كتب- أحمد عبد الفتاح
عقد الوفد الحقوقي الأمريكي اليوم مؤتمرًا صحفيًّا بنقابة المحامين المصرية في إطار جولته في القاهرة، والتي استمرت لأربعة أيام؛ للتضامن مع قيادات الإخوان المحالين للمحكمة العسكرية.
وتكوَّن الوفد من سيندي شيهان الحقوقية الأمريكية الشهيرة الملقَّبة بـ"أم السلام الأمريكية"، والقس والتر إيه فينتروي عضو الكونجرس الأمريكي السابق، ومهدي براي الرئيس التنفيذي لمنظمة (ماس) الأمريكية، والعضو الاستشاري في المجلس الإسلامي الأمريكي، ومستشار مؤسسة التحالف عبر الأديان.
وتعاهد أعضاء الوفد بأنهم سيسعون لعقد جلسات استماع بالكونجرس الأمريكي حول ما يحدث في مصر من إحالة قيادات الإخوان إلى المحاكم العسكرية، مؤكِّدين- في الوقت نفسه- أنهم سيسعون بكل جهدهم من أجل تصحيح نظرة المجتمع الأمريكي إلى جماعة الإخوان المسلمين.
وأكَّد القس والتر إيه فينتروي أن زيارته لمصر جاءت في إطار محاولاته لتغيير سياسات الولايات المتحدة الأمريكية نحو الشرق الأوسط وإفريقيا، وفي إطار دفاعه عن حقوق الإنسان، وأضاف: "لقد سمعت عن مدى الظلم الذي لَحِقَ بقيادات الإخوان المحالين للعسكرية من السيد مهدي براي؛ وهو ما دفعني إلى القدوم إلى مصر لمشاهدة الواقع بنفسي، وقد استمعت في مصر إلى أبناء وأسر وزوجات قيادات الإخوان المحالين للعسكرية، ورأيت أطفالاً خُطِف آباؤهم في الساعة الثالثة صباحًا، وتمَّت محاكمة آبائهم أمام محاكم عسكرية غير دستورية، وهو ما نفس يحدث في الولايات المتحدة الأمريكية".
وأشاد والتر بمَن وصفهم بالمحاربين الشجعان من أعضاء هيئة الدفاع عن المحالين للعسكرية، وكل مَن دافع عن حقِّ المدنيين في المحاكمة أمام محاكم مدنية، وأكد والتر أنه ومَن معه راجعون إلى أمريكا ليتحدثوا إلى الناس عمَّا شاهدوه في مصر، وما يواجه كلَّ الشرفاء في مصر من ظلمٍ واضطهاد.
وتعهَّد والتر في نهاية كلمته بأنه سيدفع لعقد جلساتِ استماعٍ في الكونجرس الأمريكي حول إحالة قيادات الإخوان للعسكرية وحالة حقوق الإنسان في مصر.
وقال مهدي براي إنه جاء إلى مصر مع رفاقه لأن مشكلة العالم اليوم أنه يناقش كل القضايا عدا قضية العدالة العالمية، وأن واجبه كمسلمٍ ونشط في مجال حقوق الإنسان هو ما ألزمه بالحضور إلى هنا.
وتحدَّث براي عن حملةٍ دوليةٍ بدأها مع مجموعةٍ من نشطاءِ حقوق الإنسان بأمريكا منذ مارس 2007م، والتي كانت أحد أنشطتها لقاء تم بين أعضاء الحملة والسفير المصري بالولايات المتحدة الأمريكية، وتحدَّثوا معه حول قضايا حقوق الإنسان في مصر.
وأضاف: "فوجئتُ بواقعٍ مخالفٍ تمامًا في مصر عمَّا قاله لنا السفير؛ حيث إننا وجدنا في مصر انتهاكًا صريحًا لكلِّ حقوق الإنسان كان أحد مظاهره المحاكم العسكرية للإخوان".
واتهمت سيندي شيهان ما سمَّته بـ"الظلم الدولي" بأنه السبب وراء قتل ابنها في العراق على بُعد مئات الكيلو مترات؛ بسبب أكاذيب قيلت للمواطن الأمريكي حول خطر العراق، واتَّهمت هذا الظلم الدولي نفسه بأنه وراء محاكمة قيادات الإخوان عسكريًّا؛ بسبب أكاذيب تنشرها الحكومة المصرية حول الإخوان، بالرغم من أن الإخوان لا يمثلون أي خطرٍ ولا يُعتبرون جماعةً إرهابيةً.
وطالبت سيندي كلَّ الشعوبِ بالتكاتف من أجل رفع هذا الظلم، وقالت: "إنَّ رفع هذا الظلم لا ينتظر أن يأتيَ من قِبل الحكومات، ولكن من قِبل الشعوب".