التيارات السياسية المختلفة اجتمعت على شخصيته وإخلاصه وذكائه السياسي.. والنظام أجمع على ضرورة وضعه في السجن خوفا منه
خيرت الشاطر.. ضد نظام مبارك من خلف القضبان
تعرض لملاحقات حكومية وأمنية مستمرة ورغم عملية التضييق على نشاطه التجاري حقق المزيد من النجاح على المستوى الاقتصادي وأصبح من ضمن الشخصيات البارزة التي يتعامل معها السوق الأوربي والخارجي بمزيد من الإقبال .
ما يتردد على الألسنة الآن.. أن جمال مبارك يخشاه ومبارك الأب أيضا يخشاه على مصير أبنه منه! لذلك قرر أن يضعه خلف قضبان سجن أمام محكمة غير شرعية حبالها أطول من حبال غسيل مصر كلها، وغسيل مصر لو تعلمون مفيش أكثر منه، هم يخافون من هزيمة أخرى تشبه ما حدث في انتخابات 2005 لذلك كان لابد من التخلص ممن حفر لهم فخ هذا السقوط المهين، أردافهم وعقولهم تصاب برعشة غير لذيذة كلما شاهدوا جمهورا ينتمي لتيارات مختلفة وهو يجتمع على شخصية واحدة في حركة لا تحدث في مصر إلا كل فين وفين، فالأهلاوي في مصر لا يحب أي لاعب زملكاوي، وأي زملكاوي لا يحب لاعب أهلاوي هذه مسألة بالفطرة، اليساري المصري لا يحب الإخواني ولا يعترف بتميزه إن كان متميزا والعكس صحيح، في حالة خيرت الشاطر كانت هناك قاعدة جديدة يساريون يدافعون عن القيادي الإخواني وماركسيون يرفعون صوره ويطلقون مدونات تطالب بالإفراج عنه وقيادات فكرية مختلفة تعترف بقوة الرجل السياسية وحسن إدارته وتنظيمه، طوال هذا العام الذي يلفظ أنافسهالأخيرة في تلك الأيام كان خيرت الشاطر يتصدر الصورة السياسية، حتى قضيته التي يجلس في السجن على حسها تحمل أسم " قضية الشاطر ورفاقه" على الرغم من أن القائمة بها ثلاثون أسما من خيرة قيادات الإخوان وأهمهم ولكن الجمهور والإعلام اختاروا النائب الثاني لمرشد الإخوان لأن الميديا دائما تجري خلف البطل الحقيقي والمحرك الرئيسي للأمور فما بالك ونحن نتكلم عن المحرك الرئيسي لجماعة الإخوان المسلمين، هو نجم من نجوم هذا العام بلا شك وواحد من المؤثرين في أحداثه سواء كنت معه أو ضده لابد أن نعترف بذلك نجاح الشاطر السياسي وتحركاته داخل جماعة الإخوان أهلته للحصول على لقب صقر الإخوان الكامن الرجل الذي يعمل في الظل ويخطط ثم يظهر ليضرب ضربته ويعود مرة أخرى إلى حيث كان ربما تكون أزمة خيرت الشاطر الحقيقية مع الجمهور غير الإخواني هو موقفه من القضايا الجدلية التي تتعلق بالحريات وموقف الإخوان من الأقباط والمرأة، صحيح أن العديد من شباب الإخوان يحسبون الشاطر على الجيل الوسط المجدد في الجماعة مع العريان وأبو الفتوح ولكن من هم خارج الجماعة لم يحسموا موقفهم من هذا التصنيف في ظل قرب الشاطر من جيل المؤسسين داخل مكتب الإرشاد، وهو الأمر الذي أعاد الكثيرون النظر فيه في ظل الموقف المتخاذل لمكتب الإرشاد تجاه قضية الشاطر والذي ترجمته رسالة الزهراء خيرت الشاطر الغاضبة لموقع إخوان أون لين عن القيادة الإخوانية التي تسببت في اعتقال أبيه وتشويه صورته.
عموما نجاح الشاطر السياسي والتخطيطي سبقه نجاح اقتصادي لابد أن ترفع له القبعة لأنه حدث في ظل وجود رياح كلها تسير بعنف في اتجاه مضاد لمركب خيرت الشاطر، بداية تعال نتفق أولا أن المواطن المصري دائما ما تقوده فطرته وتسيطر عليه حكايات ما وراء الشمس وتفاصيل السجون السرية وزوار الفجر، وبسبب ذلك غالبا ما تجده خاضعا للسلطة، مرعوبا من أصحاب النفوذ وخائفا من أصحاب المال لأنه بما شاهده في مصر أن المال يمكنه أن يشتري السلطة والنفوذ معا في بيعه واحدة.
وتلك البيعة، تحديدا كانت الأشهر على مدار السنوات الأخيرة من حكم مبارك وظهور نجله جمال على الساحة السياسية وأصبحت الأمور تسير في أتجاه واحد... وأصبح مبارك الأبن مسئولا عن عقد قران عدد من الزيجات التي ارتبط فيها المال بالسطلة وسرعان ما أصبحت هذه الزيجات تتم في حفلات جماهيرية يتم الإعلان عنها في صفحات الجرائد وشاشات التليفزيون الحكومية بعدما كان المواطن المصري قد اعتاد أن يجدها من الأشياء السرية التي يتندر بها في جلساته.
في المقابل لم تحرم المؤسسة الرئاسية نفسها من تدمير عدد كبير من رجال الأعمال المنافسين سياسيا قبل أن يكونوا منافسين على المستوى الاقتصادي حتى لو كان في تدميرهم خسارة للاقتصاد القومي ففي الوقت الذي ترعى الحكومة بمؤسساتها النشاط التجاري لرجال مثل أحمد عز وزهير جرانة ورشيد محمد رشيد وغيرهم مؤكدة أنها تساهم في رفع مستوى الآداء الاقتصادي في مصر تجد نفس الحكومة – أي والله نفس الحكومة – تحشد كل طاقتها لتدمير رجال أعمال ينتمون لتنظيم الإخوان المسلمين الخصم العنيد للرئيس مبارك وتجد السجون قد أمتلأت برجال مثل خيرت الشاطر بل تتخذ الحكومة إجراءات بالتحفظ على أموالهم ومحاكمتهم عسكريا بتهم لا يملك ضابط في الداخلية ربع دليل على أنها صحيحية دون أن تراعي توسلات العمال الغلابة الذين خربت بيوتهم بسبب هذه القرارات ودون أن تراعي الخسارة الاقتصادية التي تعود على البلد بسبب توقف أنشطة أكثر من 15 رجل أعمال تملأ استثماراتهم شمال مصر وجنوبها.
الغريب أن رجال الأعمال الذين تدعي الدولة أنها تساعدهم من أجل تنمية الاقتصاد الوطني تدور حولهم دوائر من الشبهات والاتهامات بالسرقة والنهب والتربح غير المشروع واستخدام المناصب السياسية لخدمة مشاريعهم الخاصة بينما لم نسمع في يوم من الأيام إشاعة واحدة سيئة عن رجل اقتصادي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين مثل خيرت الشاطر وأن حدث وسمعنا ذلك فتكون مجرد تهمة من تهم الإعلام الحكومي سرعان ما تسقطها المحاكم خاصة لو كانت محاكم مستقلة وعادلة.
والأغرب أن رجلا مثل خيرت الشاطر وبرغم ما يتعرض له من ملاحقات حكومية وأمنية ورغم عملية التضييق الحكومي التي يتعرض لها نشاطه التجاري حقق المزيد من النجاح على المستوى الاقتصادي حتى أصبح من ضمن الشخصيات الاقتصادية البارزة التي يتعامل معها السوق الأوربي والخارجي بمزيد من الإقبال ومزيد من الثقة التي يفقدها إذا قرر وتعامل مع الحكومة المصرية نفسها ربما يكون خيرت الشاطر رجل الأعمال القوى داخل جماعة الإخوان المسلمين ونائب المرشد الثاني والذي تم التحفظ على أمواله وغلق شركاته هو النموذج الأشهر ورجل الأعمال الإخواني الذي تلاحقه الدولة منذ بدأ نشاطه التجاري ورغم ذلك هو مستمر في تحقيق المزيد من المكاسب على الرغم من أن أي اتهام من الاتهامات التي توجها له الحكومة منذ عام 1992 كفيل بأن يسقط أي تاجر بالضربة القاضية التي لا يقوم بعدها أبدا لأن السوق بالنسبة لمن يعملون به سمعة والسمعة في السوق مثل عود الكبريت إذا احترق ليس من السهل أن يشتعل مرة أخرى خيرت الشاطر الذي مضى على وجوده في المعتقل الآن عام كامل يحاكم فيه أمام محكمة عسكرية مولود في الدقهلية عام 1950 ومتزوج وله عشرة أولاد وثمانية أحفاد وحاصل على بكالوريوس هندسة الإسكندرية بالإضافة إلى عدة شهادات أخرى مثل ماجستير الهندسة – جامعة المنصورة، وليسانس الآداب جامعة عين شمس - قسم اجتماع ، ودبلوم الدراسات الإسلامية معهد الدراسات الإسلامية و دبلوم المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية – كلية الأقتصاد والعلوم السياسية – جامعة القاهرة، و دبلوم إدارة الأعمال – جامعة عين شمس، ودبلوم التسويق الدولي – جامعة حلون.
وهو طالب إعدادي هندسة الذي قاد انتفاضة الطلبة في 1968 وأقام معسكرا داخل كليته التي حاصرتها قوات الأمن وحبس الطلاب وسيطر على انفعالات أصدقائه رغم أنه كان الأصغر سنا وانتهى الحصار بذهاب خيرت إلى معتقل الحضرة وتصدر الدولة قرارا خاصا بتجنيد خيرت رغم أنه لم يبلغ السن القانونية لدخول الجيش ويعود في 1972 ليقود الطلاب مرة أخرى في حركة طلابية جديدة عام 1973 ويلقبه زملاؤه بالزعيم.
"كان خيرت الشاطر طالبا مجتهدا وصاحب سمعة طيبة بين زملائه كان هاديء الصوت لا ينفعل كان نموذجا للإبن المصري الذي نتمناه في بيوتنا" هذا ما قاله عنه الكاتب الشيوعي حسني عبد الرحيم.. يحصل خيرت على تقدير امتياز في كهرباء الاتصال ويتم اضطهاده بسبب نضاله السياسي، وكما يغلقون شركاته الآن بسبب نضاله السياسي قاموا من قبل برفض تعيينه في الجامعة بسبب قيادته الحركة الطلابية فيعود الشاطر إلى المنصورة ويتم تعينه بجامعة المنصورة التي كانت جديدة وفي حاجة للأساتذة والمعيدين، وظل بالجامعة حتى أصبح مدرسا مساعدا بكلية الهندسة، حتى عام 1981 حينما أصدر السادات قرارا بنقله خارج الجامعة ضمن قرارات سبتمبر 1981 سافر بعدها خيرت الشاطر إلى دول الخليج ثم ذهب إلى لندن للحصول على الدكتوراه وبدأ نشاطه التجاري من هناك فقد ورث خيرت الشاطر عن والده تجارة وأرضا زراعية وكان والده من التجار المشهورين في الدقهلية.
ثم عاد من السفر وأسس شركة سلسبيل والتي كانت من أول وأكبر شركات الحاسب الآلي في مصر بالإضافة إلى عدة مشروعات أخرى مثل تنظيم وإدارة المعارض الكبرى وتمليك المشروعات الصغيرة بالتقسيط وإنشاء سلاسل من محلات تجارية في مجالات مختلفة بالإضافة إلى تأسيس شركة لتصدير الخامات للخارج والعمل في المجال الزراعي والحيواني، ونظرا للنجاحات التي بدأ يحققها خيرت الشاطر تم اختياره عضوا في مجلس إدارة المصرف الإسلامي ومجلس إدارة بنك المهندس والعديد من الشركات المساهمة الأخرى.
في الوقت الذي بدأ فيه مشروع سلسبيل يتطور وبدأ خيرت الشاطر في استيراد التجهيزات اللازمة لصناعة الحاسب الآلي في مصر وبعد أن وصلت المعدات إلى ميناء الإسكندرية تم القبض عليه وتقديمه للمحاكمة ومصادرة كل الأجهزة وإغلاق الشركة وبعد 11 شهرا تم تبرأته ولكن ظلت الشركة مغلقة ولم يحصل على أمواله حتى الآن.
ولك أن تتخيل أننا كنا في ذلك الوقت عام 1992 نملك إمكانية وجود شركة مصرية تصنع الحاسب الآلي في القاهرة .. لك أن تتخيل كم الخسارة التي خسرتها مصر والفرصة التي أهدرها الجهاز الأمني في أن تكون مصر دولة رائدة بجد في ذلك المجال على مستوى منطقة الشرق الأوسط، ولكن تقول لمين؟
وحتى تعرف الفرق بين رجل الأعمال الذي تزوج الحكومة ورجل الأعمال الذي تضطهده الحكومة راجع التواريخ وستجد أنه لا تمر سنة على أي رجل أعمال مقرب من الدولة إلا وإذا حصل على مكسب من الهواء أو منصب سياسي غير مبرر بينما لم تكن تمر سنوات على خيرت الشاطر إلا وكانت الدولة تستضيفه في سجونها وتغلق له شركاته وتصادر أمواله.
عام 1995 شهد اعتقالا لخيرت الشاطر حكم عليه بخمس سنوات خرج منها ليستأنف نشاطه الاقتصادي في مجال الأدوية وتصدير المنسوجات للخارج وأسس في ذلك الوقت شركات مثل حياة للأدوية والأنوار للأدوات الكهربائية ومالك ورواج وغيرها.
وفي العام الماضي حدث نفس السيناريو بالضبط في الوقت الذي كان فيه خيرت الشاطر يقوم بشراء أرض في 6 أكتوبر من إنشاء مصنع اثاث على الطراز التركي قامت الدولة بالقبض عليه ومصادرة أمواله... هل تعرف مقدار الأموال المديونة بها الدولة لخيرت الشاطر منذ عام 1992 وحتى الآن؟ أعتقد أنها كثيرة جدا وفي الوقت الذي كانت مشروعات الشاطر الاقتصادية تحمل الصفة التموية "حاسب آلي ، أدوية وغيرها، أي مشروعات تفيد البلد وتوفر مساحة من العمالة لصناعة جديدة ومهمة وحيوية مصر في حاجة إليها كانت أموال رجال أعمال الحكومة كلها تأتي على حساب البلد وشعبها إما بصفقات مشبوهة أو أرض مسروقة أو عن طريق التلاعب بالبورصة أو الاحتكار أو سياسة إغراق السوق وبينما كان خيرت الشاطر ينشر مشروعات التجارة في الشمال والجنوب الذي لا تهتم به الحكومة وفتح المزيد من بيوت العاملين، كانت الحكومة تغلق الكثير من المصانع والشركات داخل مصر، وفي مقارنة سابقة عقدناها بين الشاطر وأحمد عز وجدنا التالي "أن الحكومة لم تقل لنا في يوم ما أن خيرت الشاطر مديون لها أو متهرب من دفع الضرائب بينما نسمع كل يوم ومن تحت قبة البرلمان أن أحمد عز مديون للدولة المصري بحوالي 500 مليون جنيه وقد جاء هذا في استجواب قدمه النائب حمدي حسن في العام الماضي جاء فيه أن أحمد عز لم يدفع للدولة حق استغلاله لرصيف التعدين بميناء الدخيلة، فلماذا تتغاضى الدولة عن حقها الذي يسرقه أحمد عز بينما تقوم بسرقة ومصادرة أموال رجال أعمال شرفاء عقابا لهم على أنتمائهم الفكري.
وإذا كنا لم نسمع أيا من الصحف المحترمة توجه أي اتهام بالسرقة أو بالتلاعب لرجل الأعمال خيرت الشاطر فإننا نسمع ونرى ونقرأ أن هناك مئات الإستجوابات التي يرفض مجلس الشعب التعامل معها بجدية أرضاء لأحمد عز أشهرها استجواب النائب طلعت السادات المقدم العام الماضي عن ثروة عز الظاهرة فقط والتي قدرت بحوالي 40 مليار وحصوله على 15 فدان في أراضي خليج السويس والتلاعب في البورصة.
ولم تكتفي الدولة بتعطيل الاستجواب بل ساعدت عز في الانتقام من طلعت السادات الذي يقضي فترة سجنه الآن المقارنه مازالت مستمرة وفيها التالي .. الرئيس مبارك يذهب بكل سعادة ويبتسم للمصورين وهو يفتح مشروعات أحمد عز التي يقيمها بفلوس الغلابة من المواطنين بينما يرسل الرئيس مبارك رجال جهازه الأمني إلى خيرت الشاطر كلما أراد أن يفتح مشروعا جديدا حيث يقومون بوضع يد خيرت الشاطر في الكلابشات وإغلاق مصنعه ومصادرة أمواله حدث ذلك مع سلسبيل وحدث أيضا مع مصنع الأثاث .
مازلنا مع الفروق فتابعونا : أحمد عز العقل المخطط للحزب وقائد الانتخابات الأخيرة هزم بالضربة القاضية أمام خيرت الشاطر العقل الدمبر للإخوان حينما نجح الإخوان في اكتساح الانتخاباتوالحصول على 88 مقعدا ولولا تدخل الأمن وتحول المستقلين لكانت هزيمة عز مميتة وهذا يعني أن خيرت – الرجل صاحب التاريخ النضالي – قادر على هزيمة عز سياسيا في أي مواجهة وهي بالفعل المواجهة التي طلب المهندس خيرت الشاطر من أبنائه وهو خلف القضبان أثناء محاكمته أن يعلنوا تحديه لأي مسئول حكومي من أول رئيس الجمهورية وحتى أصغر وزير في مناظرة على الهواء مباشرة قانونيا واقتصاديا وسياسيا وتعهد بهزيمتهم وفضحهم لو تجرأوا ووافقوا على ذلك.
الشاطر الذي رأى في اعتقاله فرصة لفضح النظام والتشهير به يقود الجماعة من داخل سجنه والكثير من القرارات لا يتم الموافقة عليها إلا بعد زيارة خاطفة للنائب الثاني الذي ظل الجميع ينظر له منذ عدة سنوات على أنه مجرد ممول للجماعة لا أكثر، حتى فوجيء بتخطيط محكم منح الأخوان 88 مقعدا في مجلس الشعب وأصاب الحزب الوطني في مقتل بضربة ظل يترنح بسببها كثيرا ولكنه لم يسقط لأن المستقلين والداخلية وقتها قاموا بالواجب.
النائب الثاني للمرشد العام للإخوان لا يؤمن بمسألة الأجيال فهو دائما ما يقول "إحنا لا يوجد لدينا ما يسمى بالحرس القديم والحرس الجديد ولكن الطبيعي أن يكون لدينا تنوع في الأفكار والآراء" ولم يبدو عليه يوما أن كان متحمسا لمسألة الحزب هذه وربما يبرر هذا سر تخبط الإخوان في مسألة الحزب في ظل وجود الرجل بالسجن وهي الأخطاء التي ما كانت تحدث في العامين الماضين الذي ظهر فيهما الشاطر على السطح فهو يرى أن الأصل أن تبقى الجماعة كجماعة وتكون حزبا إذا سمحت الظروف بذلك كما أنه لا يوافق على حل الجماعة في أي وقت ولكنه أعلن موافقته على وجود الجماعة وأن تقوم هي بإنشاء حزب كواجهة لها زي النموذج الأردني.
الشاطر المعروف عنه حسن تقديره للإمور خانه ذكاؤه أو ربما حظه حينما صرح في بداية عام 2005 لقناة الجزيرة قائلا "لا أعتقد أن أي إنسان عاقل في النظام أو في غير النظام يشير أو يمضي في اتجاه تصعيد أو مزيد من الاحتقان، نحن الآن ننتظر مزيدا من الانفراج وليس مزيدا من الاحتقان".
ربما يكون ذكاء خيرت الشاطر بكل خير ولكن ربما يكون تقديره بوجود شخص عاقل داخل النظام شيئا مبالغا فيه لأن الشاطر نفسه كان أول الأشخاص الذين بطشت بهم الحكومة، وتحول الانفراج الذي كان ينتظره نائب المرشد الثاني إلى احتقان فوق احتقان ولم تعد تسمح الدولة حتى بمظاهرة تهتف بشويش في وسط البلد.
المحكمة العسكرية التي نعيش مع أحداث جلساتها التي تعدت الأربعين لم تفلح في القضاء على خيرت الشاطر أو إبعاده عن الساحة كما كان النظام يتوقع، بالعكس نجح الشاطر في أن يحصل على مساحة جماهيرية أكثر كسبها بالتعاطف الشديد من قبل رجل الشارع العادي، وبحالة الترويج الإعلامي الذي قام به شباب الجماعة لقضية الشاطر في الخارج، كما أن الشاطر نفسه لم يفوت فرصة حضور كاميرات من مختلف الدولة لتغطية أحداث الجلسات الأولى وألقى عدة كلمات خطابية ظلت لفترة طويلة تحصل على لقب الأعلى مشاهدة على المواقع الإلكترونية والأكثر انتشارا في العناوين الرئيسية للصحف.
خيرت الشاطر لم يعد مجرد نائب ثان للمرشد بل أصبح هو بعد أحداث هذه السنة المرشد الفعلي للجماعة هكذا يراه الناس مثلما يرون فيه رجلا نجح في تحدي نظام مبارك وهزيمته في معركة برلمان 2005 ومثلما يرون فيه أيضا وجها جديدا قادرا على إعادة تقديم جماعة الإخوان للسوق السياسي مرة أخرى لأنه تاجر شاطر.
Labels: مشاركات