هذه القصة الجديدة القديمة .. نموذجاً لا يحتاج إلي تعليق لمستوي الحريات الذي يعيشه المصريون في ظل عهد مبارك وعصابته الحاكمة ..
رسالة من زوجة اختطف زوجها من بين أبنائه
بقلم: زوجة د. حازم أحمد فؤاد
الحمد لله رب العالمين، وبه نستعين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين؛ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، أما بعد..
إنه في يوم الخميس الموافق 14/2/2008م في تمام الساعة 12.5 صباحًا؛ حيث كان زوجي الدكتور حازم أحمد فؤاد السعودي يصلي، وكنت أهدهد طفلي عبد الرحمن (18 شهرًا) كي ينام، سمعت دقًّا على الباب، وكان زوجي على وشك الانتهاء من الصلاة، فلما أنهى صلاته قال: من?! فقال السائل: افتح يا دكتور حازم، قال زوجي: من؟ قال: أنا دكتور محمد، قال: دكتور محمد من؟ قال: دكتور محمد عبد الوهاب، فقال زوجي: انتظروا "حتى أستطيع لبس حجابي أو دخول حجرتي"، ولكنهم لم ينتظروا؛ فقد قاموا بتكسير باب الشقة، وفوجئنا بسبعه أو ثمانية أفراد يلبسون زيًّا مدنيًّا، ومعهم ضابط شرطة وعسكري آخر يحمل في يديه رشاشًا، والحمد لله رب العالمين أنني استطعت ارتداء حجابي، وهرب النوم من عين طفلي، وقام من على فراشه ليرى ماذا يفعل هؤلاء الوحوش بمنزله الجميل وإلى أين يذهب والده الحبيب؟!!
وقاموا بقلب المنزل رأسًا على عقب، ودخلوا حجرة عبد الرحمن، وقاموا برفع المراتب وفتح الشنط الموجودة تحت السرير وتفتيشها، وكان بها ملابس خاصة بنا، وقاموا بفك الكمبيوتر وأخذه كاملاً (كيسه وشاشة)، وكان به فلاشه عليها رسالة الماجستير الخاصة بزوجي.
وفي الصالة قاموا بتفتيش كل الأدراج ورميها على الأرض، وإخراج ما بها، ثم قاموا بتعبئة كل شرائط الكاسيت داخل أكياس؛ حيث كان يوجد عندنا حوالي 80 شريط كاسيت، مع العلم أنها كلها شرائط قرآن وأناشيد وخطب للشيخ محمد حسان والأستاذ عمرو خالد وغيرهما من المشايخ المعروفين، وقاموا بأخذ شريط فيديو عليه حفلة الخطوبة الخاصة بي، وكان هناك درج آخر به كتيبات وأوراق مثلاً، كبعض الوصفات الخاصة بجمال المرأة، وبعض الأوراق الطبية والدينية والكتب عن الصلاة والصوم وغيرها!!.
ثم اقتحموا حجرة النوم، رغم أن أبي وأمي وأخي يستحون من دخول حجرة نومي، فكيف يدخلها أناس لا أعرفهم، أين الحياء يا بشر؟!! وقاموا بفتح جميع الأدراج وسكبها على الأرض، وقاموا بأخذ كل الأسطوانات الموجودة ما يقرب من 50 أسطوانة؛ ما بين العلمية والدينية، كأسطوانات القرآن والخطب، وكان هناك درج آخر به كتيِّبات قاموا بأخذها جميعًا، وكان به حوالي 100 كتيب عن الصلاة وغض البصر والزواج واختيار الزوج والخطوبة والعقد وما شابه ذلك.
ثم جاء دور المكتبة؛ حيث أخذوا الكثير جدًّا من الكتب؛ حوالي 30 كتابًا، وقاموا بإلقاء جميع الكتب على الأرض وجميع الأشياء من أقلام وغيرها، وقاموا بسرقة كشكول فارغ خاص بزوجي، وكشكول فارغ خاص بي، وقاموا بتفتيش لبس زوجي، وقاموا بفتح شنطة اليد الخاصة بي، وفتح المحفظة الخاصة بي بداخل الشنطة.
وفي أثناء تفتيشهم وعبثهم بالأشياء بحثت عن الموبايل الخاص بي حتى لا يسرقوه وحتى أستطيع الاتصال بأبي، فدخل ضابط يرتدي زيًّا عسكريًّا يُدعى محمد زكريا يَجري خلفي وأنا في الحجرة وحدي، فغضب زوجي من ذلك الموقف وقام بنهره فدخل آخر يرتدي زيًّا مدنيًّا، ويدعى هشام فهيم، وقال: هاتي الموبايل حتى لا أجعل أحدًا يأخذه بالقوة، وبالفعل أخذ الموبايل، مع العلم أنه في مرة سابقة- حيث قد اعتُقل زوجي في مسيرة التكبير في عيد الأضحى- أخذ الموبايل وعند رجوعه لنا اكتشفنا أن الموبايل لا يعمل؛ فذهبنا به إلى مركز الصيانة، فقالوا إن الموبايل قد تم فتحه واللعب به.
وأخذ المدعو هشام الموبايل، وقد كان هناك شنطة سوداء مليئة بالأوراق الخاصة برسالة الماجستير الخاصة بزوجي، وحاول زوجي إقناع المدعو هشام بأن هذا ورقٌ علميٌّ، ويستطيع رؤيته الآن، فصمَّم ألا يراه، وقال أنا هافتش هناك مش هنا، وعلا صوته، وحاول أن يأخذ زوجي بملابس المنزل، ولكن زوجي صمَّم أن يتركه يرتدي ملابسه، وقد قاموا أيضًا بأخذ بروازين بهما آية قرآنية وتفسير تلك الآية ﴿الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ (12)﴾ (الطور) وأيضًا قاموا بتقطيع "بوستر" مكتوب عليه آية قرآنية ﴿وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169)﴾ (آل عمران) وصورة الشيخ أحمد ياسين؛ فقاموا بقطعها، وأيضًا كانت هناك زينة رمضان معلَّقة أمام الشقة قاموا أيضًا بتقطيعها، وأيضًا قاموا بخلع سماعه التليفون وإخفائها.
وهكذا خرج هؤلاء الوحوش بأعزِّ ما نملك في تلك الحياة، وبكى الصغير، يريد أباه، ولكن لا قلوب تستجيب لبكاء هذا الصغير، ولا أملك إلا قول: "حسبنا الله ونعم الوكيل"، ومن المؤسف أن والدة زوجي المريضة بالقلب تبكي ليل نهار.
بالله عليكم أخبروني لماذا تم اعتقال زوجي؟ فلم يجدوا عندنا مخططًا لقلب نظام الحكم، ولم يجدوا إلا إنسانًا ملتزمًا بتعاليم الإسلام محبًّا للخير، يحبه الجميع؛ فزوجي إنسان محبوب جدًّا جدًّا جدًّا..
لماذا هذا الحقد الأسود علينا؟ أشعر وكأنني أتعامل مع وحوش!!
فإنني أناشد كل المسلمين وكل المصريين، مسلمين وأقباطًا، أن يهبُّوا لحماية بلدهم الحبيب من هؤلاء الوحوش.. وحسبنا الله ونعم الوكيل