ها هو عام 2007 يمضي بالفرحة القليلة وأحزانه الكثيرة فمعاناة المصريين لتحقيق الحد الأدنى من مقومات الحياة تتضاعف عاما آخر!
ففي كل عام تحقق حكومات مبارك المزيد من الإنجازات وكلما زادت الإنجازات زادت معاناة الناس أكثر فأكثر فكم من الأعوام مرت تحت حكم عائلة مبارك وكم بقى من عمر هذا النظام؟! وفي هذا العام المنصرم ذاق المصريون الذل من أجل رغيف الخبز وشربة الماء! وفي خلال سعيهم وراء الرزق غرق من غرق في وحل الفساد، وفي عرض البحر، وتحول شباب في عمر الزهور إلى طعام للأسماك!
المصريون لم يعرفوا – عبر تاريخهم الطويل- الخروج من وطنهم الأم لكن بعد انقلاب 1952 بدأت الهجرة بعيدا عن أرض الأجداد، ففي الخمسينات والستينات ثمة هجرات محدودة نحو بلاد الغرب المتقدم من أجل العلم والدراسة والنجاح، وفي السبعينات والثمانينات كثر السفر إلى بلاد البترول من أجل تحقيق الآمال والثراء، ثم وصل بنا الحال إلى أن يلقي شبابنا بأنفسهم في مغامرات مميتة هربا من الحياة في هذا البلد الظالم حكامه.
فثمة سياسات حكومية فاشلة وفاسدة تدفع بالمصريين نحو الموت! وهام هم يقدمون حياتهم قربانا من أجل بقاء فرعون فوق سدة الحكم، وعلى جثث من يسحقون كل يوم من أجل لقمة العيش، ومن يقتلون في أقسام الشرطة والمعتقلات، ومن يلقون حتفهم في مستشفيات حكومية بلا علاج، ومن يذبحون فوق أسفلت طرق غير مطابقة للمواصفات ومن يغرقون في عرض البحر الأبيض والأحمر.
وتكررت في هذا العام أيضا المهازل العسكرية، بتحويل مدنيين لم يقترفوا أي جرائم – فقد برأتهم المحاكم الجنائية – إلى المحاكم العسكرية لا تتوافر فيها إي ضمانات ولا تحقق أي من مبادئ مواثيق حقوق الإنسان الدولية التي وقعت عليها مصر ولم تلتزم بها!
وها هو عام أخر يمر على سجن أيمن نور بسبب ما حصده من أصوات في انتخابات رئاسة الجمهورية، ومازالت الأحكام القضائية الموجه تتوالى بسجن المعارضين والصحفيين.
وفي هذا العام تم تزوير الاستفتاء على التشويهات الدستورية التي تسلب الشعب حقوقه، إلا أن الأصوات المطالبة بالإصلاح لم تتوقف قط وإرهاصات الثورة الشعبية تتوالى كل يوم وأخر، فمئات المظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات والمسيرات والإضرابات انفجرت في طول البلاد وعرضها ولعل السؤال المطروح علينا في نهاية العام هو ما الخطوات التي يجب على المصريين ونخبتهم أن يتبعوها لكي لا تستمر معاناتهم عاما أخر وأعواما أخرى.
Labels: مشاركات
0 التعليقات :
الوجه الثاني
