبي بره المعتقل وكنا خرجنا أول يوم العيد وروحنا لجدتي واتغدينا بره".

فرحة اللقاء
الصورة غير متاحة

ويؤكد سعد خيرت الشاطر نجل المهندس خيرت الشاطر والمحكوم عليه بـ7 سنوات، أن العيد أصبح لا يمثل أي نوع من أنواع الفرحة لأبناء المعتقلين، مشيرًا إلى أن فرحة الناس تكون بتواجدهم سويًا ورؤيتهم المستمرة لبعضهم وشعورهم بالحرية والانطلاق سويًا، وبذلك يصبح عدم الإحساس بالفرحة متواجدًا لدينا سواء قبل الحكم أو بعده؛ لأن كل ما نشعر به الآن هو إحساس عميق بالظلم ملأ كياننا حتى طغى على أي شعور بالفرحة.

أما عن أول أيام العيد فيوضح سعد أنهم سينطلقون لزيارة الوالد بعد الانتهاء من صلاة العيد، متمنيًّا أن تمحو زيارتهم له جزءًا من الشعور بالمرارة والظلم، خاصةً أنها بالتزامن مع شهر رمضان والعيد.


"غلاوة" زيادة

الصورة غير متاحة

مصطفى سالم

وبزاوية أخرى ترى أسرة المحاسب مصطفى سالم المحكوم عليه بـ3 سنوات أن الفرحة تزداد بقرب العيد؛ لأنه الفرصة الوحيدة التي تمكنهم من رؤية والدهم.

وتشير زوجته إلى أنهم سوف يذهبون أول أيام العيد لزيارة زوجها وأن أولادها سوف يرتدون جديد الثياب لديهم، مؤكدةً أن ما حدث أوضح لها أن زوجها قريب من الله وأن "غلاوة" زوجها والمحبة بينهما تضاعفت بسبب تيقنها من حب الله له.

الأبناء من جانبهم أعدوا الكثير من المفاجآت الطيبة لوالدهم؛ محمد 13 عامًا سيقدم لوالده ثلاثة أجزاء من القرآن الكريم كان والده قد أوصاه في الزيارة الأخيرة بحفظها، وتمنَّى محمد لو تواجد مع والده وأسرته في أول أيام العيد في أي حديقة يمرحون ويلعبون سويًا بدلاً من رؤية والده داخل القضبان، أما سلمى 10 سنوات فأعدت "البلالين" والألعاب والإفطار والشاي والهدايا والمسابقات.

مسئولية قبل الأوان

الصورة غير متاحة

سيد معروف

أسرة سيد معروف والمحكوم عليه بـ3 سنوات فقد تحملت فيها الإناث المسئولية قبل الأوان، وأصبحن أكبر من أعمارهن بكثير؛ هكذا وصفتهن والدتهن نتيجة هذه المحنة التي يعشنها، والتي حملت والدتهن عبئًا كبيرًا في بداية الأزمة حتى يفوقوا من الصدمة، وتشرح لهن الحكمة من الابتلاء، وتساعدهن أن يؤمنَّ بقدر الله وقضائه ويرضين بما كتبه الله لهن.

وأشارت ابنتها سندس إلى أن المسئولية أصبحت أكبر عليهنَّ وأن التفوق الدراسي أصبح هدفهنَّ الرئيسي حتى يقدمنه كهدية لوالدهنَّ ليس في العيد فقط بل على مدار العام.

حوار- حسن محمود:

محمود عبد الجواد، أحد قيادات الإخوان بمحافظة البحيرة، وتحديدًا بمدينة إدكو، وعضو مجلس محلي محافظة البحيرة السابق، ربانيّ الكلمة، يكره الظلم والظالمين، صاحب توجُّه خيري واسع، ومشارك في العديد من الجمعيات الخيرية، حاصل على لسيانس الحقوق، وتفرَّغ للعمل في مجال المناحل، حتى وضع لنفسه مكانةً متميزةً في مجال تصنيع عسل النحل.

حصل عبد الجواد على حكمٍ بالإفراج عنه بعد ما يقرب من عام ونصف من المسرحية الهزلية التي أُقيمت في مقر الهايكستب، وصفها بأنها فترةٌ قضاها من أجل بناء مصر؛ الذي يحتاج إلى تضحية وبذل، مشدِّدًا على أن الأحكام التي صدرت بحقِّ باقي إخوانه تعبِّر عن خصومة زجَّت بقواتنا المسلَّحة في غير معركتها أو ميدانها.

(إخوان أون لاين) التقى به في ظلال شهر رمضان، وتذكَّر معه رمضان العام الماضي، وفتح معه الحديث حول المحكمة العسكرية ورؤيته لأيامها، فكان هذا الحوار:

* بداية.. كيف كنتم تقضون رمضان في معتقل العسكرية؟

** الاعتقال هو الاعتقال، والظلم وظلم، ولكن الله عز وجل أفاض علينا من عنده فيوضات خفَّفت من وطأة المحنة، حتى كانت أكبر منحة من الله عز وجل؛ عوَّضتنا عن الفراق والمعاناة.

وحياتنا في رمضان كانت تعتمد كثيرًا على الاجتهاد الفردي وقيام الفرد بجهد أكبر في التحصيل التعبدي، إلا أنه كان هناك جزءٌ مشتركٌ وجماعيٌ؛ مثل لقاءات حول القرآن للمدراسة والتفسير والحفظ حتى حفظنا معظم سور القرآن في شهر رمضان، وراجع البعض ما كان يحفظه.

* وكيف كان جدولكم اليومي تحديدًا في رمضان؟

** كنا نُنهي صلاة التراويح، ثم نقوم الليل في الساعة 2 حتى السحور، ثم نصلي الفجر، ونبدأ فيما كنا نسميه "العمرة" وهي ذكر الله بعد صلاة الفجر حتى الشروق، ثم صلاة ركعتين كما ورد في سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم.

ويفضِّل بعضنا بعد ذلك أداء ورد رياضي، فيما كان يفضل البعض الذهاب للنوم؛ أي بعد ذلك كلٌّ له حال مع نفسه.

* ما أصعب شيء مرَّ عليك في رمضان الماضي؟

** الحمد الله على كل حال، ولكن المرء كانت له أمور يخص به هذا الشهر الكريم وحَرَمَها منه الظلم؛ فمثلاً كان أول يوم عليَّ في رمضان بالمعتقل مؤثرًا للغاية؛ لأنني اعتدت على جعله يومًا أسريًّا اجتماعيًّا، تلتفُّ عليه الأسرة والعائلة، ولذلك كان أول أذان في أول يوم مؤثرًا للغاية.

فضلاً عن ذلك كنت أحب أن أخص أيام رمضان بأداء العمرة، ولكن هذا العام فقدتها وفقدت حضوري بالحرمَين النبوي والمكي، ولكن أقول، والله شاهدي على ما أقول: إن الله أحال حياتنا في نفس الأوقات إلى حياة الحرم وأوجد بيننا روح الحرم.

* موقف تعرضت له خلال رمضان.

** رغم المأساة إلا أن الله كان يسوق إلينا الطرفة؛ قمت وأنا المهندس أحمد النحاس بعمل أرز باللبن، رغم أننا كنا لا نجيد عمله؛ فكنت أضع الأرز ويضع النحاس اللبن، ولا نجد أن الطبخة تحولت إلى أرز باللبن كما نعتاد رؤيتها، وكنت أقول: ضع اللبن وقلِّب يا نحاس حتى آتى، ولما عدت بعد قليل وجدت أن الأكلة باظت وقال الإخوة هذه الطبخة لن نستطيع أكلها؛ فأعطيناها للطلبة، وكانوا لا يزالون موجودين، وينتظرون غداة أكل هذه الطبخة تحقيقًا في النيابة، وذهبوا إلى النيابة وأخذوا إطلاق سراح؛ فأصبحت طرفة بين الإخوة أن هذه الأكلة طردت الطلبة من السجن.

* إذا تحدثنا سريعًا عن أول رمضان لك في جماعة الإخوان.. متى؟ وماذا حدث؟

** أول رمضان لي في هذه الجماعة المباركة كان في اعتكاف في عام 1979م في مسجد النور بالعصافرة، وكان المسجد منارة الدعوة في محافظة الإسكندرية ووجه بحري، ورغم التزامنا وقربنا من علماء الأزهر الشريف في شبابنا؛ إلا أني وجدت في الإخوان روحًا جديدةً وتوجهًا جديدًا وتجديدًا للفهم الإسلامي ولإيماننا المخدَّر، وأودعوا فينا روح حب الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ بارك الله فيها من جماعة، ورعاها الله وسط هذه الحملات الشرسة عليها.

* مكثت 16 شهرًا في رحلة من السجن إلى الهاكستب.. ماذا تقول؟

** نعم أخي، 16 شهرًا، وأنا أعجب كيف يكون النظام الحاكم يريد استعجال القضية والحكم فيها، ولذلك أعلن أنه أحالها إلى المحكمة العسكرية لكي تمر بالفصل السريع العاجل في هذه القضية؛ ثم نجلس 70 جلسة، ثم يؤجَّل إعلان الحكم أكثر من مرة!! فأين هو وجه السرعة وأين القضاء العسكري المستعجل؟!

إننا واجهنا مهزلةً كبرى داخل المحكمة؛ حتى إن ألف باء قضاء، وأنا دراس للقانون، هو أن علانية الجلسة وعلانية الجلسة يعتبر- قانونًا- جزءًا من مشروعيتها الأساسية، وهو الشيء الذي لم يحدث، بل إن الشيخ البطل حازم أبو إسماعيل في مرافعته سأل القاضي عندما وجد إحدى الكاميرات في الجلسات: لمن تكون هذه الكاميرا؟ ومن الجهة التي تشاهد هذه الجلسة السرية؟ لم يُجِب ولم يغلق هذه الكاميرا، واستمر الأمر وكأنه لا شيء يحدث!!.

* هل كنتم تتوقعون صدور مثل هذه الأحكام؟

** كنا نتوقع أكثر من اتجاه في هذه القضية، وكانت هناك رسائل تأتي إلينا أن هناك مساعيَ لإنهاء هذه المهزلة من داخل النظام نفسه، ولكن وصلنا قبل صدور الأحكام أن الاتجاه المتشدِّد في النظام هو الذي غلب، وأن النية تتجه إلى إصدار أقسى العقوبات ضد المحالين إلى العسكرية، وأن هناك بقيةً مخلصةً تدخلت في اللحظة الأخيرة حتى تمت الموافقة على رغبتها؛ بشرط أن تكون الأحكام قاسيةً كي يتدخل الإخوان في "النقض" فيتم تخفيف الأحكام.

وأنا أقول إن محاكمتنا على أساس أننا جماعة محظورة لا أساس لها من الصحة، ولا أساس لها من العقل والواقع؛ لأن المحظور هو من تحظره شريعة السماء، ويحظره صندوق الانتخاب، ولكن النظام لا يرضى بذلك، وليته خلَّى بيننا وبين الناس، فهم جعلوا من إخوة الخارج كبش فداء من أجل ممارسة أكبر قدر من العنف مع الإخوان، وهم يحسبون أن الإخوان 88 نائبًا فقط في 2005م، وتناسوا أن الإخوان موجودون في مصر منذ عام 1928م؛ يتحركون بمنهجهم الإصلاحي من أجل إنقاذ هذا الوطن ورفعته، ولن ينتهوا أبدًا عن إرساء قيم مشروعهم الحضاري داخل هذا المجتمع الكريم.

العسل وأيامه

* من إدكو إلى المحكمة العسكرية كيف دُبِّرت القضية؟
**
في 13/6/2006م كنت في زيارة للدكتور أمير بسام ببعض منتجات العسل، وكنا نريد أن نفتح معًا متجرًا في نهاية شارع عباس العقاد لبيع العسل، ووصلت إلى بيته في الحادية عشرة، وفي الرابعة عصر نفس اليوم فوجئنا بجحافل الأمن المركزي وعلى رأسهم ضباط أمن الدولة يلقون القبض عليه فيما عُرِفَ بقضية "البر"؛ فعجبت من القبض على أساس فتح المحلات، وأصررتُ أن آخذ معي العسل إلى رئيس النيابة في القضية التي عُرفت بـ702 لعام 2006م، إلا أن رئيس النيابة قضى بحبسنا 15 يومًا، ورفضنا أن نقيم استئنافًا على هذا القرار بعد صدور قانون الحبس الاحتياطي، وذهبنا لقاضي الاستئناف، وعند أول عرض أمام هذه المحاكم الطبيعية أُخلي سبيلُنا من سراي المحكمة، وهناك وجدنا نفس الضابط الذي قبض علينا في المحكمة العسكرية يشير بذقنه إلى الدكتور ضياء فرحات؛ بأنه لن يتركه، وأن الأيام القادمة كثيرة بينه وبينه؛ فخرجنا..

وفوجئت مع أحداث الأزهر المفبركة أن قوات الأمن ألقت القبض على المهندس خيرت الشاطر في 14/12 ثم تابعتها بالمجموعة الثانية في 17/12 ثم أُلقي القبض عليَّ ضمن المجموعة الأخيرة في 17/1/2007م ككمالة عدد!.

ندفع الثمن

* أدبيات الإخوان ترى في السجن ما لا يراه الآخرون.. كيف رأيتموه هذه المرة؟

** أنا أدعو الله ألا يَدخل بريءٌ السجن؛ فالسجن ولو في قصر هو سجن، ولا شيء يعدل حرية الإنسان؛ فلحظة ظلم دونها تباد أنظمة، والنبي صلى الله عليه وسلم أشار إلى أن امرأةً حُبِسَت في هرة؛ فما بالنا برجال شرفاء مصلحين تم حبسهم ظلمًا وعدوانًا؟! ولكن رغم ذلك حوَّل الله لنا السجن جنةً وأنزل علينا البرد والسكينة والرضا وتعاملت معنا إدارة محترمة في السجن، وبدأنا بالتدريج؛ ننظم أمورنا داخل السجن، ونطالب بتحسين التعيين بعد أن رأينا بشائر المهزلة.

وأنا أقول إن الذي يريد أن يتزوج ويبني شقة يتعب ويكدّ في عمله، ولكن نحن نريد أن نبني مصر، ولا بد لنا أن ندفع الثمن من حريتنا؛ من أجل أن تستقر مبادئنا الإصلاحية التنموية داخل هذا الوطن الذي ملأه الفساد والمحسوبية والرشوة والفساد والاستبداد والظلم والقهر.

مواقف مؤثرة

* ما المواقف الصعبة التي مررتَ بها أثناء المحاكمة؟ وكيف قابلتها؟

** قابلتني مواقف عديدة صعبة؛ مرت بعون الله وحده، فقد كنت أنا المتكفل برحلة علاج والدتي المريضة، وكنت قبل السجن أسير معها من طبيب إلى طبيب، ولما دخلتُ المحكمة العسكرية فوجئتُ بأخي يقول إن والدتي تُجري عمليةً في أحد المستشفيات، فحزنت لأني لم أُكمل معها المسيرة، وحزنت لأن هناك من منعي أن أكمل برَّ والدتي وأن أقف معها في هذا الموقف الصعب.

ومن أقوى المواقف أيضًا موقف ابنتي مريم التي خُطِبت وكُتِب كتابها وأنا داخل السجن، ولما تقدمت بطلب للوزارة وأمن الدولة وفق اللوائح لأخرج وأكون بجوارها في أول فرحها وفرحي بأبنائي؛ فوجئت بأن طلبي رُفِضَ، ولم أشترك في فرحة ابنتي الحبيبة، وكأن قرارات الوزير التي يتفاخرون بها يوميًّا في الصحف يُمنع منها الشرفاء والمصلحون فقط، وأنا لا أنسى أبدًا مواقف ابنتي فاطمة التي كانت تبكي كل زيارة وتسألني مش حتيجي معانا يا بابا"!!.

وأنا أقول إنني لن أسامح أحدًا تسبَّب لي في هذه المواقف يوم القيامة؛ إلا بعد أن أقف أنا وهو أمام الله يوم القيامة أعرض عليه شكواي منه.

نهايته قريبة

* خضت تجربة صعبة خلال الفترة الماضية.. ما القناعة التي تشكلت بعدها؟

** النظام ضعيف ونهايته قريبة، ونحن ليس بيننا وبينه عداء، ولكن بيننا وبينه اختلاف في الأجندات والمشاريع؛ فنحن نرغب في الإصلاح والتعمير وهو يرغب في الفساد والظلم والاستبداد، ولن نكف عن طريقنا، ولن نترك طريقنا، ولن نترك الإصلاح السلمي والمواجهة القضائية المستمرة ضد الظلم والنظام واستبداده؛ لأن لدينا في مصر قضاءً شامخًا حرًّا؛ فالنظام يريد أن يقضي على استقلال هذا القضاء، وأنا أعتقد أن الضربة التي لا تُميت الإخوان تزيدهم قوةً وإصرارًا على الحق، وأرى أنه لا بد أن يغيِّر النظام تعاملاته مع الإخوان؛ لأن هذا التعامل لن يُجدي نفعًا مع الإخوان.