قال لي مصدر مطلع أنكم ستفاجئون بأن الأحكام المنتظر صدورها ضد الإخوان مخففة للغاية وان الجيش لن يكن أبداً طرفا ً في الصراع علي السلطة بين الحكم الحالي الذي تنكر للأمانة وبين أهم القوي السياسية المصرية علي الإطلاق ، وهو يقصد هنا بالطبع الإخوان المسلمين ، وأن كيد الطاغية مبارك الذي يريد أن يورط رجال القوات المسلحة في كراهية الشعب له ولأسرته مع رجاله أعماله المتأمركين سيرتد إلي نحره بصدور حكم من القضاء العسكري يشفي صدور قوم مؤمنين وينتصر للذين ظلموا ، مشددا ً علي أن الأوضاع التي تمر بها مصر حالياً داخلياً وخارجيا ً تختلف عن الأوضاع السابقة التي أصدرت خلالها محاكم عسكرية عقوبات مشددة ضد الأخوان .
وفي حقيقة الأمر أفلح هذا المصدر الذي نثق في دينه وخلقه ونحتفظ باسمه أن صدق من أبلغوه بما قاله ، لكون أن أولي أبجديات من يهمه الأمن القومي لبلادنا تتفق مع ما يقوله ، لكن للأسف عقلي لا يريد أن يقتنع أبدا بما قاله لكون أن الواقع الذي أراه أمامي مظلماً وهو واقع وطن للأسف تتجه به سلطة ظالمة وفاسدة فقدت عقلها وفقدت رشدها تتجه بها نحو ضياع حقيقي وتتجه به نحو مخطط فوضي غير خلاقه ستكبد شعبنا خسائر فادحة ما لم يتم وقف عجلة هذا الانهيار الذي نعيشه الآن في جميع المجالات ، وقفها وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
ووقف تلك العجلة في رأينا لن يتحقق بدون خلع مبارك من السلطة مع شلته وتقديمهم لمحاكمة عاجلة حتى يكونوا عبرة، ومصادرة الأموال غير الحلال التي جمعوها، ومصادرتها لصالح أصحاب تلك الأموال وهم أبناء الشعب الذين لا يجدون قوت يومهم الآن ويقفون من النجمة في طوابير الخبز ليحصلوا على لقيمات معدودة، وليضرب حلفاء مبارك خارج الوطن رأسهم في الحائط لكون أن القضية تتعلق بمستقبل شعب قوامه الآن أكثر من 77 مليون مواطن تنهب ثروته وتبدد وتصفي وتمارس عليه حرب بيولوجية وكيماوية، ويدمر اقتصاده ويقوده مجموعة من العجزة الذين وصلوا إلي مرحلة الخرف و لا يشعرون بالآم الناس أو معاناتهم بقدر ما يحرصون علي نهب اكبر كم ممكن من المال العام ، ويستعينون بمجموعة من الصبية لا يعرفون المعني الحقيقي للرجولة أو حماية امن الوطن وما يهمهم النهب العام لأن أبن الوز عوام .
وأمامنا الآن ما نراه من احتكار لمواد البناء وللأغذية وما يتمخص عن ذلك من جني المليارات من الجنيهات كلها تصب في خزائن من يقفون وراء احمد عز ورشيد محمد رشيد واحمد بهجت ونجيب سويريس والأخير علي سبيل المثال قفزت أموال أسرته إلي 36 مليار دولار لتحتل المرتبة ال20 في الثراء الفاحش علي مستوي العالم وفق أحدث قائمة نشرتها مجلة "فوربس" الأمريكية التي تنشر قائمة بأغنياء العالم، بينما يقول عنه البرلماني مصطفي بكري في طلب إحاطة تقدم به لمجلس الشعب أن نجيب سويريس طلب قرضا ب5 مليون جنيه عام 1995م وفعل المستحيل حتى يحصل عليه وتساءل كيف تسني له أن يصبح خلال عقد من اغني أغنياء العالم؟
وفي الواقع كلهم مثل نجيب سويريس لم يكونوا يملكون شيئا واغتنوا علي حساب الشعب واستغلال النفوذ وعبر شراكة مع أهل الحكم، لكن الأخطر من ذلك إذا كانت أسرة نجيب سويريس تمتلك كل تلك الأموال فكم يمتلك شريكها السياسي الأول بالحكم في مصر؟
نعم هؤلاء الناس لولا شراكتهم السياسية مع أهل الحكم ما جنوا كل تلك الأموال، إنما هي شراكة إستراتيجية من خلالها باتوا يحتكرون الآن علي عينك يا تاجر وبدون حياء أو خجل .. أسواق الحديد والأسمنت وتكنولوجيا الاتصالات من تليفونات نقالة وأجهزة حاسوب وغير ذلك من المجالات التي يجنون من خلالها أرباحا طائلة علي حساب الشعب .
هؤلاء المشار إليهم هُم الذين يحاكمون الإخوان الآن بدعم خارجي ليضمنوا لأنفسهم مواصلة احتكار السلطة والثروة ويريدون أن يوظفوا جيشنا في معركتهم ، هذا الجيش المفترض أن مبارك يحكم باسمه ، هذا الجيش العظيم الذي خانه مبارك ونسي انه احد أبنائه.. الجيش الذي هو في الواقع أخي واخوك وابي وابوك وخالي وخالك وابن عمي وعمك الخ ، هذا الجيش بلا شك يشعر أبنائه بآلام الشعب ويعيشون مأساة طوابير الخبز الآن ويعرفون أسبابها ، هذا الجيش لن يرضي أن يوظف لخدمة طموحات احمد عز واحمد بهجت ونجيب سويريس وإبراهيم كامل ومحمد فريد خميس الخ ، وخلفهم قوي خارجية يعملون لتنفيذ أجندتها السياسية والاقتصادية والعسكرية في مصر والمنطقة علي حساب عقيدتنا وحضارتنا ومستقبل أطفالنا وأبنائنا وبشكل يغضب الله ورسوله
وفي ذات السياق فإن هؤلاء الناس موضع ثقة الحكم وحلفائه بالخارج يشكلون اللبنة الأساسية لدعم مخطط مشبوه لتوريث الحكم لجمال مبارك من اجل المحافظة علي ثرواتهم ومصالحهم وتنميتها ، يتصور هؤلاء الناس أن الأمور ستستمر كما هي الآن انه الجنون بعينه نعم أنه الجنون
نعم العقل لا يريد أن يصدق ما قاله لي المصدر وكيف يصدق العبد لله ذلك وهو يري الشرطة تلقي القبض خلال أسبوعين فقط علي أكثر من 700 مواطن بسبب فكرهم وممارستهم الحق في العمل العام حق الترشح لانتخابات المحليات أو المجالس المحلية وهو حق يكفله لهم القانون والدستور ، كيف اصدق وان أري السلطة تعتدي علي شريعة الأمة وتعلن الحرب علي الله ورسوله وتنتهك حرمة المساجد وتعذب رجال الدين وتقتحم المنازل وتنتهك الحرمات وتسطو علي الممتلكات, كيف اصدق ذلك وأنا اقرأ يوميا عن عمليات تعذيب يشيب لها الولدان في مراكز الشرطة والسجون ، وعمليات نهب منظم لثروات الوطن
هل ما يحدث حاليا في مصر يفعله مبارك مع نجله أو أسرته أم أن ما يحدث تفعله مؤسسات في الحكم تدعم حكم مبارك الفاسد وتحافظ عليه وتستفيد من وجوده وتفعل كل ما في وسعها ليبقي مبارك وتستمر السلطة، إن لم يمكن في سلالته ففي آخر علي شاكلته وهو انتقال للسلطة سيزيد الأمور سوء وسيؤدي بالوطن حتما الي مستقبل غير مستقر ومظلم ، وهذا يقودنا الي سؤال آخر هل توجد قوي بالفعل في السلطة تريد الأصلاح الان وتحاول تلافي اخطاء مبارك وتلعب معه ومع رجاله لعبة حلق حوش كما يقول لنا البعض داخل دوائر الحكم
العبد لله لايري الا ومضات تظهر علي فترات وتختفي انما السائد هو نهج مبارك نهج مبارك الذي يسير بالبلد نحو الضياع نهج مبارك الذي في ظله اتوقع ان تصدر ضد الأخوان أحكام رادعة وقاسية ، وبلا شك إن حدث ذلك فإن قواتنا المسلحة ستكون في وضع لا تحسد عليه ما لم تتحرك لوضع حد لهذا الهراء وعمل مصالحة سريعة مع الشعب ... أما إذا ما صدقت معلومات مصدري فإنني استبشر بالفعل بتغيير قريب وأن مصر يمكن أن تجتاز أحلك فترات تاريخها المعاصر ..فترة حكم مبارك.
Labels: مشاركات