مدونات ضد المحاكمات : الحرية لمدحت الحداد | الحرية لعصام حشيش | الحرية للدكتور بشر | الحرية لضياء فرحات | الحرية لخيرت الشاطر | الحرية لحسن مالك

كتب- حسونة حماد

ألقت الزهراء خيرت الشاطر كلمةً في منتدى مؤتمر القاهرة السادس ضد الإمبريالية والهيمنة الأمريكية والصهيونية الذي عُقد في القاهرة خلال الثلاثة أيام الماضية واختُتمت أعماله اليوم بنقابة الصحفيين، أكَّدت فيها أن والدها المهندس خيرت الشاطر النائب الثاني للمرشد العام للإخوان المسلمين لم يرتكب هو وإخوانه من قيادات ورجال أعمال الجماعة المحالين للمحاكمة العسكرية أي جرم لمحاكمتهم.

وهذا نص الكلمة :

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين .. إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا أما بعد،،

فإنه منذ أن بدأت الخليقة وعلى مر الزمان والحق والباطل يتصارعان .. وعلى مر العصور يقيض الله للحق رجالاً يعرفون قيمته ويبذلون الغالي والنفيس في سبيل نصرته ويقاومون من أجل رفع رايته – هذه الراية التي لا ترتفع إلا بهذه التضحيات وهذه المقاومة التي هي شعاع ضوء في هذا الظلام .. شعاع يتوهج بتضافر جهود الأحرار الشرفاء حتى يعيد فجر الحق ساطعًا وتنقشع معه ظلمة الباطل الدامس .. لذلك فإنه يشرفني أن أحضر بينكم اليوم لنزرع سويًا بذرة هذا الفجر فإن اجتماعنا اليوم هنا هو الأمل الحقيقي وهو الدليل القاطع على أن الباطل مهما انتفش أو طغى فإنه غير قادر على كسر إرادة المقاومة بداخلنا تحية من القلب لكل من حضر اليوم من شرق ومن غرب وقطع هذه المسافات الطويلة ليجدد العهد على تكوين رابطة عالمية تكافح الظلم وتسعى لإقرار الحق والعدل والسلام .. والذي هو جوهر رسالة الإسلام الذي يدعو لنشر لقيم الحضارة ويقاوم الظلم والفساد والاستبداد.

أبدأ كلمتي بأن أعرف نفسي إليكم فأنا ابنة هذا الرجل الذي أفخر بالانتساب إليه وأحمل اسمه وسام مشرف على صدري والذي يحز في نفسي غيابه أو تغيبه عن هذا الحفل للعام الثاني على التوالي لكونه معتقل ومحال ظلمًا للقضاء العسكري رغم تبرئته القضاء المدني أكثر من مرة .. لولا أن عزائي أنه معنا دائمًا لا يغيب بفكره وروحه والدي هو المهندس خيرت الشاطر النائب الثاني لمرشد جماعة الإخوان المسلمين والذي قضى من عمره مايقرب من العشرة أعوام خلف قضبان السجون والذي يحال اليوم للمحكمة العسكرية للمرة الثانية وما أقساها من كلمة... يحال خيرت الشاطر للمحاكمة للمرة الثانية لبعض أعوام أخرى أعام أخرى خلف الأسوار لا لجريمة أو ذنب جناه بل لما قدمه من خير لهذا الوطن، خيرت الشاطر الذي وصفوه بالعقليه البارزة فهوالذي جلب الشركات وجلب الاستثمارات وحمل تاريخة سجلا حافلا من الإنجازات والجهود الإصلاحية التي شهد بها الجميع فما كان من النظام إلا أن يكرمه بالحبس والإعتقال كما أني أيضا زوجة الإصلاحي والمناضل المهندس ايمن عبد الغني اللذي افخر به ابا لابنائىو ألمحال أيضا للقضاء العسكري زوجي الذي أعتقل ثماني مرات وقضى من عمره ما يقرب من خمس سنوات خلف الأ سوار ليدفع فاتورة جهوده الإصلاحية ونضاله وما حمل لهذا الوطن من خير .

لم أحضر هنا اليوم لأتحدث باسم والدي وزوجي فحسب بل بأسم أربعين إصلاحي مدني محالون ظلما للقضاء العسكري ورغم آلامنا العميقة لهذا الظلم إلا أننا نؤمن في نفس الوقت بأن ما نعانيه من ظلم وأستبداد ما هو إلا جزء بسيط مما يحدث لهذا الوطن.

فالقضية ليست قضية خيرت الشاطر أو قضية أيمن عبد الغني ومن معهم القضية هي أكبر من ذلك بكثير هي قضية وطن تكبل إرادته وتصادر حريته وتحتقر مقدراته وطن أصبحنا نفتقد فيه الأمن وآلأمان وطن نيعش فيه في ظل نظام أمني قمعي مستبد ينظر للأمور من منظور واحد هو منظور بقائه وأستمراره نظام بات يحمي نفسه وكل من يدين له بالولاء أيا كانت فضائح هؤلاء أو جرائمهم وحتى لو كان هؤلاء قد جلبوا المواد المسرطنة أو أغرقوا المئات في العبارات أو أهدروا المليارات من قوت هذا الشعب المسكين... لا مانع عند هذا النظام من أن يترك هؤلاء جميعا لينعموا بالحرية وآمان طالما أدانوا له بالولاء وفي الجهة المقابلة هو يصفي معارضيه ويصادر حرياتهم ويلقي بهم في غياهب السجون حتى لو كان هذا على حساب مصلحة هذا الوطن ورخائه وحتى لو كانوا هؤلاء هم خيرة أبناء هذا الوطن من العلماء والمفكرين والباحثين وأساتذة الجامعات ورجال الأعمال الشرفاء الذين حمل تاريخ كل منهم سجلا حافلا من الإنجازات والمساهمات الفعالة في بناء ونهضة هذا الوطن ... أيها السادة : بدلا من أن يكرم هؤلاء الشرفاء ويرفع إلى منصات التكريم كما هو الحال في أغلب البلدان المتقدمة يزج بهم في السجون وتغلق شركاتهم وتجمد أموالهم ليفقد مئات العمال مصدر رزقهم وليستبدل الأستاذ الجامعي منصته العالية بزنزانة حقيرة ويحرم منه طلابه...ويستبدل الطبيب عيادته بقيد حديدي ويهجرها مرضاه ....

لا مانع أن يحدث كل ذلك طالما أن هؤلاء قد عارضوا هذا النظام ولم يدينون له بالولاء ويجدر بي هنا أيها السادة إن أوضح أن أبي ومن معه ليسوا معارضين بل مصلحين وأصحاب مشروع حضاري لنهضة هذا الوطن..مشروع لا يتم إلا من أجواء من الحرية هذه الحرية التي يخشى النظام منحهن أياها حرصا على بقاءه ومصالحة الشخصية ضاربا عرض الحائط لمصلحة هذا الوطن.

كما أن قضيتنا أيضا هي قضيكم فما نعانيه من ظلم من الاستبداد الجاثم على صدورنا ما هو إلا نسخة للعنصرية الأمريكية الصهيونية مستوى العالم والسيطرة المهيمنة للرأسمالية المتوحشة لى موارد ومقدرات الشعوب وكذلك العطرسة الإسرائيلية وما تفعله بالشعب الفلسطيني الثابت والصامد فإن الاستبداد من بلادنا وغيرها يوفر البنية الأاسية من القهر والتخلف والقابلية للإستعمار ونحن عندما نقاوم الإستبداد تثمل من المنظور الاستراتيجي خط المقاومة لهذه الغطرسة الصهيونية الأمريكية .

منذ عام ايها السادة جئنا إلى هذا المكان أنا وأسر ال 40 إصلاحي جئنا لنسطر بكلماتنا بدء هذه المأساه وكيف تم القبض على هؤلاء الشرفاء جئنا لنتحدث عن لحظات الاعتقال وقسوتها وكيف فزعت الأسر وروع الأطفال سرقت الأموال حتى من حقائب البنات الصغار سردنا فصولا مؤلمة تصور كيف سرق منا هذا النظام أربع أفراجات حصلنا عليها من محاكم مدنية يوجب كل منها الأفراج الفوري عنهم وكيف عشنا لحظات قاسية من أعادة الاعتقال بعد البرائة فكنا نتلقى في اليوم الأول مكالمات التهاني من كل مكان لنتلقى في اليوم التالي مكالمات المواساة من الأهل والجيران كيف كانت صدمة الأطفال وقد زيفوا فرحهم وأرتدوا حليهم كيف تحول الأفراج من محكمة مدنية إى إحالة إى محكمة عسكرية ليحرموا من أبسط حقوقهم ودون أن يعاقب من عطل أحكام القضاء .

واليوم نحضر مرة أخرى بفصول أكثر إيلاما تعجز الكلمات عن وصفها والجدران عن تحملها أحداث جسام جاوز فيه الظالمون المدى.. عام كامل أيه السادة غبت فيه عنا ثم عدتم من جديد ومالزلنا نحاكم ونقضي فعليا مدة العقوبة دون أي أدانة.

كيف اصف لكم وماذا أقول؟ ماذا أقول لكم عن أكثر من 70 جلسة سرية في صحراء منطقة عسكرية 70 جلسة دون أن يتمكن ملفقوا هذه القضية من تقديم دليل واحد يدين أي من المتهمين فيها 70 جلسة يمنع عنها المراقبون ومنظمات حقوق الأنسان التي جاءت من كل أنحاء العالم ويمنع عنها الجمهور والأعلام بل حتى الأقلام صادروها منا حتى لا يسطر أحد الفضائح والمهازل التي تحدث بالداخل .. حتى لا يسطر جريمة اغتيال القانون والمنطق وكل الثوابت التي خالفوا فيها كل قواعد اللعبة.

طوال 70 جلسة وهم يرتدون غطاء شرعيا لقرار سياسي أتخذوة مسبقا لحبس هؤلاء الشرفاء الذين ثبت برائتهم مسبقا إلا ان محاولاتهم مكشوفة فهل كانت أحالتهم للقضاء العسكري عدم ثقه في أحكام القضاء المدني الطبيعي.. وإذا كان قرار حبسهم قرار سياسي فلماذا أجبرونا أن نشارك في هذه المسرحية الهزلية بدون الكومبارس . ماذا أقول أيه السادة عن معاناتة قاسية للأمهات والأطفال والأبناء عن زواج الأبنة دون أبيها عن وافاة الأم دون وداع أبنها وعن ولادة الأبن دون نظرة أبيه.

ماذا أقول عن عام ونصف طرقنا فيها كل الأبواب حاولنا فيه بكل الطرق السلمية رفع الظلم الواقع علينا – مجلس الشعب ، لمجالس حقوق الإنسان ومجالس المرأة وغيرها من المؤسسات الحكومية- هل أخبركم أن أحد لم يستمع إلينا وأن من أستقبلنا في كل مرة كانوا ضباط أمن الدولة الذين أقتحموا بأنفسهم منازلنا من قبل في منتصف الليل.

ماذا أقول عن معاناة أطفالنا ومعانتنا في سبيل تعزيز القيم السلمية المعتدلة بداخلهم والتي علمنا الإسلام إياها وهم يتربون في هذا الجو السلبي الذي يشاهدون فيه كم الفوضى التي نعيشها من ضابط يسرق الأموال ويلفق الأحراز وقاضي لا يحترم كلمته ووسائل سلمية لا تجدي ولا تنفع.

كيف أقص هذه الصفحات السوداء من الظلم والاستبداد والزيف التي تليق بالغاب لا بالقرن بالقرن 21 لن أقول إلا كما علمني خيرت الشاطر أن الحرية الحقيقية ثمن لا يدفعه إلا الأحرار والشرفاء وللإصلاح ضريبة لا يدفعها إلا المناضلون وما أرى إلا أنه ومن معه رهائن لهذا الإصلاح .

لا يفوتني في الختام أن أنقل لكم بأسمي واسم كل أسر المعتقلين تحية حارة من خلف الأسوار من خيرت الشاطر وأخوانه تحمل لكم معاني الشكر والعرفان على ما قدمتموه لنا بعد مؤتمر العام الماضي الذي كان أنطلاقه لحمله دولية على مستوى العالم لدعم قضيتنا وفضح الممارسات القمعية من خلال وقفاتكم الاحتجاجية السلمية في كثير من عواصم العالم وكلنا أمل في أن تستمر جهودكم في الدعم التعريف بقضيتنا التي هي قضيتكم وقضية كل حر شريف حتى ينشأ أبنائنا في أجواء أفضل من الحرية والعدل والسلام.

,افوض امري لله ان الله بصير بالعباد


.

0 التعليقات :

أضف تعليقك