خدمة ايجبت برس
شهدت جلسات المحاكمات العسكرية الأخيرة لقيادات الإخوان المسلمين تغيب بعض المعتقلين منهم، و هذه الظاهرة في تزايد مستمر حيث تخلف 9 معتقلين في آخر جلسة يوم السبت الماضي (27 أكتوبر 2007).
شهدت جلسات المحاكمات العسكرية الأخيرة لقيادات الإخوان المسلمين تغيب بعض المعتقلين منهم، و هذه الظاهرة في تزايد مستمر حيث تخلف 9 معتقلين في آخر جلسة يوم السبت الماضي (27 أكتوبر 2007).
و يرجع السبب في استمرار تغيب المعتقلين من الإخوان من حضور الجلسة إلى تدهور حالتهم الصحية –التي تتطلب في بعض الحالات إجراء عمليات-. و ذلك بسبب ظروف السجن شديدة السوء و الترحيل المستمر للمعتقلين من و إلى السجن بمزرعة طرة. ذلك بالإضافة إلى تعامل المعتقلين مع حكومة و أمن فقدوا آدميتهم منذ زمن بعيد.
تحدثت ايجبت برس مع بعض الأسر الذين لم يحضر ذويهم من المعتقلين آخر جلسات المحاكمة عسكريا للاطمئنان على حالتهم الصحية.
أمانى المرسى: السجون غير ملائمة للعيش
أماني، ابنة محمود مرسي، أحد قيادات الإخوان المحالين إلى المحاكمات العسكرية و الذي لم يحضر آخر جلسات المحاكمات العسكرية حتى الآن يوم السبت الماضي. تقول ابنته:
"المكان الذي يقيم به أبي و زملاؤه في السجن غير ملائم تماما للإقامة. فالزنزانة شديدة الضيق، بالإضافة إلى عربة الترحيلات التي تنقلهم كل بضع أيام من و إلى المحاكمات؛ كل ذلك تسبب في تدهور صحته و وجود ألم شديد في ظهره. ذلك الألم الذي دفعه إلى النوم معظم الوقت بداخل السجن حيث لا يستطيع الحراك من شدته."
و أضافت أن بعض المعتقلين - بما فيهم والدها- قد ذهبوا إلى المستشفى التابعة للسجن بعد تدهور حالتهم الصحية كثيرا."
و تتحدث ابنته البالغة من العمر 17 عاما عن دور المنظمات الحقوقية مما يحدث قائلة:
"هم يعيشون بعالم غريب تماما عن الذي نسكنه! لا يشعرون بمدى الظلم الواقع على المواطنين بمصر –أو بلاد العالم الثالث كما يسمونها- بصفة عامة، و على أهلنا بصفة خاصة."
مضيفة أنهم يطالبون بالدفاع عن حقوق الحيوان و الحفاظ على البيئة، و لكنهم لا يلقون بالا للقهر الذي يواجهه الإنسان هنا أو بفلسطين و العراق و الشيشان. فالإنسان الآن لم يعد له أي قيمة على الإطلاق و لا يوجد من يدافع عنه.
غير أنها لم تنكر وجود العديد من الحقوقيين ممن حاولوا مد يد المساعدة للإخوان المحالين للمحاكمات العسكرية بلا وجه حق، و لكنهم "قلة" بالنسبة للمنظمات الحقوقية بالعالم. مضيفة أنها لم تكن تتخيل يوما أنها سترى ظلما مثل الظلم الذي يواجهه أباها الآن.
الاء عز الدين: والدى يلاقى اهمال طبى شديد
كما تحدثت آلاء، ابنة الصحفي المحال للمحاكمات العسكرية "أحمد عز الدين" عن سبب تغيب والدها موضحة أنه أيضا كان يعاني من مشاكل صحية بظهره منذ تسعة أشهر، و نتيجة لإهمال السجن لحالة السجناء الصحية، بالإضافة إلى منعهم "أحمد عز الدين" من استكمال جلسات العلاج الطبيعي، تدهورت حالته مما اضطر السجن إلى إرساله هو زملاؤه للمستشفى.
كما تغيب الأستاذ حسن زلط، القيادي من مجموعة الأربعين المحالين للمحاكمة العسكرية لقيادات جماعة الإخوان المسلمين بسبب تأخر حالته الصحية الشديد، و الذي اضطر اللجنة الطبية لتقرير ضرورة قيامه بإجراء عملية قلب مفتوح على وجه السرعة.
و يقول نجله، عمر حسن زلط، في اتصال هاتفي مع ايجبت برس:
"لقد تم اعتقال أبي منذ البداية و هو على فراش المرض، فبسبب سوء الرعاية الصحية للمعتقلين بداخل السجون، تدهورت صحته بشدة حتى قررت اللجنة الطبية ضرورة إجراؤه لعملية قلب مفتوح في أسرع وقت للحفاظ على حياته."
مضيفا أن هذه ليست العملية الأولى التي يجريها والده، و هم الآن في انتظار قرار الأطباء لتحديد وقت مناسب لإجراء عملية القلب المفتوح حتى لا تشكل خطرا أكبر على حياته.
كما أضاف"عمر" أنهم قد قاموا بإرسال العديد من الرسائل و المطالبات لحقوق الإنسان، كما أرسل هو شخصيا عدة رسائل لرئيس الجمهورية المصري ووزير الداخلية، و لكن... لا حياة لمن تنادي بالطبع.
يقول "عمر" أنهم طالبوا المحكمة مرارا بأن يتم علاج والده على نفقتهم الخاصة، و ليس على نفقة السجن لحرص عائلته الشديد على صحته، و لكن طلبهم قوبل بالرفض بحجة أن المحكمة بحاجة إلى قرار من المجالس الطبية.
فكأنهم يأمرون بقتل أ. حسن زلط... و لكن بالتصوير البطيء!
زهراء الشاطر: المعتقلون يعانون من مشاكل صحية خطيرة
الزهراء خيرت الشاطر، زوجة المهندس أيمن عبد الغني، أحد المحالين للمحاكمات و الذي لم يحضر أيضا آخر الجلسات لسوء حالته الصحية، و هي أيضا ابنه المهندس خيرت الشاطر، النائب الثاني للمرشد العام لجماعة الإخوان و الذي يعاني من مشاكل صحية منذ فترة طويلة داخل معتقله بسجن طرة.
تقول الزهراء أن هناك العديد ممن هم أسوأ حالا من زوجها، ففي المعتقل يوجد مرضى السكر و الضغط و الذين هم أيضا أكبر سنا من زوجها. و قالت أيضا:
"لقد تدهورت الحالة الصحية للعديد من المعتقلين بسبب الأوضاع المعيشية و الصحية شديدة السوء لذلك السجن الذي يقيمون به. إلى جانب عربة الترحيلات التي تنقلهم بصفة مستمرة و هي شديدة السوء حيث يقع جميع الأخوة المعتقلين على بعضهم جراء أي توقف للعربة، إلى جانب ضيق حجمها للجميع معا.. كل ذلك و أيديهم مكبلة!"
و تحدثت عن حالة زوجها الصحية قائلة:
"يعاني زوجي من انزلاق غضروفي منذ فترة، و قد تسبب انزلاقه ووقوعه على الأرض في عودة آلام الظهر له مرة أخرى –خاصة و أنه بعد انزلاقه لم يتلقى أي اهتمام أو رعاية صحية من السجن-. كان من المنتظر أن يذهب إلى المستشفى في وقت سابق، و لكن ذلك لم يحدث."
مضيفة في النهاية أن ما أصاب زوجها هو أمر بسيط جدا مقارنة بحال الآخرين من المعتقلين بلا شك. و كمثال تذكرت أباها الذي يعاني من مرض السكر و قد تسببت أوضاع السجن الغير آدمية في حدوث العديد من المضاعفات له خلال العدة شهور السابقة، و لكن ذلك لم يحرك أي من المسئولين لمساعدته هو أو أي من المعتقلين الآخرين الذين في أمس الحاجة إلى رعاية.. و لو صحية فقط.
Labels: أوضاع صحية
0 التعليقات :
Subscribe to:
Post Comments (Atom)