جامعة أون لاين - بتاريخ: 5/7/2007

تعودنا كل صيف أن تعلن حكومتنا الرشيدة عن القبض عن مجموعه من طلاب الجماعة المحظورة جدا لدى رئيسنا الرشيد المسدد الملهم أطال الله بقاءه ولدى فريق المطبلاتيه الوطني المحترم وتم القبض على هؤلاء الطلاب أثناء خروجهم للتصييف في مرسى مطروح كالعام الماضي أو في الهانوفيل كهذا العام .

ما الذي يحدث في هذه الرحلات الخفية الغامضة ؟
ما الذي تتوقع أن يفعله مجموعه من الطلاب القاهريين بعد عام دراسي حار جدا في قلب القاهرة ألمعروفه بجوها الخانق !
ما الذي تتوقع أن يقوموا بفعله في الإسكندرية ؟
ما هو الشيء شديد الخطورة على الأمن القومي الذي يقوم به هؤلاء الطلاب ويجعل ضباط أمن الدولة يسهرون ليال طويلة في جمع وتقصي المعلومات لمعرفة أين هم ؟

لنطلق لخيالنا العنان في هذه القصة القصيرة لمعرفة تفاصيل هذه العمليات الخفية التي تهدد الأمن القومي لمصرنا الحبيبة....
المكان : الهانوفيل – قهوة عباد الرحمن للمعسل والمشروبات الكحولية الخالية من الشعير ..
الزمان : الساعة الرابعة عصرا ..
المنظر : مخبر أمن دوله مكلبظ ماسمهوش سمير قاعد على القهوة وماسك جرنال جواه لاسلكي ..
- تشششت .. من 501 ظهر حاجه ؟
- تشششت .. لا يافندم محدش ظهر ..
ثانيه واحده !
أنا عرفت واحد يا فندم !
أنا شايفه أهه !
الولا ده منهم يافندم باشوفه في كلية هندسه !
- تشششت .. وراه يا معفن !
- تشششت .. ده رايح البحر يا فندم !
ده بيقلع البنطلون !! باكرر الهدف بيقلع البنطلون !!
ده بيطلع من الشنطه حاجه رهيبة جدا !! القوات كلها تستعد !
ده طلع مايوه ! الهدف طلع مايوه يافندم !
- تشششت .. نوعه إيه شرعي ولا توكسيدو ؟
- تشششت .. لا يافندم ده مايوه طويل يافندم فوق ركبته بشويه صغيرين !
- تشششت .. استنوا ما تهجموش راقبوه معاه حد ؟
- تشششت .. معاه شباب يافندم !!
- تشششت .. فيهم بنات ؟
- تشششت .. لا يافندم مفهمش ولا مز... ولا واحده يافندم كله رجاله ..
- تشششت .. مممم !! معاهم سجاير يا حنفي ؟
- تشششت .. لا يافندم محدش فيهم بيدخن شكلهم محترمين جدا .. بيهزروا وبيلعبوا بس باحترامهم ..
- تشششت .. استنوهم لحد ما يروحوا ..

الزمان : 8.30 مساءا
المكان : إحدى شقق الهانوفيل
المنظر : مخبرين واقفين ورا العربيات عاملين نفسهم بياعين دره .. عشر مخبرين واقفين وشهم في الحيطه عاملين نفسهم بيتبوؤا ! مخبر عامل نفسه برميل أونيكس , مرشد عامل نفسه لمبة شارع إلخ إلخ .....

- تشششت .. إيه الأخبار يا حنفي ! رصدتوا البيت ؟
- تشششت .. تقريبا يا فندم .. بس مش عارفين الشقة !
- تشششت .. إزاي يعني ؟ هي دي حاجه صعبه ! شقه مفهاش حريم ولا حشيش ولا مشغلين أغاني .. مش هاقلك مشغلين قرآن بس عيال عاقلين يا حنفي مش صعب تلاقيهم.. وزر كويس يا ابن الهـ#@$

الزمان : 9.30 ليلا
المكان : إحدى شقق الهانوفيل ..
المنظر : شباب قاعدين بيتعشوا وجايبن أكل وعمالين ياكلوا واتنين بيجروا ورا بعض في الشقة بيهيسوا .. وواحد واقف في البلكونه بيحكي لواحد على اللي حصل مع خطيبته وازاي يصالحها وواحد ضهره مسلخ من البحر ونايم على بطنه في البلكونه وحاطط سماعة الام بي ثري في ودنه واتنين على جنب بيبعتوا لبعض مقاطع بلوتوث وواحد عنده مغص بقاله في الحمام ساعتين واتنين واقفين بيطبلوله عالباب عشان يطلع !!
قمة الإرهاب !
قمة الانحراف !
قمة محاربة القانون !

وإذا بنا .. نرى جنود مصر البواسل .. رجال أمن الدولة العظماء .. اللي احنا الشعب بندفعلهم مرتباتهم وبنأكلهم وبنكسيهم همه وعيالهم من ضرايبنا .. يتحركون في شجاعه وإقدام ..
في عمليه ليست مسجله لدى الداخلية كالعادة
في عملية لا يرافقها أي إذن نيابي أو قضائي –كالعادة-
في عملية لم توقع فيها ورقه رسميه واحده –كالعادة-

هل تعرفون لماذا أعزائي !
لأن التعامل مع المعارضة وخصوصا الإخوان يأتي بتوجيه مباشر من وزير الداخلية لأمن الدولة .. وبالطبع السيد وزير الداخلية يتحرك بتوجيه مباشر من السيد الرئيس "أطال الله بقاءه ! " الذي بكل تأكيد لا يأخذ أي توجيهات على الإطلاق ولا يعقد صفقات على الإطلاق مع الجانب الأمريكي أو الإسرائيلي !

وتتم مهاجمة الشقة .. ويتم تحريز مصحف شخصي مع كل واحد ! وتتم مصادرة أجهزة الهواتف المحمولة ! و يعثرون على مواد سمعية خطيرة جدا لشخص يدعي عمرو خالد ومواد سمعيه خطيرة جدا لشخص يدعى محمود المصري ولأن الإخوان لم يسجل لهم التاريخ حادثة عنف واحده فإن عملية المداهمة من أولها لآخرها لا يرفع فيها سلاح واحد من أمن الدولة , الذين بكل تأكيد قد يشعر بعضهم بتأنيب ضمير لهذه الجريمة القانونية و الأخلاقية بحق هؤلاء الشباب المحترمين وبحق أهلهم .. ولكن .. كل شيء يهون من أجل المبلغ الجيد الذي تدفعه لهم الحكومة ثمنا لهذه الجرائم القانونية

ويتم القبض على طلاب الإخوان .. الذين لم يجمعهم سوى أنهم صحبه صالحه انتقوا بعضهم واختار كل منهم الآخر لأنه بالفعل شخص جيد تحلو صحبته ويعين على الطاعة ويعين على البعد عن المعصية..
لأنهم في كلياتهم أعلاما يجتمع الطلاب حولهم ويحبوهم لحسن خلقهم ونقاء قلوبهم .. لأن منهم
أوائل الدفعات .. لأنهم الأكثر حرصا على خدمة المجتمع الطلابي .. لأنهم في مناطقهم رموزا لحسن الخلق والأدب والعلاقات الطيبة مع الجميع .. لأنهم من الشباب الذين يرتادون المساجد ويحفظون القرآن .. لأنهم فهموا الإسلام بمعناه الشامل الحقيقي العملي التطبيقي .. واختاروه لونا لحياتهم .. ومنهجا لتفكيرهم.. ونبضا لقلوبهم ..

وهذا المسلسل الممل يتكرر كل عام.. وقد تكرر هذا العام منذ عدة أيام فقط..

لقد أصبح الأمر مملا ! لم يعد محزنا .. لم يعد صعب التحمل .. فقط أصبح مملا .. مخنقا ..
لا أدري لم يصر هذا النظام أن يثبت لنا كل يوم أنه أكثر فشلا مما كنا نتخيل !!
لم يصر على أن يضاعف عدد كارهيه يوما بعد يوم !!
ألا يرى أنه بهذا يزيد سرعة دقه لمسامير نعشه !!

كريم العيسوي