مدونات ضد المحاكمات : الحرية لمدحت الحداد | الحرية لعصام حشيش | الحرية للدكتور بشر | الحرية لضياء فرحات | الحرية لخيرت الشاطر | الحرية لحسن مالك


الإخوة الأعزاء المحترمون..
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته، وبعد..

فحياكم الله حيثما كنتم، وربط على قلوبكم، وشرح صدوركم، وثبَّت على طريق الحق أقدامَكم..
لقد اقتضت مشيئة الله تعالى أن تكونوا في هذا المكان، تَفْدُون دعوتَكم، وتنوبون عن جماعتكم، وهي تقوم بدورها الفذّ في خدمة العقيدة والأمة والوطن.. نعلم أن تضحياتكم جليلة ونبيلة، بقدر منزلتكم وعظيم قدركم ونُبل أخلاقكم، وأننا لا نستطيع أن نوفيَكم حقَّكم، فما تقدمونه أنتم أعظم وأجل، ونعلم أن قاماتكم شاهقة وسامقة، أعلى بكثير جدًّا ممن كانوا سببًا فيما أنتم فيه وفيما حاق بكم.

ونعلم أيضًا أنكم أنتم الأقوياء، بصدقكم وصبركم وإيمانكم وثباتكم، وأنهم هم الضعفاء، لسبب بسيط، وهو أنكم أصحاب دعوة عظيمة، وحملة رسالة سامية، نبذل من أجلها جميعًا كلَّ ما نملك، من وقت وجهد ومال، ونسأل الله أن يتقبَّل، ونقول لكم: نحن ماضون في دعوتنا بكل الثبات والثقة، ولن يثنيَنا عن عزمنا اعتقالات أو محاكم عسكرية أو فرض حظر على أموال الشرفاء؛ لأن دعوتنا أعزُّ علينا من أنفسنا وأموالنا والدنيا كلها.

لقد تم اختياركم من قِبَل المولى- عز وجل- دون غيركم من إخوانكم لكي تكونوا في طليعة من يحمل أعباء هذه الدعوة المباركة بكل الرجولة والشهامة والمروءة والشرف؛ ولذا أقول لكم- بكل الثقة واليقين-: إن دعوةً فيها أمثالكم لهي جديرة بالعزة والرفعة..

دعوة فيها أمثالكم لا يمكن أن تنكسر أو تنحسر..

دعوة فيها أمثالكم لا بد أن تحقق آمالها وطموحاتها مهما طال الوقت ومهما كانت العقبات ومهما كانت التضحيات..
فقط تذكَّرونا بخالص دعواتكم، في صلواتكم وفي سجودكم وفي تهجُّدكم بالليل، فهي إن شاء الله تعالى مقبولة، وأكثِروا من الذكر والاستغفار، وأقبِلوا على القرآن بعقولكم وقلوبكم؛ عسى الله أن يفتح بكم ويُجري الخير على أيديكم، إنه نعم المولى ونعم النصير.
وإلى الزوجات والأولاد..
أقول: الله وحده هو الذي يثيبكم على تضحياتكم وجهادكم وصبركم..
إن الإخوان داخل السجون وخارجها يستمدُّون منكم الزاد والعون، ويستلهمون من صبركم وثباتكم قدرًا هائلاً من المقاومة والتحدي والصلابة والصمود والاستعلاء والشموخ.. أسأل الله تعالى أن يفرغ عليكم صبرًا من عنده، وأن يمدَّكم بإيمان ويقين لا ينفذ، فيربط على القلوب، ويشرح الصدور، ويثبت الأقدام، واعلموا أن الله لا يخلف وعده أبدًا، وأن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، يرفعها الله فوق الغمام ويقول: وعزتي وجلالي لأنصرنّك ولو بعد حين.
وثِقوا أنه كلما اشتدت ظلمة الليل كان ذلك إيذانًا ببزوغ الفجر.. أكثِروا من الدعاء والاستغفار ومن قول: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، ومن قول: يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث، أصلح لنا شأننا كله، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، ومن قوله تعالى: ﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِيْ إِلَى اللهِ إِنَّ اللهَ بَصِيْرٌ بِالعِبَادِ﴾ وقوله تعالى أيضًا: ﴿حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيْلُ﴾.
والله غالبٌ على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
وإن غدًا لناظره قريب.

0 التعليقات :

أضف تعليقك