كتبت : أسماء شحاتة - موقع / ثمن الحرية
مجاهد من أرض الكنانة جاهد في فلسطين الأسيرة قبل أعوام مضت وتحديدا عام 1948 يبلغ من العمر الثمانين عام وربما يزيد .. ومع ذلك لم تشفع سنوات عمره أن يخففوا حملهم من على كتفيه والزج به خلف الأسوار دون جرم أو ذنب اقترفه غير أن قال ربي الله .
بل إنه من القلائل الذين ما زالوا أحياء ممن سبق لهم الخروج مجاهدين وقت تقسيم فلسطين, وقد تم اعتقاله مع نائبي مجلس الشعب و بكل القسوة رغم شيخوخته وكبر سنه , إلا أنهم لم يرحموه , ولم تمنعهم كهولته , بل لفقوا له التهمة الشهيرة وهي محاولة قلب نظام الحكم !!! وكأن كهولته وكِبر سنه تسمح له بمجرد التفكير في قلب منضدة !!!
وتجاوزا لكل الخطوط الحمراء اعتقلوه وهو من هو .. انه المجاهد الكبير أبو الفتوح عفيفي .. الشيخ الجليل والمجاهد الصابر .. من حمل سلاحه وهو بعد شاب يرفل في التاسعة عشر من عمره يبحث عن العطاء والجهاد وحب الاستشهاد ليدافع عن جزء من كرامة أمة استبيحت حرماتها وكرامتها وكان الرد عليه وهو الشيخ الكبير الاعتقال والمهانة خلف أسوار حكم الطاغوت .. وهو يحمل بين جنباته معاناة المرض التي تؤثر في حالته الصحية فتقلبها من سئ إلى أسوأ دون مراعاة لجهاد وتاريخ مشرف خلف هذا الرجل .
فرجل يعاني من هبوط بعضلة القلب نتيجة قصور الشريان التاجي وارتفاع ضغط الدم وربو شعبي مزمن وتصلب في الشرايين وقصور بالدورة الدموية أي خطر منه على تلك الدولة التي لم تحترم جهاده وتاريخه بل لم تحترم عمره الطويل الذي أعطى فيه لوطنه أكثر مما أخذ.
جاهد في فلسطين وهو لم يكمل عامه العشرين بعد ليعود من هناك وفي مخيلته استقبال حافل لمعركته التي خاضها ضد اليهود فإذا به يكافأ بالاعتقال.
الأستاذ أبو الفتوح عفيفي من مواليد قرية كفر وهب - التابعة لمدينة قويسنا - محافظة المنوفية نشأ في أسره متدينة وانضم لجماعة الإخوان في سن السابعة عشر شارك في عدة حـــروب وخرج للجهاد أكثر من مرة وقد شارك في الجهاد ضد الانجليز بمصر في عامي 1947 و 1948 م وخرج إلى الجهاد بفلسطين لعدة سنوات ضد الجيش الصهيوني من 1948 إلى 1953 م.
تم اعتقاله لمدة عام و أربعة أشهر لدى عودته من فلسطين ¡ ثم شارك في حرب السويس عام 1956 م وأبلى فيها بلاءاً حسناً وكان قائداً لكتبية ثم تم اعتقاله مرة أخرى في عهد عبد الناصر بعد حرب السويس وحكم عليه بالسجن سبعة عشر عاما تعرض خلالها لأقصى درجات التعذيب من الجلد الشديد ليلاً ونهاراً , إلى الصعق بالكهرباء وحتى اقتلاع الأظافر , والكي بالنــــار , حتى أصيب بعدة أمراض مزمنة من جراء قسوة التعذيب ومع ذلك أتم حفظ القرآن الكريم كاملاً في فترة محبسه , وحصل على شهادة الثانوية العامة وبعد أن قضى فتره سجنه كاملة ( 17 عاماً ) خرج ليكمل دوره الإصلاحي فشارك في العمل التطوعي الخدمي , وأسس أكثر من جمعية خيرية بمحافظته وقد انتخبه أبناء دائرته قويسنا نائبا عنهم في مجلس الشعب بعد فوز ساحق على منافسيه عام 1987م وأطلقوا عليه لكثرة جهاده لقب "شيخ المجاهدين" وهو عضو شرفي لأكثر من 3 مؤسسات مدنية تقدم الخدمات الجماهيرية .
فأن تكون أبو الفتوح عفيفي فهذا معناه أن تعود من فلسطين راضياً عن نفسك ... راضياً عن جهادك ... راضياً عما فعلته لرفع لواء الذود عن فلسطين ... فلا يرضى عنك النظام ... لتذوق الويل والتعذيب في السجون المصرية.
فلما خرج منها ما تغيرت قناعاته ولا إيمانه الكبير بما يحمل في فكره وقلبه من حب لتلك الأرض التي لفظته وحملته أضعاف أضعاف ما يحمل من معاناة وما استكان.
ومثله مثل أي شخص له أسرة وأبناء وأحفاد صغار اشتاقوا إلى عناقه الحار وقبلاته الحنون على جباههم ¡ واشتاقت له مائدة الإفطار التي يجتمع عليها مع عائلته الصغيرة يجلسون بصمت يرفعون الأيدي إلى المولى يسألوه أن يتقبل منهم الصيام والقيام ¡ وفجأة ا وجود للأب الحنون بينهم .. أنهم يجلسون على نفس المائدة ومن بينهم غاب القلب العامر بالإيمان والحب والحنان غيب خلف أسوار من الظلم والقهر م رحموا شيبته ولا مرضه وما تركوا الأسرة تنعم بالدفء وهو بينهم
يتساءلون ترى يا أبي هل أخذت دوائك المقر بعد الإفطار
ترى يا أبي هل يؤثر الصيام على صحتك المعتلة
ترى يا أبي هل تجد من يمد إليك يده بكوب الماء والتمر لتفطر
تساؤلات وزفرات حارة يطلقها كل ذي قلب فقد حنان أبيه وحرم من مجرد مشاركته الإفطار ساعة أن يقول المؤذن الله أكبر الله أكبر.
وقد اصدر الأستاذ أبو الفتوح كتابه (رحلتي مع الإخوان المسلمين) عام 2003 والذي يحكي فيه عن جانب مهم في حياته ويحكي فترة جهاده الطويلة التي لم يحترمها زبانية أمن الدولة فاعتقلوه وما رحموا شيبته.
حيث تم اعتقاله مؤخرا بشهر أبريل الماضي في قضية اعتقال عضوي مجلس الشعب المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين وقد تقدمت أسرته بطلب للإفراج الصحي عنه نظرا لسوء حالته الصحية إلا أن طلبهم قوبل بالرفض غير المبرر .
وقد تم إخلاء سبيل الأستاذ أبو الفتوح عفيفي بعد دفعه كفالة تقدر بـ 2000 جنيه للنيابة التي أفرجت عنه ومن معه لمدة ثلاثة أيام ثم عاودوا اعتقاله من جديد .
فأين الإنسانية والرحمة في قلوب باتت لا تعرف معنى الخوف من الله الذي أوصى بالمعاملة الحسنة للكبار فانتهكوها وما احترموا ثمانين عاما من العطاء .. فلا يسعنا ألا أن نقول .. لك الله شيخنا الجليل.
مجاهد من أرض الكنانة جاهد في فلسطين الأسيرة قبل أعوام مضت وتحديدا عام 1948 يبلغ من العمر الثمانين عام وربما يزيد .. ومع ذلك لم تشفع سنوات عمره أن يخففوا حملهم من على كتفيه والزج به خلف الأسوار دون جرم أو ذنب اقترفه غير أن قال ربي الله .
بل إنه من القلائل الذين ما زالوا أحياء ممن سبق لهم الخروج مجاهدين وقت تقسيم فلسطين, وقد تم اعتقاله مع نائبي مجلس الشعب و بكل القسوة رغم شيخوخته وكبر سنه , إلا أنهم لم يرحموه , ولم تمنعهم كهولته , بل لفقوا له التهمة الشهيرة وهي محاولة قلب نظام الحكم !!! وكأن كهولته وكِبر سنه تسمح له بمجرد التفكير في قلب منضدة !!!
وتجاوزا لكل الخطوط الحمراء اعتقلوه وهو من هو .. انه المجاهد الكبير أبو الفتوح عفيفي .. الشيخ الجليل والمجاهد الصابر .. من حمل سلاحه وهو بعد شاب يرفل في التاسعة عشر من عمره يبحث عن العطاء والجهاد وحب الاستشهاد ليدافع عن جزء من كرامة أمة استبيحت حرماتها وكرامتها وكان الرد عليه وهو الشيخ الكبير الاعتقال والمهانة خلف أسوار حكم الطاغوت .. وهو يحمل بين جنباته معاناة المرض التي تؤثر في حالته الصحية فتقلبها من سئ إلى أسوأ دون مراعاة لجهاد وتاريخ مشرف خلف هذا الرجل .
فرجل يعاني من هبوط بعضلة القلب نتيجة قصور الشريان التاجي وارتفاع ضغط الدم وربو شعبي مزمن وتصلب في الشرايين وقصور بالدورة الدموية أي خطر منه على تلك الدولة التي لم تحترم جهاده وتاريخه بل لم تحترم عمره الطويل الذي أعطى فيه لوطنه أكثر مما أخذ.
جاهد في فلسطين وهو لم يكمل عامه العشرين بعد ليعود من هناك وفي مخيلته استقبال حافل لمعركته التي خاضها ضد اليهود فإذا به يكافأ بالاعتقال.
الأستاذ أبو الفتوح عفيفي من مواليد قرية كفر وهب - التابعة لمدينة قويسنا - محافظة المنوفية نشأ في أسره متدينة وانضم لجماعة الإخوان في سن السابعة عشر شارك في عدة حـــروب وخرج للجهاد أكثر من مرة وقد شارك في الجهاد ضد الانجليز بمصر في عامي 1947 و 1948 م وخرج إلى الجهاد بفلسطين لعدة سنوات ضد الجيش الصهيوني من 1948 إلى 1953 م.
تم اعتقاله لمدة عام و أربعة أشهر لدى عودته من فلسطين ¡ ثم شارك في حرب السويس عام 1956 م وأبلى فيها بلاءاً حسناً وكان قائداً لكتبية ثم تم اعتقاله مرة أخرى في عهد عبد الناصر بعد حرب السويس وحكم عليه بالسجن سبعة عشر عاما تعرض خلالها لأقصى درجات التعذيب من الجلد الشديد ليلاً ونهاراً , إلى الصعق بالكهرباء وحتى اقتلاع الأظافر , والكي بالنــــار , حتى أصيب بعدة أمراض مزمنة من جراء قسوة التعذيب ومع ذلك أتم حفظ القرآن الكريم كاملاً في فترة محبسه , وحصل على شهادة الثانوية العامة وبعد أن قضى فتره سجنه كاملة ( 17 عاماً ) خرج ليكمل دوره الإصلاحي فشارك في العمل التطوعي الخدمي , وأسس أكثر من جمعية خيرية بمحافظته وقد انتخبه أبناء دائرته قويسنا نائبا عنهم في مجلس الشعب بعد فوز ساحق على منافسيه عام 1987م وأطلقوا عليه لكثرة جهاده لقب "شيخ المجاهدين" وهو عضو شرفي لأكثر من 3 مؤسسات مدنية تقدم الخدمات الجماهيرية .
فأن تكون أبو الفتوح عفيفي فهذا معناه أن تعود من فلسطين راضياً عن نفسك ... راضياً عن جهادك ... راضياً عما فعلته لرفع لواء الذود عن فلسطين ... فلا يرضى عنك النظام ... لتذوق الويل والتعذيب في السجون المصرية.
فلما خرج منها ما تغيرت قناعاته ولا إيمانه الكبير بما يحمل في فكره وقلبه من حب لتلك الأرض التي لفظته وحملته أضعاف أضعاف ما يحمل من معاناة وما استكان.
ومثله مثل أي شخص له أسرة وأبناء وأحفاد صغار اشتاقوا إلى عناقه الحار وقبلاته الحنون على جباههم ¡ واشتاقت له مائدة الإفطار التي يجتمع عليها مع عائلته الصغيرة يجلسون بصمت يرفعون الأيدي إلى المولى يسألوه أن يتقبل منهم الصيام والقيام ¡ وفجأة ا وجود للأب الحنون بينهم .. أنهم يجلسون على نفس المائدة ومن بينهم غاب القلب العامر بالإيمان والحب والحنان غيب خلف أسوار من الظلم والقهر م رحموا شيبته ولا مرضه وما تركوا الأسرة تنعم بالدفء وهو بينهم
يتساءلون ترى يا أبي هل أخذت دوائك المقر بعد الإفطار
ترى يا أبي هل يؤثر الصيام على صحتك المعتلة
ترى يا أبي هل تجد من يمد إليك يده بكوب الماء والتمر لتفطر
تساؤلات وزفرات حارة يطلقها كل ذي قلب فقد حنان أبيه وحرم من مجرد مشاركته الإفطار ساعة أن يقول المؤذن الله أكبر الله أكبر.
وقد اصدر الأستاذ أبو الفتوح كتابه (رحلتي مع الإخوان المسلمين) عام 2003 والذي يحكي فيه عن جانب مهم في حياته ويحكي فترة جهاده الطويلة التي لم يحترمها زبانية أمن الدولة فاعتقلوه وما رحموا شيبته.
حيث تم اعتقاله مؤخرا بشهر أبريل الماضي في قضية اعتقال عضوي مجلس الشعب المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين وقد تقدمت أسرته بطلب للإفراج الصحي عنه نظرا لسوء حالته الصحية إلا أن طلبهم قوبل بالرفض غير المبرر .
وقد تم إخلاء سبيل الأستاذ أبو الفتوح عفيفي بعد دفعه كفالة تقدر بـ 2000 جنيه للنيابة التي أفرجت عنه ومن معه لمدة ثلاثة أيام ثم عاودوا اعتقاله من جديد .
فأين الإنسانية والرحمة في قلوب باتت لا تعرف معنى الخوف من الله الذي أوصى بالمعاملة الحسنة للكبار فانتهكوها وما احترموا ثمانين عاما من العطاء .. فلا يسعنا ألا أن نقول .. لك الله شيخنا الجليل.
Labels: شرفاء
0 التعليقات :
Subscribe to:
Post Comments (Atom)