أكتب هذه التدوينة وبجواري طبق فول أعددته لسحور اليوم الرابع في شهر رمضان الكريم بينما وأنا أعد هذا الطبق لمعت عيني فيه وتذكرته
وقت أن يتسرب من بيننا في صلاة الليل متجها نحو المطبخ ليعد لنا السحور , كان يقوم بهذا العمل رغم ان اليوم ليس دوره في الخدمة , بل يستيقظ من قبلنا يتابع دماسة الفول ويهدأ لها النار ويضع مزيدا من المياة الباردة فقد اعتدنا ونحن في طره صيام يومي الإثنين والخميس
وجودنا في منطقة طره لم يكن اخنياري بل كان قسريا حيث كنا في سجن مزرعة طره
تذكرته في هذه اللحظة لأني استشعرته يقوم بهذا الأمر الأن نعم هو الأن في سجن مزرة طره للمرة التاسعة أو العاشرة لم أعد أتذكر
المهندس أيمن عبدالغني شخصية ودودة لأقصي حد ممكن رغم أنه قد يبدو صعبا في أعماله إلا أنه بداخله طفل صغير به البراءة والصفاء وداخله أيضا أبا كبير يحمل العطف والرحمة لكل يتعرف عليه
المهندس أيمن يقضي عقوبة السجن ثلاث سنوات عن محكمة عسكرية استثنائية الأن في سجن مزرعة طره فهو من كوادر جماعة الإخوان المخلصين المميزين المحبين لعملهم ودعوتهم والصابرين علي البلاء
البلاء سمة من سمات أسرته وقت أن توفي والده وهو في الثانوية العامة والبلاء عرف بيتهم ولم يتركه حتي الأن فهو ضيف دائم علي سجون الرئيس مبارك منذ عام 1994 والبلاء نال أخيه الأكبر أيضا الدكتور محمد الذي قضي ثلاث سنوات متصلة عن حكم عسكري أيضا في عام 1995 وكثيرا ما تقابل الإثنين في السجن حيث يحرص ضباط أمن الدولة أن يجمعا شمل العائلة داخل السجن والبلاء قد نال في وقت مؤخر أخيه الأكبر أيضا المهندس عمر فقد ضمتهما الأسوار الحديدية المتباعدة
تعرفت عليه لأول مرة في حياتي في يوم 1 يناير 2003 حيث كنا في أحد اللقاءات المركزية بالقاهرة وتعارفنا في بداية اللقاء ولكني سريع النسيان فبعد التعارف بمدة نسيت اسمه وما إن مرت 30 دقيقة لا أكثر حتي اقتحمت قوات الشرطة علينا اجتماعنا السلمي الذي كنا نتشاور فيه ما الدور الذي يقوم به طلاب الإخوان لمواجهة العدوان الأمريكي المنتظر علي العراق في هذا الوقت
الإقتحام كان مرعبا للغاية في لحظة كسر باب الشقة ووجدنا ملثمين يرتدون ملابس مدنية ويحملون الرشاشات فوق رؤسنا ويطالبونا بالإنبطاح أرضا الكل نزل علي الأرض وسلم يديه للخلف لتقيد إلا هو ظل ينظر إلينا ويلقي بنظرة عطف ومودة حتي أن أحد هؤلاء الملثمين ضربه بظهر رشاشه علي رأسه حتي ينبطح , وبعد أن تم تقيدنا وقمنا علي أقدمنا كانت عينه تبث في كل واحد فينا نظرة اطمئنان كانت عينيه تتحدث وتقول اطمئنوا لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا , حتي الأن لا أستطيع أن أنسي نظرته التي لم أجد حنو من أحد قدر ما وجدت من هذه النظرة نظرته كانت يد طيبة تربت علي كتفي وتنطق اتشجع وخليك راجل
في السجن كان خير خادم لنا فمعظمنا كان هذا أول اعتقال له ولا نعرف في أدب السجون وكان هو المبادر الأول في خدمة الجميع داخل السجن وزوجته الصابرة المحتسبة في خدمتنا خارج السجن من الإتصال بأسرنا وطمأنتهم علينا
وفي ذات الحبسه تم اقتيادنا للتعذيب في مقر أمن الدولة بمدنة نصر وطلب منا أن نعصب أعيننا بأنفسنا أهدني وقتها قميصا أعصب به عيني وقالي اثبت واستعن بالله فنحن مقبلون علي محنة كان لا يعبأ إلا بنا رغم ان سنه لا يوحي إلا بأن يكون أخ أكبر لكنه كان الأب
قدر لي أن أسجن معه للمرة الثانية حيث وضع أحد ضباط أمن الدولة اسمينا في قضية علي اثر ضبط موعد مشابه وذلك في مارس 2006
ذهبت إليه وأبلغته نحن مطلبون في قضية جديدة قالي انا لا أهرب قلت له وانا معاك وقررنا أن نتقدم للنيابة بتسليم أنفسنا لم يمهله القدر وساقه ضباط أمن الوطن من أمام مدرسة أطفاله الصغار وهو يودعهم حتي يلقي مصيره وتقابلنا في النيابة
ليكمل هو مسيرة خدمته
حظي أني كنت معه في الخدمة رغم أنه كان متعب للغاية فقد كان حريص أن يقدم كل ما في وسعه أن يخدم اخوانه بكل ما لديه من عزم ولكني كنت احب أن اعمل معه رغم اني لا اجيد الطبخ
كان بيحب يضع علي الفول قطعة بصل وعدس وأرز وطمامطم
أنا مبحبش الحاجات دي انا بحب الفول سادة
يقولي أعملك شويه لوحدك
في نهاية يوم الخدمة يكون مطلوب مننا أن ننظف المطبخ والحمام ويا ويحي من تنظيف المهندس أيمن كان فك الله سجنه يحرص أن يغسل أرضية الحمامات بنفسه بفرشاة صغيرة كان مخلصا للغاية كان بيقول الأمراض تأتي من هذا المكان عايزين نحافظ علي صحة اخوانا
دائما هو المبادر بمساعدة باقي الناس في أيام خدمتها
كنا ننام بعد العشاء ومطلوب من خدمة اليوم التالي ان يظل مستقظ ليتابع دماسة الفول حتي لا تفور علي السخان الكهربائي الذي نستخدمه في السجن وكان دائما ما يقوم هو بهذا الدور كل ليلة
أعتقد أنه الأن قد قام بفرش الأرض بمفرش الطعام ووضع عليه أطباق الفول فقد أوشك الفجر والسحور قد آن موعده
قد تختلف مع المهندس أيمن في التفكير كثيرا لكن لا تختلف أبدا في أن تحبه حبه كثيرا
أشعر بشوق كثير لأن أراه وأسلم عليه فاللهم يا الله يا كريم يا منان يا رحيم يا قادرأدعوك في هذه اللحظات التي تنزل فيها من السماء الدنيا وتسمع دعوانا أن تبلغ أخي أيمن عبدالغني مني السلام هو وكل من معه في السجن
ويارب أقسم بك عليك وانت الرحيم يارب أدعوك وانت القادر يا منان أبتهل اليك وانت أعلم ما في نفسي أن تفرج عنهم جمعيا وترجعهم لبيوتهم واولادهم وزوجاتهم في أقرب وقت وانت قادر علي ذلك
يارب وانا مؤمنون بقدرك ومحبون وصابرون علي بلاءك ان كنت يا ربي قد أردت لهم أمرا غير ذلك وأنت أعلم بالخير لنا أن تخفف عنهم حبسهم وتهونه عليهم وعلينا يارب وأن تبسط لها سحائب رحمتك وكرمك وأن تغفر لنا جميعا وتلحقنا بسيدنا وحبيبنا محمد صلي الله عليه وسلم
وقت أن يتسرب من بيننا في صلاة الليل متجها نحو المطبخ ليعد لنا السحور , كان يقوم بهذا العمل رغم ان اليوم ليس دوره في الخدمة , بل يستيقظ من قبلنا يتابع دماسة الفول ويهدأ لها النار ويضع مزيدا من المياة الباردة فقد اعتدنا ونحن في طره صيام يومي الإثنين والخميس
وجودنا في منطقة طره لم يكن اخنياري بل كان قسريا حيث كنا في سجن مزرعة طره
تذكرته في هذه اللحظة لأني استشعرته يقوم بهذا الأمر الأن نعم هو الأن في سجن مزرة طره للمرة التاسعة أو العاشرة لم أعد أتذكر
المهندس أيمن عبدالغني شخصية ودودة لأقصي حد ممكن رغم أنه قد يبدو صعبا في أعماله إلا أنه بداخله طفل صغير به البراءة والصفاء وداخله أيضا أبا كبير يحمل العطف والرحمة لكل يتعرف عليه
المهندس أيمن يقضي عقوبة السجن ثلاث سنوات عن محكمة عسكرية استثنائية الأن في سجن مزرعة طره فهو من كوادر جماعة الإخوان المخلصين المميزين المحبين لعملهم ودعوتهم والصابرين علي البلاء
البلاء سمة من سمات أسرته وقت أن توفي والده وهو في الثانوية العامة والبلاء عرف بيتهم ولم يتركه حتي الأن فهو ضيف دائم علي سجون الرئيس مبارك منذ عام 1994 والبلاء نال أخيه الأكبر أيضا الدكتور محمد الذي قضي ثلاث سنوات متصلة عن حكم عسكري أيضا في عام 1995 وكثيرا ما تقابل الإثنين في السجن حيث يحرص ضباط أمن الدولة أن يجمعا شمل العائلة داخل السجن والبلاء قد نال في وقت مؤخر أخيه الأكبر أيضا المهندس عمر فقد ضمتهما الأسوار الحديدية المتباعدة
تعرفت عليه لأول مرة في حياتي في يوم 1 يناير 2003 حيث كنا في أحد اللقاءات المركزية بالقاهرة وتعارفنا في بداية اللقاء ولكني سريع النسيان فبعد التعارف بمدة نسيت اسمه وما إن مرت 30 دقيقة لا أكثر حتي اقتحمت قوات الشرطة علينا اجتماعنا السلمي الذي كنا نتشاور فيه ما الدور الذي يقوم به طلاب الإخوان لمواجهة العدوان الأمريكي المنتظر علي العراق في هذا الوقت
الإقتحام كان مرعبا للغاية في لحظة كسر باب الشقة ووجدنا ملثمين يرتدون ملابس مدنية ويحملون الرشاشات فوق رؤسنا ويطالبونا بالإنبطاح أرضا الكل نزل علي الأرض وسلم يديه للخلف لتقيد إلا هو ظل ينظر إلينا ويلقي بنظرة عطف ومودة حتي أن أحد هؤلاء الملثمين ضربه بظهر رشاشه علي رأسه حتي ينبطح , وبعد أن تم تقيدنا وقمنا علي أقدمنا كانت عينه تبث في كل واحد فينا نظرة اطمئنان كانت عينيه تتحدث وتقول اطمئنوا لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا , حتي الأن لا أستطيع أن أنسي نظرته التي لم أجد حنو من أحد قدر ما وجدت من هذه النظرة نظرته كانت يد طيبة تربت علي كتفي وتنطق اتشجع وخليك راجل
في السجن كان خير خادم لنا فمعظمنا كان هذا أول اعتقال له ولا نعرف في أدب السجون وكان هو المبادر الأول في خدمة الجميع داخل السجن وزوجته الصابرة المحتسبة في خدمتنا خارج السجن من الإتصال بأسرنا وطمأنتهم علينا
وفي ذات الحبسه تم اقتيادنا للتعذيب في مقر أمن الدولة بمدنة نصر وطلب منا أن نعصب أعيننا بأنفسنا أهدني وقتها قميصا أعصب به عيني وقالي اثبت واستعن بالله فنحن مقبلون علي محنة كان لا يعبأ إلا بنا رغم ان سنه لا يوحي إلا بأن يكون أخ أكبر لكنه كان الأب
قدر لي أن أسجن معه للمرة الثانية حيث وضع أحد ضباط أمن الدولة اسمينا في قضية علي اثر ضبط موعد مشابه وذلك في مارس 2006
ذهبت إليه وأبلغته نحن مطلبون في قضية جديدة قالي انا لا أهرب قلت له وانا معاك وقررنا أن نتقدم للنيابة بتسليم أنفسنا لم يمهله القدر وساقه ضباط أمن الوطن من أمام مدرسة أطفاله الصغار وهو يودعهم حتي يلقي مصيره وتقابلنا في النيابة
ليكمل هو مسيرة خدمته
حظي أني كنت معه في الخدمة رغم أنه كان متعب للغاية فقد كان حريص أن يقدم كل ما في وسعه أن يخدم اخوانه بكل ما لديه من عزم ولكني كنت احب أن اعمل معه رغم اني لا اجيد الطبخ
كان بيحب يضع علي الفول قطعة بصل وعدس وأرز وطمامطم
أنا مبحبش الحاجات دي انا بحب الفول سادة
يقولي أعملك شويه لوحدك
في نهاية يوم الخدمة يكون مطلوب مننا أن ننظف المطبخ والحمام ويا ويحي من تنظيف المهندس أيمن كان فك الله سجنه يحرص أن يغسل أرضية الحمامات بنفسه بفرشاة صغيرة كان مخلصا للغاية كان بيقول الأمراض تأتي من هذا المكان عايزين نحافظ علي صحة اخوانا
دائما هو المبادر بمساعدة باقي الناس في أيام خدمتها
كنا ننام بعد العشاء ومطلوب من خدمة اليوم التالي ان يظل مستقظ ليتابع دماسة الفول حتي لا تفور علي السخان الكهربائي الذي نستخدمه في السجن وكان دائما ما يقوم هو بهذا الدور كل ليلة
أعتقد أنه الأن قد قام بفرش الأرض بمفرش الطعام ووضع عليه أطباق الفول فقد أوشك الفجر والسحور قد آن موعده
قد تختلف مع المهندس أيمن في التفكير كثيرا لكن لا تختلف أبدا في أن تحبه حبه كثيرا
أشعر بشوق كثير لأن أراه وأسلم عليه فاللهم يا الله يا كريم يا منان يا رحيم يا قادرأدعوك في هذه اللحظات التي تنزل فيها من السماء الدنيا وتسمع دعوانا أن تبلغ أخي أيمن عبدالغني مني السلام هو وكل من معه في السجن
ويارب أقسم بك عليك وانت الرحيم يارب أدعوك وانت القادر يا منان أبتهل اليك وانت أعلم ما في نفسي أن تفرج عنهم جمعيا وترجعهم لبيوتهم واولادهم وزوجاتهم في أقرب وقت وانت قادر علي ذلك
يارب وانا مؤمنون بقدرك ومحبون وصابرون علي بلاءك ان كنت يا ربي قد أردت لهم أمرا غير ذلك وأنت أعلم بالخير لنا أن تخفف عنهم حبسهم وتهونه عليهم وعلينا يارب وأن تبسط لها سحائب رحمتك وكرمك وأن تغفر لنا جميعا وتلحقنا بسيدنا وحبيبنا محمد صلي الله عليه وسلم
2 التعليقات :
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
وأنتقم ممن ظلمك
ويعلم الله اننا لن ننساكم من دعائنا