في رحاب المحنة
لقد أتاحت لنا هذه المحنة فتراتٍ طويلةً للتأمّل في جوٍّ إيمانيٍّ عميقٍ، وعاطفة أخوية صادقة، وحبٍّ في الله جميل، ونقاء وصفاء لا تلوِّثه فتن المعاصي ولا مكدرات الحياة، لقد أتاح لنا الظالمون هذه الفرصة داخل سجونهم وقيودهم وأغلالهم، ولا يدرون أن هذه السجون والقيود والأغلال تعمل عملها في القلوب والعقول والنفوس المؤمنة؛ فما كان الله ليُدخِل نبيه يوسف عليه السلام السجنَ ظلمًا من الطغاة إلا تربيةً له وتزكيةً لنفسه ونضجًا لفكره، وما سُجن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم أجمعين في شعب أبي طالب إلا صقلاً ونضجًا للفئة المؤمنة لتحمُّل أعباء جهاد طويل، فتحقق على أيديهم فتح مكة والتمكين للإسلام وإقامة دولته الفتية، وبناء حضارته العظيمة التي لم يعرف التاريخ لها مثيلاً.. ﴿وَكُلاً نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120)﴾ (هود).
وإن ما نعيشه الآن هي أيام محنة حقيقية.. أيام هي قمة الجد؛ فقد أضاع بعض حكامنا العباد والبلاد، وسلموها خالصةً للأعداء؛ خضوعًا وذلاًّ ومهانةً لم يعرف التاريخ لها مثيلاً منذ بن العلقمي:
لمثل هذا يذوب القلب من كمد إن كان في القلب إسلام وإيمان
الثبات على الطريق
إن أحداث زماننا هذا، بكل ما فيها من فتن، لا ينبغي أن تذهلنا عن الطريق؛ فهذا الطريق فريضة نعضُّ عليها بالنواجذ؛ لأنه طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن اقتفى أثره من دعاة الإصلاح إلى يوم الساعة.. ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ (108)﴾ (يوسف).
الإمام الشهيد حسن البنا وجماعة الإخوان المسلمين
ولقد كان الأستاذ البنا عليه رحمة الله منارةً أضاء الله عز وجل بها للناس سبيلهم من جديد؛ فظهرت معالمه حقًّا وعدلاً وحريةً، بعد أن كادت معالمه لتذهب في ظلمات الجهل والظلم والحقد..
فإذا أحب الله باطن عبده ظهرت عليه مواهب الفتاح
وإذا صَفَتْ لله نية مصلح مال العباد عليه بالأرواح
ولقد ربَّى الأستاذ البنا عليه رحمة الله جيلاً كاملاً من الرجال والنساء على منهاج النبوة الكريم؛ فمنهم من لقي الله شهيدًا، ومنهم من قضى العمر في سجون الطغاة صابرًا راضيًا محتسبًا؛ فلم يستبدَّ بهم العنت، ولم تضعفهم قيود الأغلال، وظلت شعلة الإيمان في قلوبهم تحفظهم بفضل الله وعنايته؛ فلم يرضخوا لطغيان مهما تجبَّر وتكبَّر؛ حتى لمن أراد الله عز وجلَّ لهم الخروج من ظلمات السجون خرجوا إلى ميدان الدعوة أنضج فكرًا وأصلب عودًا وأكثر بذلاً؛ ليكونوا بثباتهم علاماتٍ مضيئةً على هذا الطريق.
لا شيء غير الموت يُحيي أرضنا وشهادة عندي بألف صلاة
يا رب فلتقبل شهيدًا يرتجي منك الشهادة عند كل صلاة
﴿مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (23) لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (24)﴾ (الأحزاب).
منهاج الأستاذ البنا عليه رحمة الله
وما زال منهاج الأستاذ البنا عليه رحمة الله في رسائله وواقعه العملي إشعاعًا ينير لنا كما أنار لمن سبقونا طريق الدعوة؛ فما غيَّر أحدٌ منهم، ولا بدَّل، ولا ينبغي لأحد أن يبدِّل أو يغيِّر؛ لأنه منهاج وسبيل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
"إن تكوين الأمم، وتربية الشعوب، وتحقيق الآمال، ومناصرة المبادئ.. تحتاج من الأمة التي تحاول هذا أو من الفئة التي تدعو إليه على الأقل إلى قوة نفسية عظيمة تتمثل في عدة أمور:
- إرادة قوية لا يتطرق إليها ضعف.
2- وفاء ثابت لا يعدو عليه تلوُّن ولا غدر.
3- تضحية عزيزة لا يحُول دونها طمع ولا بخل.
4- معرفة بالمبدأ والإيمان به وتقدير له، يعصم من الخطأ فيه، والانحراف عنه، والمساومة عليه، والخديعة بغيره.
على هذه الأركان الأولية التي هي من خصوص النفوس وحدها، وعلى هذه القوة الروحية الهائلة تُبنَى المبادئ، وتتربَّى الأمم الناهضة، وتتكون الشعوب الفتية، وتتجدَّد الحياة فيمن حرموا الحياة زمنًا طويلاً (رسالة: إلى شيء ندعو الناس، أ. حسن البنا).
عمل دؤوب
ولقد ظل البنا عليه رحمة الله في حياته وإخوانه من بعده يعملون في ميادين الفرد والبيت ويتفاعلون مع مجتمعاتهم بأنشطتهم، مساهمين في نهضة بلدهم اجتماعيًّا واقتصاديًّا وثقافيًّا وسياسيًّا ومهنيًّا، كما أنهم ساروا على نهج النبوة المباركة؛ تفاعلاً مع محيطه العربي والإسلامي بل والعالمي؛ نشرًا للفكر الإسلامي الصحيح.
ولست أدري سوى الإسلام لي وطنًا الشام فيه ووادي النيل سّيان
وكلما ذكر اسم الله في بلد عددت أرجاءه من لبِّ أوطاني
النهضة الموفقة تُبنَى على ما ترك قادتها
أخي الحبيب.. إن الأستاذ البنا رحمه الله بقيادته التاريخية أعطانا حقَّ تحسين المنهج، ولكن بضوابط وضَعَها ووضَّحَها عليه رحمة الله.
رأيت القائمين بكل نهضة موفقة نجحت وأثمرت كان لهم:
1- منهاج محدد عليه يعملون.
2- وهدف محدد إليه يقصدون
3- وضعه الداعون إلى النهوض، وعملوا على تحقيقه "وعمل دؤوب لتحقيق هذا الهدف".
4- خلفهم من قومهم غيرهم.
5- يعملون على منهاجهم.
6- ويبدأون من حيث انتهى أولئك.
7- لا يقطعون ما وصلوا، ولا يهدمون ما بنَوا، ولا ينقضون ما أسسوا وشادوا ولا يخربون ما عمَّروا.
8- فإما زادوا عمل أسلافهم تحسينًا.
9- أو مكنوا نتائجه تمكينًا.
10- فزادوا البناء طبقةً، وساروا بالأمة شوطًا إلى الغاية.
(رسالة: هل نحن قوم عمليون، أ. حسن البنا عليه رحمة الله)
مبشرات
أخي الحبيب.. بلا أدنى شكٍّ سيظل العمل والتضحيات والثبات هو الثمن الذي سيُدفع حتى ينهار الباطل فيظهر الحق ثابتًا نبراسًا، يلتف حوله الكون كله، وإن لمن علامات البشريات في عالمنا العربي والإسلامي أن أصبح الحل الإسلامي هو البديل القوي والوحيد لتلك الأنظمة القائمة، وهذا يفسر تلك الهجمات الشرسة التي تتعرض لها الأمة لها الآن، كما يؤكد صحة منهاج الأستاذ البنا عليه رحمة الله.
يا دولة البغي الطـويل تمهَّلي فالأرض تحيا بعد طول مراتِ
هذي بلاد لا تسالم باغيا ولكم أفاق الناس بعد سباتِ
كم حطمت هذي الشعوب قيودها كم فجّرت رحمها من الثورات!
وفي الختام
أخي الحبيب.. فلنحرص على هذا المنهج القويم؛ منهاج الأستاذ حسن البنا رحمة الله، ونعضُّ عليه بالنواجذ، ونبني عليه، ونحسِّن فيه، بلا تبديل ولا تغيير؛ فإنه منهاج رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي اختاره الله عز وجل لأمته إلى قيام الساعة واعدًا إياهم بثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة. ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ (55) وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (56)﴾ (النور).
وإلى لقاء قريب..
لقد أتاحت لنا هذه المحنة فتراتٍ طويلةً للتأمّل في جوٍّ إيمانيٍّ عميقٍ، وعاطفة أخوية صادقة، وحبٍّ في الله جميل، ونقاء وصفاء لا تلوِّثه فتن المعاصي ولا مكدرات الحياة، لقد أتاح لنا الظالمون هذه الفرصة داخل سجونهم وقيودهم وأغلالهم، ولا يدرون أن هذه السجون والقيود والأغلال تعمل عملها في القلوب والعقول والنفوس المؤمنة؛ فما كان الله ليُدخِل نبيه يوسف عليه السلام السجنَ ظلمًا من الطغاة إلا تربيةً له وتزكيةً لنفسه ونضجًا لفكره، وما سُجن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم أجمعين في شعب أبي طالب إلا صقلاً ونضجًا للفئة المؤمنة لتحمُّل أعباء جهاد طويل، فتحقق على أيديهم فتح مكة والتمكين للإسلام وإقامة دولته الفتية، وبناء حضارته العظيمة التي لم يعرف التاريخ لها مثيلاً.. ﴿وَكُلاً نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120)﴾ (هود).
وإن ما نعيشه الآن هي أيام محنة حقيقية.. أيام هي قمة الجد؛ فقد أضاع بعض حكامنا العباد والبلاد، وسلموها خالصةً للأعداء؛ خضوعًا وذلاًّ ومهانةً لم يعرف التاريخ لها مثيلاً منذ بن العلقمي:
لمثل هذا يذوب القلب من كمد إن كان في القلب إسلام وإيمان
الثبات على الطريق
إن أحداث زماننا هذا، بكل ما فيها من فتن، لا ينبغي أن تذهلنا عن الطريق؛ فهذا الطريق فريضة نعضُّ عليها بالنواجذ؛ لأنه طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن اقتفى أثره من دعاة الإصلاح إلى يوم الساعة.. ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ (108)﴾ (يوسف).
الإمام الشهيد حسن البنا وجماعة الإخوان المسلمين
ولقد كان الأستاذ البنا عليه رحمة الله منارةً أضاء الله عز وجل بها للناس سبيلهم من جديد؛ فظهرت معالمه حقًّا وعدلاً وحريةً، بعد أن كادت معالمه لتذهب في ظلمات الجهل والظلم والحقد..
فإذا أحب الله باطن عبده ظهرت عليه مواهب الفتاح
وإذا صَفَتْ لله نية مصلح مال العباد عليه بالأرواح
ولقد ربَّى الأستاذ البنا عليه رحمة الله جيلاً كاملاً من الرجال والنساء على منهاج النبوة الكريم؛ فمنهم من لقي الله شهيدًا، ومنهم من قضى العمر في سجون الطغاة صابرًا راضيًا محتسبًا؛ فلم يستبدَّ بهم العنت، ولم تضعفهم قيود الأغلال، وظلت شعلة الإيمان في قلوبهم تحفظهم بفضل الله وعنايته؛ فلم يرضخوا لطغيان مهما تجبَّر وتكبَّر؛ حتى لمن أراد الله عز وجلَّ لهم الخروج من ظلمات السجون خرجوا إلى ميدان الدعوة أنضج فكرًا وأصلب عودًا وأكثر بذلاً؛ ليكونوا بثباتهم علاماتٍ مضيئةً على هذا الطريق.
لا شيء غير الموت يُحيي أرضنا وشهادة عندي بألف صلاة
يا رب فلتقبل شهيدًا يرتجي منك الشهادة عند كل صلاة
﴿مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (23) لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (24)﴾ (الأحزاب).
منهاج الأستاذ البنا عليه رحمة الله
وما زال منهاج الأستاذ البنا عليه رحمة الله في رسائله وواقعه العملي إشعاعًا ينير لنا كما أنار لمن سبقونا طريق الدعوة؛ فما غيَّر أحدٌ منهم، ولا بدَّل، ولا ينبغي لأحد أن يبدِّل أو يغيِّر؛ لأنه منهاج وسبيل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
"إن تكوين الأمم، وتربية الشعوب، وتحقيق الآمال، ومناصرة المبادئ.. تحتاج من الأمة التي تحاول هذا أو من الفئة التي تدعو إليه على الأقل إلى قوة نفسية عظيمة تتمثل في عدة أمور:
- إرادة قوية لا يتطرق إليها ضعف.
2- وفاء ثابت لا يعدو عليه تلوُّن ولا غدر.
3- تضحية عزيزة لا يحُول دونها طمع ولا بخل.
4- معرفة بالمبدأ والإيمان به وتقدير له، يعصم من الخطأ فيه، والانحراف عنه، والمساومة عليه، والخديعة بغيره.
على هذه الأركان الأولية التي هي من خصوص النفوس وحدها، وعلى هذه القوة الروحية الهائلة تُبنَى المبادئ، وتتربَّى الأمم الناهضة، وتتكون الشعوب الفتية، وتتجدَّد الحياة فيمن حرموا الحياة زمنًا طويلاً (رسالة: إلى شيء ندعو الناس، أ. حسن البنا).
عمل دؤوب
ولقد ظل البنا عليه رحمة الله في حياته وإخوانه من بعده يعملون في ميادين الفرد والبيت ويتفاعلون مع مجتمعاتهم بأنشطتهم، مساهمين في نهضة بلدهم اجتماعيًّا واقتصاديًّا وثقافيًّا وسياسيًّا ومهنيًّا، كما أنهم ساروا على نهج النبوة المباركة؛ تفاعلاً مع محيطه العربي والإسلامي بل والعالمي؛ نشرًا للفكر الإسلامي الصحيح.
ولست أدري سوى الإسلام لي وطنًا الشام فيه ووادي النيل سّيان
وكلما ذكر اسم الله في بلد عددت أرجاءه من لبِّ أوطاني
النهضة الموفقة تُبنَى على ما ترك قادتها
أخي الحبيب.. إن الأستاذ البنا رحمه الله بقيادته التاريخية أعطانا حقَّ تحسين المنهج، ولكن بضوابط وضَعَها ووضَّحَها عليه رحمة الله.
رأيت القائمين بكل نهضة موفقة نجحت وأثمرت كان لهم:
1- منهاج محدد عليه يعملون.
2- وهدف محدد إليه يقصدون
3- وضعه الداعون إلى النهوض، وعملوا على تحقيقه "وعمل دؤوب لتحقيق هذا الهدف".
4- خلفهم من قومهم غيرهم.
5- يعملون على منهاجهم.
6- ويبدأون من حيث انتهى أولئك.
7- لا يقطعون ما وصلوا، ولا يهدمون ما بنَوا، ولا ينقضون ما أسسوا وشادوا ولا يخربون ما عمَّروا.
8- فإما زادوا عمل أسلافهم تحسينًا.
9- أو مكنوا نتائجه تمكينًا.
10- فزادوا البناء طبقةً، وساروا بالأمة شوطًا إلى الغاية.
(رسالة: هل نحن قوم عمليون، أ. حسن البنا عليه رحمة الله)
مبشرات
أخي الحبيب.. بلا أدنى شكٍّ سيظل العمل والتضحيات والثبات هو الثمن الذي سيُدفع حتى ينهار الباطل فيظهر الحق ثابتًا نبراسًا، يلتف حوله الكون كله، وإن لمن علامات البشريات في عالمنا العربي والإسلامي أن أصبح الحل الإسلامي هو البديل القوي والوحيد لتلك الأنظمة القائمة، وهذا يفسر تلك الهجمات الشرسة التي تتعرض لها الأمة لها الآن، كما يؤكد صحة منهاج الأستاذ البنا عليه رحمة الله.
يا دولة البغي الطـويل تمهَّلي فالأرض تحيا بعد طول مراتِ
هذي بلاد لا تسالم باغيا ولكم أفاق الناس بعد سباتِ
كم حطمت هذي الشعوب قيودها كم فجّرت رحمها من الثورات!
وفي الختام
أخي الحبيب.. فلنحرص على هذا المنهج القويم؛ منهاج الأستاذ حسن البنا رحمة الله، ونعضُّ عليه بالنواجذ، ونبني عليه، ونحسِّن فيه، بلا تبديل ولا تغيير؛ فإنه منهاج رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي اختاره الله عز وجل لأمته إلى قيام الساعة واعدًا إياهم بثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة. ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ (55) وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (56)﴾ (النور).
وإلى لقاء قريب..
0 التعليقات :
Subscribe to:
Post Comments (Atom)