امتلأت درجات سلم الحريات ـ مساء الثلاثاء 17/7/2007 ـ بالصحفيين وأهالي المحالين للمحاكم العسكرية للتضامن مع أحمد عز الدين مدير تحرير جريدة الشعب والمحال إلى القضاء العسكري مع مجموعة الأربعين من قيادات الإخوان المسلمين ، وتعالت الهتافات منددة بالنظام الذي لم يُـقصف في عهده قلم(!!) ، وردد المتظاهرون شعارات مثل : أحمد عز حديد سايبينه .. وجمال كمل نص دينه وعز الدين راح واخدينه ، وأحمد عز يا نور العين .. ليه خاطفينك في الزنازين ... عشان قال فينك يا قانون .. عاش الظلمة في السجون ، وغيرها من الشعارات المنددة بظلم السلطة .
واستمرت الوقفة ـ التي دعت إليها لجنة الحريات بنقابة الصحفيين والتي تلاها مؤتمر جماهيري حاشد ـ أكثر من ساعة في أجواء حشود عسكرية تدعو للدهشة والعجب وكان سلم النقابة أعلن الحرب على السلطان وحاشيته ، وقد علق الكاتب الصحفي سليم عزوز على إحالة الزميل أحمد عز الدين للمحاكم العسكرية قائلا : إحالة المدنيين بشكل عام إلى المحاكم العسكرية خطيئة كبرى إذ لا يتسق هذا مع شعارات النظام الحاكم في مصر ، وعندما يحيل هذا النظام خصومه السياسيين المدنيين إلى محاكم عسكرية فإنه يؤكد أنه على رأس دولة بوليسية عسكرية .
نقابة مغيبة
وأضاف إحالة أحمد عز الدين إلى المحكمة العسكرية يؤكد أن هذا النظام فقد صوابه وهو الذي يعلن ليل نهار بأنه النظام الذي لم يُـقصف في عهده قلم ولم يُسجن فيه صحفي ولم تـُصادر فيه صحيفة ، وانتقد عزوز نقابة الصحفيين الغائبة تماما والتي لم يعـُد لها دور ، ونظر مجلسها للأمر على أنه قضية سياسية ، وليست قضية صحفي عضو فيها يتم التنكيل به على هذا النحو.
دفاع عن أنفسنا
وطالب أحمد سيف الإسلام - المحامي ومدير مركز هشام مبارك - بوقف مهزلة المحاكم العسكرية ، وحيا صمود الإخوان المحالين إلى محاكم عسكرية ، وأكد أن لا بد أن تقف منظمات المجتمع المدني بقوة أمام هذه المحاكمات وتعري النظام الفاشستي الذي يتعامل مع معارضيه بوحشية مقيتة ، وقال سيف الإسلام أنا لا أدافع عن الإخوان في هذا المقام ولكني أدافع عن نفسي وعن كل مواطن حر مُعرض لأن يحوله النظام لمحكمة عسكرية أو يعتقله .
وبلكنة أجنبية رددت الصحفية البريطانية : الحرية لأحمد عز الدين .. الحرية لأحمد عز الدين ، مضيفة عندما يكون الظلم هو القانون ، فالمقاومة هي طريقنا ، فنالت بذلك تصفيق حار من الحضور الذين ملئوا القاعة الكبرى في نقابة الصحفيين.
نص البلد عسكر
وبدأت الدكتورة كريمة الحفناوي ـ حزب الكرامة ـ قائلة (نص البلد عسكر ، على نصها ، قطموا وسطها ، لو كانوا سابوهم زرعوا أرضها ، ما كنش شحتوا قمحها) ، وأضافت عندما أدافع عن الإخوان فأنا أدافع عن كل المعتقلين وأدافع عن نفسي ، وأدافع عن الحرية في هذا البلد ، مشيرة إلى أن النظام استوحش ، وحتى يتم الإفراج عن المعتقلين لا بد من أن ينهار هذا النظام ويسقط , ولن يحدث ذلك لا بد أن تتحد كل القوى تحت راية واحدة وتنتفض مرة واحدة لاسترداد البلد ممن سرقوها ونهبوها .
تعلمنا من أبي حب مصر
وقالت آلاء أحمد عز الدين إن أباها ليس مجرما حتى يُحال إلى محكمة عسكرية ، مشيرة إلى أن والدها يحرص دائما على أن يظهر مناقب مصر في سفرياته الخارجية ، وقد زرع حب هذا البلد فينا بطريق غير مباشر ، هذا هو أبي الذي كل جريمته أنه صحفي يقول الحق وينشر ما يمليه عليه ضميره ، لصالح هذا البلد، فهل هذه جريمة يُحوَل بسببها إلى محكمة عسكرية؟!
مسرحية هزلية
أما حفصة خيرت الشاطر فقد قدمت عرضا لما تم في المحكمة العسكرية الأخيرة ، ووصفتها بالمهزلة ، وقالت في جلسة مريبة تواصلت المهازل ، وقد بدأت وقائع المهزلة الجديدة بعد صلاة الظهر... مباشرة وانتهت مع أذان مغرب ، وقد كنا نحاول أن يصل صوتنا إليهم ، فهم بعيدون عنا موجودون في قفص داخل قفص داخل قفص ، لا يستطيعون أن يركعوا أو يسجدوا ، من ضيق المكان المودعون فيه .
وأضافت حفصة الشاطر بدأ في فض الأحراز فطلبت هيئة الدفاع خروج كل متهم ليعاين حرزه مع محاميه، وقبلت هيئة المحكمة طلب هيئة الدفاع ولكن بعد ربع ساعة من البدء في فض أحراز والدي ، إلا أنه أثناء خروجه الشاطر أصرَّ الضابط على وضع القيد الحديدي في يديه ، فرفض والدي مفضلاً عدم الخروج ، فأمرت المحكمة بخروج المتهمين جميعًا دون قيد حديدي، وكان والدي أول من يخرج من القفص تعلو وجهه ابتسامة الرضا والنصر؛ فنال تصفيقًا حارًا استمر مع جميع المتهمين في لحظات خروجهم من القفص.
وأمرت المحكمة كل متهم أن يدون ملاحظاته مع محاميه في ورقة ، وكان من أشد من اعترضوا على أحرازهم عمو حسن مالك الذي فوجئ بأحراز لا تخصه من الأساس ، وأثبت مالك اختفاء خزينة استولى الأمن عليها من منزله وكان بها مجوهرات ومشغولات ذهبية وماسية تخص زوجته ، وهنا صاح والدي ساخرًا: "فيما يبدو أن وكيل النيابة لم يكن منتبهًا كفاية أثناء تلفيقه الأحراز وطبخ القضية"، وطالب بإثبات ذلك في القضية وهو ما أكد عليه محامي عمو مالك الذي أكمل ساخرًا هو الآخر: "أخشى أن تكون تلك الأحراز تخص قضية أخرى ومتهمًا آخر"، في حين كان من بين الأحراز 5 نتائج ورقية مكتوبًا عليها آيات وأدعية للدكتور محمد حافظ ، كما كان من بين أحراز الدكتور فريد جلبط -الأستاذ بجامعة الأزهر- كتاب الشريعة والحياة مما دفعه لتوجيه ملحوظة ساخرة لهيئة المحكمة بأن أي محام لا بد أن يكون لديه هذا الكتاب!!، وأثبت معظم المتهمين الباقين وجود الكثير من المدسوسات على أحرازهم.
وأشارت حفصة أننا تعرضنا لتفتيش دقيق ككل مرة ، إلا أنه في هذه الجلسة وبعد دخولهم القاعة دخل ضباط الشرطة العسكرية وأخذوا الشمسيات التي كانت معنا ؛ لأنه مطبوع عليها "الحرية للشرفاء، مش هنبطل مش هنسافر مش هنسيب"!!.
استخلاص الوطن
واختتم الدكتور عصام العريان المؤتمر بقوله لسنا طلاب سلطة ، ولا طلاب ثروة ، نحن طلاب إصلاح ، ونمد أيدينا لكل القوي الوطنية ، ولكل التيارات من أبناء هذا الوطن ، كل يعمل وفق فكره في إطار مشترك بيننا ، مشيرا إلى أن التحدي الحقيقي الذي يواجه القوى الوطنية في هذا البلد هو أننا لا بد أن نستخلص هذا الوطن الأسير من الذي نهبوه ، نستخلصه من الاستبداد والفساد ، نستخلصه من الذين باعوه.
Labels: الجلسة الثالثة للمهزلة, فعاليات
0 التعليقات :
Subscribe to:
Post Comments (Atom)