مدونات ضد المحاكمات : الحرية لمدحت الحداد | الحرية لعصام حشيش | الحرية للدكتور بشر | الحرية لضياء فرحات | الحرية لخيرت الشاطر | الحرية لحسن مالك

عُرس بمزرعة طرة ..
نقلاً عن مدونة المهندس خيرت الشاطر

هو حلم جميل يحلم به منذ سنين وترسم ابنته امانيها فيه
ربما تخيلت ان ترى دموعا في هذا اليوم حقا، لكنها لم تتخيل انها من ذلك النوع..

ظنت انها ستكون دموع فرح وليست دموع حزن، دموع سعادة وليست دموع ألم ..
ألم بأن تحرم من ابيها عنوة ..
يسرق منها ومن اسرتها لا لذنب جنته يداه ...لا لظلم قد افتراه....
فقط لانه قال ربي الله.... قالها بكل ما تحمل من معانى لكنها لم تعجب الطغاه.... فاسروه قبل زواجها
اسروه ليحرموها بان يكون في عقد الزواج وكيلها
اسروه ولم يعبأوا بالامها.... ولم يقدروا مدى الاثم الذي سيلحق بهم بسببها ...هى والكثيرات من امثالها .
انها مريم ابنة الاصلاحى المعتقل على ذمة القضيه المحاله عسكريا الاخ محمود عبد الجواد تم العقد وابوها خلف القضبان في السادس من ابريل الجاري
وكانت اول زيارة لها هى وزوجها لوالدها الاسير امس وكان هذا قدرا هو موعد زيارتنا لوالدنا الحبيب الذي كان قد تم زواج اخواتى الاربعة الكبار وهو ايضا خلف القضبان
فتجرعنا الام الماضي مجددا وشعرنا بمشاعر مريم وعائلتها وبالاخص والدها الذي حرم بان يرى ابنته وهي عروسة بزينتها تزف الى زوجها
* حاولنا تجاوز الامر برؤية باقى الزيارات تهنئ العروسين وبالرغم من انها ساعة تهنئة بفرح وسعاده كانت دموع بعض الاهالى اسبق للعيون فقام بعض المعتقلين في محاولة منهم للتخفيف والمرح قائلا احدهم وهو الاخ احمد النحاس وهو زوج ابنة الاخ محمد حسين من الاسكندرية ان هذا المكان يقصد مزرعة طره جميل حتى ان اولاده حينما كانوا ياتون لزياره جدهم اثناء اعتقاله مع والدنا المهندس خيرت في 95 وهم اطفال يفرحون ويمرحون حتى انه حينما علموا بخروجه قالوا له " ليه يا جدوا هتسيب مزرعتك " فرد عليه احد الموجودين : ما علموا يا اخ احمد انه سيتركها لوالدهم .. فضحك الجميع معلنين اننا سنستمر في مواصلة الحياه واكمال المسيره لنحى سنة الله في الارض ونعمر الكون وننشر في الناس التسامح والعدل حتى تنقشع الظلمة وياتى الفجر


قام والدى ليهنئ العروسين وكان قد سبقه الاخ اسامة شربي الذي هنأهم بقصيده داعبهم فيه قائلا ان للعروسين
كفلا من اسمهم
م .. مريم .. مزرعة
وط .. طارق .. طرة
ثم ختم التهانى التى لم تتجاوز مدتها العشرون دقيقه والدي وهو يكتم دموعه التى بدت في عينيه مقدرا مشاعر والد العروسه الذي لم يختلط به كثيرا قبل ذلك لكنه مر بنفس تجربته فحاول التخفيف عنه منذ ان علم ان ابنته الكبرى ستتزوج حتى يوم زيارتها له
والجدير بالذكر هنا ان الزهراء وهى الابنة الكبرى لوالدى كانت اول المتزوجات وابى معتقل بالمهندس أيمن عبد الغنى الاسير حاليا في نفس القضية وكان ذلك بعد محاكمة ابي عسكريا عام 95 وسننشر لاحقا في تصميمنا الجديد للمدونه تحت عنوان رسائل من خلف القضبان الخطاب الذي ارسله والدي لها يوم زفافها فانتظرونا
بعد التهانى فوجئنا بالظابط يطلب انهاء الزياره قبل موعد انتهائها المعهود احتجاجا منه على تهنئة المعتقلين للعروسين والوقوف بجانبهم يريد بذلك التحفظ على المشاعر كما تحفظوا من قبل على الاشخاص والاموال ولم يكن هذا مستغرب من جهتنا فلقد رأينا ما هو اكثر لدرجة انهم حرموا المعتقلين من رؤية اخوانهم فى العنابر الاخرى واذا صادفت مواعيد الزيارات في نفس الوقت اصطف المخبرين ليمنعوهم حتى من الرؤية رغم وجود اقارب منهم كوالدي والدكتور محمود غزلان وكالمهندس ايمن واخيه الدكتور محمد قبل الافراج عنه
انتهت الزياره لتلحق بباقي الزيارات المؤثره في ذاكراتنا وتكون لعنة معهم على كل من سلب منا حقوقنا

1 تعليق :

  1. محمد عبد الغفار said...
    بسم اله الرحمن الرحيم
    يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ
    صدق الله العظيم

    سورة الصف ايه 12 - 13 صفحه 552 مصحف المدينة

أضف تعليقك