مدونات ضد المحاكمات : الحرية لمدحت الحداد | الحرية لعصام حشيش | الحرية للدكتور بشر | الحرية لضياء فرحات | الحرية لخيرت الشاطر | الحرية لحسن مالك


**

قالَ جـَـــــــارِي هل ستأتي عنـــــــد كافتريا البواسل

نشـــــــــــهدُ الحكم سوياً عند إخوانٍ أفاضـــــــــل

حكمَ قاضي العسكريـــــــة إنَّ يومَ الحكــــــــــم فاصل

إَّن فيهم ابـــــــــــــنَ عمِّي معه إخوانٌ أماثـــــــــــل

قلتُ لا أدري الطريــــــــقَ بينمـــا عندي شواغـــــــل

قال تصحبُني فإنـِّـــــــــــي لاصطحابك كنتُ آمـُــــــل

بعد قريةِ سندبـــــــــــــــادٍ ثُمَّ هايكستب نواصـــــــل

إنها قربُ الطريـــــــــــــقِ دون حَجْزٍ أو فواصــــــــل

ثمَّ كم فات ابنَ عمـّـــــــــي من مصالحَ أو مشاغــــــل

قد مضي عامٌ و أكثـــــــــر في المحاكمِ و المعاقـــــــل

قد مضتْ سبعون جلســــة حيث كلُّ النــــَّــــــاس مل

و البراءةُ كالنّهـــــــــــــار غيرُ خافيةِ الدلائــــل

هل تُري القاضـــي سيُنصِفُ أم سيحكمُ غيرَ عــــــادل

نُصرةُ المظلـــــومِ واجب هل سنَركنُ للتخــــــــــــاذل

قلتُ في نفســـي سأذهب كي أشاركَ أو أجامــــل

**

عند يوم الحُكْـــــم كُنَّا عند كافتريا البواســل

راعَني عددُ الحضـــور من الجنـــودِ أو العوايل

قلتُ ما هذي الحشـــودُ إنَّ هذا الجمعَ هائـــل

ثم ما هذي الجنـــودُ من كتائبَ أو فصائـــل

ثم ما بالُ العساكـــر في اصطفافٍ مُتكامــل

هل تُري جئنــا لحربٍ أم تُري جئنا نقاتـــل

رؤيةُ الجندِ تصيبـــُــك بارتعادٍ في المفاصـــل

و تردَّدْتُ في نفســي هل أفارقُ أم أواصــل

فاستحيتُ أن يقـــولوا كاتبُ الشعر تخــاذل

قال جاءوا للحراسـةِ هذا روتينُ المسائـــل

قد نري في البعض منهـــم احتراماً متــادَل

قلتُ لو زرعوا الصحاري بالخضارِ و بالسنابـــل

أو يقومون بمنـــعٍ للجرائمِ و الرذائـــــل

أو يوالون الحراســةَ للمبادئِ و الفضائـــل

أو يكونون بغــزةَ يوقفوا تلك المهـــازل

حيث إخوتُنا هنـــاك يُضربــــون من الأراذل

يُقذفُ الناسُ هنــــاك بشتَّي أنواعِ القنابــل

كم شهيـــدٍ ، كم جريحٍ كم تَهدَّمَ من منـازل

عندما غَفلَ الأســـودُ ظهر مُنتفشٌ ببـــاطل

قال كلٌّ النــــاس يشكو من هوانٍ أو تخـاذل

لكنْ اعذُرْني فإنـِّـــي عن حديثِك مُتشـــاغل

قد كفي همُّ ابنِ عمـِّـــي ما يكونُ اليوم فاعــل

**

قلتُ يا خِلُّ اطمئــــن هدِّئْ الرِّوعَ تفــــاءَل

قلتَ لي قاضي المدينـة بَرَّأَ الصَّحبَ الأفاضــل

إنَّ قاضي العسكريـــة زادَ عدْلاً أو يُماثـــل

إن شأن القاضي دومــاً حكمُ إنصافٍ و عـــادل

لن يكونَ القاضي يومــاً ظالماً أو مُتحامـــل

إن تلك الكافتريـــا تحمِل اسماً للبواســــل

كيف ظنُّك بالمنصَّــــــةِ و بها قضاةٌ أماثـــل

و هذي منطقةُ العبـــور ذكَّرتْنا بالأوائــــل

من رجال الجيــش حازُوا أعلي مرتبةِ الفضائــــل

هم حماةُ العدلِ دومــاً هم أسودٌ في النــــوازل

**

صِرتُ أرقبُ مَنْ هنــاك مِنْ قريبٍ دون حائـــل

هذا وفدُ الــاس جاؤوا هــــذا يركبُ ذاك راجل

إنَّهم وفدُ الأهالـــي و المتابع و المراســــل

كلُّهم يسعي و يرقــبُ هذا صائل هذا جائــــل

في عيون الطفلِ تلمــــحُ بعض نظرات التــاؤل

هل تُري اليوم سنرجــــعُ بالحبيب إلي المنـــازل

هل تُري بعد الغيـــاب يُظَلِّلُ البيتَ التواصــــل

في وقارِ الشيبِ تقــــرأ للرضا بعضَ الرسائــــل

في عيون الأمهــــــات بريقُ دمعٍ أو تســـــاؤل

و الترقُّبُ و التوجـُّـــــــسُ كلُّ ذاك تراه حاصــــل

يا تُري كيف الحبيــــبُ هل لِعودٍ أو تواصــــــل

في عيون النـــاس معنيً للرجـــاءِ أو التساؤل

هل نقولُ القاضي أنصـــفَ أم نقولُ لقد تحامــل

في نشيدٍ من صغـــارٍ صوتُهم مثلُ البلابـــل

أو هتافٍ من شبــــابٍ خِلتُه مثلُ القنابــــل

في دعاءٍ أو بكـــــاءٍ خِلتُ دمعَ العينِ سائـــــل

تُقطعُ الآمـــــال إلا من إلهِ الكونِ عــــادل

**

هل تُري يومَ القيــــامة يا تُري ما المرءُ فاعــــل

يومَ تأتي كلُّ نفــــــسٍ عن قضيَّتِها تُجـــــادل

هل سيُسألُ كلُّ قـــــاضٍ بيِّناتٍ أو دلائـــــــل

هل وصَلتَ الظلم ثــــــمَّ قَطَعْتَ للعدل الحبائـــل

هل تركتَ الأهلَ فيــــــهم كاليتامي و الأرامــــل

هل رأيتَ الشيــخَ يدعُو منه ترتعشُ الأنامــــل

هل رأيتَ الطفل يبــــكي قد تَغَيَّبَ عنه عائـــــل

بين طفلٍ و أبيـــه هل رضيتَ تكون حائــل

هل خُدِعْتَ بقـــولِ زورٍ من كَذوبٍ أو مُمَــاطل

جاء مُفترياً لِتُهَــــمٍ للكرامِ و للأفاضــــل

جاءَ سارقاً الخزينـــة كلٌَ قولٍ منه باطـــل

هل سمعتَ من الدفـــاع دحضَ ذي التُّهمِ الأبـــاطل

أم نظرتَ بغير فقـــهٍ و استمعتَ بغير طائـــل

هل فَجَعْتَ الأهـــل جاءوا يرقُبون الحكمَ عـــادل

**

هل ستُؤخذُ ذي الصحائــــفُ باليمين أم الشمائـــل

يوم يُحصي كلُّ شــيءٍ يومَ حُصِّلت الحصائــل

يُثْقِلُ العدلُ الميــزانَ إنّه خيرُ الشمائــــل

**

قلتُ أين القاضي هــــل أتي أم غير واصــل

أم تُري يهبط علينـــــا عند كافتريا البواســل

قال مُخفِياً التبســـــمَ يا صديقي أنت غافـــــل

دون قاضينا المُبَجَّـــــل دونه عدة مراحــــــــل

ليس كلُّ الناس يدخُــــــــل لا يَمُرُّ سوي القلائــــل

**

قلتُ يا خِلُّ فدعنــــــي أنت تفتعلُ المشاكــــل

إنَّ عندي حسنَ ظـــــــنٍّ باللواءات الأفاضــــــل

سوف يّعلو صوتُ حـــــقٍّ بصحنِ كافتريا البواســــل

هل تظُنُّ القاضي يظلـــِم ما أفاد ؟ ، و ما المقابـل

هل تظُنُّ القاضي يخسـر دينه للغنـــم زائل

لا أظنُّ القاضــي إلا أن يجيءَ بحكمِ عـــادل

هل يطيقُ القاضي يفجـعُ مثل هاتيك العوايــــل

هل يطيقُ يردُّ طفــــلا خائباً و الدمع سائـــل

هل يطيق الفصلَ ظلمـا بين زوجٍ و الحلائـــل

هل يطيق يكون سببـــاً في المظالم و المشاكــل

هل يطيق يصُدُّ جَمعــــاً جاء بالخير تفــــاءل

هل سيـــحمـل كلَّ هذا و هل يطيق الظلمَ عاقــــل

**

هَوِّن اللهـــــمَّ و الطُف آتنا خيرَ المنــازل

إنَّ عدلَ القاضي أنفـــعُ من سَحاباتٍ هواطـــل

إنَّ ظلمَ القاضي يفجــع كالكوارث و الــزلازل

انتظارُ الحكــمِ صعبٌ فالمشاعر كالمراجـــل

جاءَ جـــاري بساندوتشٍ قلتُ لا لستُ بآكـــــل

لكن اعذُرني لأمضــــــي ما بوُسْعِي أن أواصــل

ثم إنْ جاء البشيــــــــرُ بقرار الحكمِ عــــادل

فانقل البشري سريعــــاً بالهواتفِ و الرسائــل

ثم رتِّب لابنِ عّمِّــــــك مشهداً بالخيرِ حافـــــل

**

ثمَّ غادرتُ و لكــــن جمعُهم بالذِّهن ماثــــــــل

هل تُري يَصدُقُ ظنـِّــــــي إنَّ ذا ما زلت آمـُــــل

**

مصر يا أمُّ شبابـُـــــــك كلُّهم عنك يُناضــــــــل

مصــــــــر يا أمُّ بَنُوكِ هم أفاضل هم أماثـــــــل

جندُك خيرُ الجنـــــــود ربِّ هيِّئْ حُكْمَ عــــــــادل

**

أحمـــد بلال ahmadbelals@yahoo.com

2 التعليقات :

  1. Anonymous said...
    الدليل الشامل للمدونات العربية

    http://www.blogsguide2.blogspot.com/

    سياسة - اقتصاد - ثقافة - دين -والمزيد
    Anonymous said...
    excellent

أضف تعليقك