مدونات ضد المحاكمات : الحرية لمدحت الحداد | الحرية لعصام حشيش | الحرية للدكتور بشر | الحرية لضياء فرحات | الحرية لخيرت الشاطر | الحرية لحسن مالك

القاهرة- أحالت المحكمة الادارية العليا طعن رئيس الجمهورية علي قرار المحكمة الادارية ببطلان محاكمة قيادات الاخوان المسلمين عسكريا الي دائرة الموضوع .

فقد احالت المحكمة ( دائره فحص الطعون) الطعن المقام من رئيس الجمهورية حسني مبارك بصفته علي حكم محكمه القضاء الاداري الصادر ببطلان احاله قيادات جماعه الاخوان المسلمين للمحكمة العسكرية لنظره امام دائره الموضوع وحددت له جلسه ? 5?يوليو المقبل-حسبما ذكرت وكالة الأنباء الايرانية.

وكانت المحكمة قضت بوقف تنفيذ حكم القضاء الاداري ببطلان احالة عدد من قيادات الاخوان للمحكمة العسكرية وذلك في الشق العاجل من الطعن واحالت الشق الموضوعي منه الي هيئه مفوضي الدولة التي انتهي تقريرها الي الغاء حكم القضاء الاداري والاستمرار في تنفيذ قرار رئيس الجمهورية بمحاكمه قيادات الاخوان امام القضاء العسكري .

وحكم القضاء العسكري علي قاده الاخوان في هذه القضيه بالسجن ، فيما حصل ?آخرون علي البراء‌ة.

واشارت مصادر قانونية الي انه اذا اصدرت دائره الموضوع حكما بتاييد حكم محكمة القضاء الاداري ببطلان احاله قيادات الاخوان للمحاكمة العسكرية فان حكم المحكمة العسكرية سيكون باطلا .

واكد المستشار ابراهيم صالح نائب رئيس محكمه النقض الاسبق انه من الناحيه القانونيه في حاله صدور حكم من مجلس الدولة ببطلان احاله قيادات الاخوان للقضاء العسكري يكون من حق قيادات الجماعة الادعاء مدنيا للمطالبة بتعويض عن الفتره التي امضوها قيد الحبس والاعتقال داخل السجن عقب صدور حكم المحكمه العسكرية .

تقرير من القاهرة اليوم حول محاكمة الاخوان المسلمين

المصدر: وكالة الأنباء الايرانية


يعرب مركز ماعت للدراسات الحقوقية والدستورية عن بالغ قلقه إزاء الأحكام التي أصدرتها المحاكم العسكرية في جلستها المنعقدة يوم الثلاثاء 15/4/2008 بالحبس لمدد تتراوح بين (3) سنوات إلي (10) سنوات بحق (25) من قيادات جماعة الإخوان المسلمين وبراءة (15) آخرين من التهم المنسوبة إليهم .

وكانت المحكمة العسكرية قد بدأت في نظر القضية بجلسة 26 ابريل 2007 أثر إحالتها بقرار من رئيس الجمهورية بتاريخ 26/11/2006 وبعد صدور حكم محكمة جنايات القاهرة بالإفراج عن هؤلاء المتهمين من سراي المحكمة في القضية رقم 963 لسنة 2006 حصر أمن الدولة عليا لتستمر المحكمة العسكرية في نظر القضية على مدار (66) جلسة جري خلالها تأجيل النطق بالحكم مرتين.

وقد استخدم رئيس الجمهورية حقه في إحالة القضية للمحاكم العسكرية وفقاً للمادة (6) من قانون الأحكام العسكرية رقم (25) لسنة 1966 المعدل بالقانون رقم (5) لسنة 1977 والتي تجيز لرئيس الجمهورية إحالة المدنيين المتهمين في الجرائم المنصوص عليها في الأبواب الأول والثاني من الكتاب الثاني من قانون العقوبات وما يرتبط بهما من جرائم إلي المحاكم العسكرية وذلك في ظل حالة الطوارئ اضافة الى كون تلك الاحالة تمثل سابقة فى اللجوء الى المادة 179 من الدستور والتى تعطى هى أيضا لرئيس الجمهورية الحق فى ( أن يحيل أية جريمة من جرائم الإرهاب إلي أية جهة قضاء منصوص عليها في الدستور أو القانون ) والتى تمت اضافتها للدستور ضمن حزمة التعديلات الدستورية لعدد ( 34 ) مادة من مواد الدستور جرى استفتاء المواطنين عليها فى 26 / 3 / 2007 ‏.

وتعود وقائع تلك القضية إلي العرض العسكري الذي قام به عدد من الطلاب المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين في جامعة الأزهر وما تبعه من القبض علي المهندس خيرت الشاطر وعدد من قيادات الجماعة إضافة إلي مجموعة من أساتذة وطلاب جامعة الأزهر وتبعه القبض على مجموعة أخرى أثناء اجتماع تنظيمى فى منزل أحدهم والذين وجهت لهم النيابة العسكرية الاتهامات التالية:

- الانضمام لجماعة محظورة أسست علي خلاف أحكام القانون من شأنها تعطيل مؤسسات الدولة عن أداء مهامها.

- توجيه اتهام إلي المتهمين من (1) إلي (21) بغسيل أموال لتحقيق أغراض الجماعة فضلاً عن استثمار تلك الأموال لتحقيق أغراضهم . أما المتهمين من (22) إلي (29) فقد شاركوا مع المتهمين سالفي الذكر في غسيل الأموال مع علمهم التام بطبيعة ما يفعلون.

وقد جاءت أحكام المحكمة العسكرية بالحبس لمدد مختلفة لعدد (25) من قيادات الجماعة وبراءة (15) آخرين من التهم المنسوبة إليهم مع براءة جميع المتهمين من تهمة غسيل الأموال بينما أمرت المحكمة بمصادرة نصيب المهندس خيرت الشاطر وحسن مالك في شركة (مالك) وفروعها وشركة ( رواج) وفروعها ومصادرة نصيب حسن مالك في شركة (الأنوار) ومصادرة نصيب المهندس خيرت الشاطر وأحمد عبد العاطي في شركة ( الحياة ) ومصادرة نصيب أحمد أشرف عبد الوارث في (دار التوزيع والنشر الإسلامية) لتمثل ضربة لإمكانية تحقيق السلام المجتمعي والإعلاء من شأن الحوار السلمى والمشاركة فى العمل العام لقسوة تلك الأحكام وصدورها من غير القضاء الطبيعي وهو مما يود معه مركز ماعت للدراسات الحقوقية والدستورية أن يؤكد علي الملاحظات التالية:-

أولاً: يعرب مركز ماعت للدراسات الحقوقية والدستورية عن رفضه لاستمرار ظاهرة إحالة المدنيين للمحاكمات العسكرية وحرمانهم من حقهم في الوقوف أمام قاضيهم الطبيعي وحقهم في التظلم أمام محكمة أعلي وهو ما لا يتحقق في المحاكم العسكرية ومحاكم أمن الدولة طوارئ بما يمثله ذلك من إهدار لضمانات المحاكمة العادلة وإهدار لحق المتهمين في إعداد دفاعهم ولقاء هيئات الدفاع بشكل منفرد إضافة إلي تناقض قرارات الإحالة مع المادة (68) من الدستور المصري والتي تنص علي حق كل مواطن في اللجوء إلي قاضيه الطبيعي والمادة (14) من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية والذي صدقت عليه مصر في 15 ابريل 1982 ويجعل الناس جميعاً سواء أمام القضاء ويعطي لكل إنسان الحق في ( أن تكون قضيته محل نظر منصف وعلني من قبل محكمة مختصة مستقلة حيادية منشأة بحكم القانون).

ثانياً: إعادة النظر في إلغاء المادة (6) من قانون الأحكام العسكرية رقم (25) لسنة 1966 والمعدلة بالقانون رقم (5) لسنة 1977 والتي تجيز لرئيس الجمهورية حق إحالة المتهمين في الجرائم المنصوص عليها في البابين الأول والثاني من الكتاب الثاني من قانون العقوبات وما يرتبط بهما من جرائم إلي المحاكم العسكرية وذلك في ظل حالة الطوارئ.

ثالثاً: إن مركز ماعت للدراسات الحقوقية والدستورية لا يقف عند إدانة الحكم الصادر عن المحكمة العسكرية بحق ( مدنيين) وإنما يدعو كافة القوي والفصائل المصرية إلي العمل من اجل إعادة النظر في القوانين المقيدة للحريات والسعي من أجل تعديلها أو إلغائها من أجل الوصول إلي احترام حقيقي لحقوق الإنسان وفق ما تؤكد عليه كافة الأعراف والعهود والمواثيق الدولية والإقليمية والمحلية علي حد سواء.

رابعاً: فتح باب أمام حوار مجتمعي تشارك فيه كافة القوي الوطنية والسياسية يستهدف التأكيد علي حرية الرأي والتعبير لكافة القوي مع التزامها بالقانون والإطار العام المنظم للدولة ويضع أولويات لتحقيق التنمية المجتمعية دون استبعاد لأي فصيل أو اتجاه بما يحقق المصالحة الوطنية ويدعم آلية التداول السلمي للسلطة في المجتمع المصري.

أهالى المحاكمبن فى العسكرية

كتبت:أروى الطويل- فريدوم كوست

أنت فى دولة شعارها "أنت مدان حتى يثبت العكس"...فعام ونصف قضاها أربعين من قيادات الإخوان داخل سجون مبارك بحجة تحويلهم الى محكمة عسكرية بعد أن برأهم القضاء المدنى 4 مرات فجاءت أحكام العسكرية مشددة فما بين عشر سنوات وسبع وصولا إلي ثلاثة وأحكام بالبراءة لخمسة عشر فقط بلا أي ذنب أو جريرة ...حرموا من أبنائهم ..حرموا من الحرية..حرموا من أموال تعبوا وعرقوا لسنوات ....بلا أى ذنب غيبوا فى السجون ..سوى أنهم واجهوا عصابة الفساد والاستبداد فى مصر ..الكل حزين ..من حكم عليه أو من نال البراءة ..فكان 15 ابريل من أسوء الأيام التى مرت على مصر ففيه غابت شمس العدالة.

500 يوم بالسجن

بلال ضياء فرحات ، تحدث لفريدوم كوست معلقا علي الأحكام العسكرية قائلا " لا يوجد منطقيه لتوزيع الأحكام وواضح أن الأحكام صدرت من أمن الدولة وليس القضاء العسكري ، فالقضاء العسكري مختص بالحكم علي العسكريين وليس المدنيين ، فهذا ليس مقام العسكريين ، بالإضافة إلي أن الجواسيس والخونة يحاكمون أمام قضاة مدنيين ، بينما نحن الشرفاء نحاكم رغما أن هذا ليس اختصاصه "

وعلقت الأستاذه حنان زوجه الدكتور محمود المرسي " إن الأحكام صدرت بدون أساسات والدليل علي ذلك إخلاء سبيلهم أربع مرات من قبل القضاء المدني ، وتمت تبرئتهم ولكن علي الرغم من ذلك يتم محاكمتهم و عسكريا ، وإصدار أحكام عليهم ، فأي نتائج تصدر من المحكمة العسكرية هي نتائج غير عادله لأن هذه المحكمة لا يفترض بها محاسبة المدنيين ، إضافة إلي ذلك أنهم ليسوا مذنبين "

أما أسماء ياسر عبده إبنة الإصلاحي المعتقلالذي حصل علي البراءةفتساءلت عن حقوق هؤلاء المظلومين وعن انعدام فرحتهم بالبراءة علي حد قولها : " ولا إحنا حاسيين بالبراءة ولا بطعمها ....ولا بأي حاجه غير بحزن شديد جدا ، مش هنحس بالفرحه إلا لما كل الناس تاخد حقها في البراءة ...لأننا كلنا أهل ،، وبعدين ايه البراءة دي اللي تيجي بعد سنة ونص فأين حق هؤلاء الرجال الذين ضيعت منهم أعمالهم وحرموا من أبنائهم وزوجاتهم ؟؟ من سيعيد حقوقهم ومن سيمسح دموعهم ؟ "

وأضافت " إن الحكم عليهم يذكر من بالخارج أن هناك أناس ظلمت وصودرت أموالها وحرمت من أبنائها من أجل هذه الفكرة ومن أجل هذه الدعوه ...وأن أقل رد لهم هي أننا سنعمل من أجل دعوتنا ومن أجل ديننا ولن يثنينا عن ذلك شيء الا الموت ...وعندها نكون قد قمنا أعذارنا الي الله عز وجل "

فرحة مكسورة

زهراء أمير بسام فقالت عن فرحتهم بالبراءة أنها مكسورة " أبي أخذ حكم بالبراءة ولكن هناك إصلاحيين حصلوا علي أحكام قاسيه جدا ومنهم من حصل علي عشر سنوات وسبع سنوات في محكمة غير دستورية لا يقرها عقل ولا منطق ولا قانون ...في قضيه باطله من مبدأها ...ففرحتنا مكسورة بهذه البراءة ..ولكننا علي الرغم من ذلك سنستمر علي هذا الطريق علي الرغم من كل شيء وأن هذه الأحكام لن تنسينا أن مصر بحاجه لجهد أكبر لإصلاحها من الفساد والاستبداد "

وأضافت بسمة محمود أبو زيد أن الأحكام التي صدرت كانت متوقعه وقالت " لم نكن نتخيل أن تصل الأحكام لعشر أو سبع سنوات ، كنا نعلم أن هناك أحكام ولكننا لم نتخيل قسوتها ، ولكن علي الرغم من قسوة هذه الأحكام إلا أننا راضون بهذا الابتلاء وكما قال المهندس خيرت ، إننا مستمرون علي طريقنا ، ومن ينظر للمحكوم عليهم في الزيارات ، نعم مظلومون ولكننا لسنا ساخطون فالحمد لله أننا مظلومون ولسنا ظالمين ...وماضون في طريقنا بإذن الله إلي النهاية "


كتبت- مريم علاء

نظَّم العشرات من أعضاء هيئات التدريس بحركة 9 مارس لاستقلال الجامعات المصرية مع نادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة القاهرة ظهر اليوم وقفةً أمام مبنى القبة؛ للتعبير عن تضامنهم مع زملائهم، والتنديد بالأحكام الجائرة التي لحقت بعضوين من أعضاء هيئة التدريس بجامعة القاهرة في المحكمة العسكرية؛ التي صدرت أحكامها بالسجن ثلاث سنوات للدكتور عصام حشيش أستاذ الاتصالات بكلية الهندسة والدكتور محمود أبو زيد أستاذ الجراحة بكلية طب القصر العيني، إضافةً إلى اعتقال الدكتور مجدي قرقر الأستاذ بكلية التخطيط العمراني والدكتور محمد بديع الأستاذ بكلية الطب البيطري بجامعة بني سويف وعضو النادي.

الوقفة الرمزية التي شارك فيها الدكتور عادل عبد الجواد رئيس النادي بحضور العشرات من أعضاء هيئات التدريس أجمعوا فيها على رفضهم إحالة المدنيِّين إلى المحاكمات العسكرية، خاصةً أعضاء هيئات التدريس، الذين لم يرتكبوا أي جرم، بل برَّأهم القضاء الطبيعي 3 مرات.

مؤكدين أن اعتقال الأساتذة أو الحكم عليهم بأحكام جائرة كما حدث يُعتبر ضربةً صريحةً للعلم، خاصةً للأستاذين عصام حشيش المدرس الوحيد لأحد مواد قسم الاتصالات بجامعة القاهرة؛ حيث لم يجِد الطلاب في السنة السابقة أحدًا يقوم بتدريسها، والدكتور محمود أبو زيد المشرف على تطوير التعليم بكلية الطب.

ورفع الأساتذة صورَ زملائهم المعتقلين ولافتاتٍ تندِّد بالمحاكمات العسكرية واعتقال الأساتذة؛ مثل: "قرار التحويل إلى العسكرية.. باطل"!!، "متى يعود للجامعة هيبتها؟!"، "أستاذ أسير= وطن سجين"، "أساتذة خلف القضبان.. كيف هذا؟!".

وفي كلمة له أكد الدكتور شرف الدين محمود الأستاذ بكلية العلوم جامعة القاهرة وأحد المحالين إلى المحاكمات العسكرية عام 95 أن تجربته السابقة مع العسكرية والتي تم الحكم عليه فيها بـ3 سنوات لم تزده إلا قوةً وصلابةً، وأن القضية الأساسية هي قضية الحرية، مشيرًا إلى أنه ما دام لا يوجد حرية حقيقية في مصر لن يكون هناك ازدهارٌ أو تقدُّمٌ في أي مجال؛ علميًّا كان أو اجتماعيًّا أو رياضيًّا أو فنيًّا.

واستنكر د. شرف الدين ما تم في مؤتمر تطوير التعليم بجامعة القاهرة يوم الثلاثاء الماضي؛ من عدم تطرقه للدكتور محمود أبو زيد أو حتى الإشارة إليه، رغم أنه المؤسس والمشرف على مشروع تطوير التعليم بكلية طب القصر العيني بالجامعة، بل لقد تمَّ إصدار الحكم عليه بالسجن 3 سنوات في المحكمة العسكرية في نفس الوقت.

كما أشار إلى زوجة الدكتور عصام حشيش التي أرسلت إليه رسالةً بعد النطق بالحكم على زوجها بـ3 سنوات تقول له: "ربح البيع أبا عبد الله"، مشدِّدةً على أن السجن لن يغيِّر فكرتهم ولن يؤثر فيهم؛ بل يزيدهم قوةً وإصرارًا للوصول إلى ما فيه الخير لإصلاح هذا الوطن.

واختُتم المؤتمر الذي شهد مشاركةً طلابيةً كبيرةً بالمطالبة بضرورة الإفراج الفوري عن الأساتذة المعتقلين، سواءٌ في المحاكمات العسكرية أو من تم اعتقالهم على خلفيات أخرى؛ مثل الدكتور محمد بديع والدكتور مجدي قرقر، مؤكدًا أن هؤلاء الأساتذة فخرٌ وشرفٌ للمواطن المصري العادي؛ لكونهم يدافعون عن حقوقه ويُسجنون من أجله









المهندس أسامة شربي والأستاذ جمال شعبان و 15 شهر خلف القضبان ظلم

فاطمة مدحت الحداد تتحدث عن حكم 3 سنوات لوالدها بدون ذنب




[hashish.png]

إلى زوجي الحبيب..

ربح البيع.. ربح البيع أبا عبد الله، وأعاهدك ألا أنسى أن بيننا وبين الله عهدًا، وأنا بعنا أنفسنا وأموالنا لله، وأن الله اشترى (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ) (التوب: من الآية 111)، وأقول لك كما قالت السيدة خديجة رضي الله عنها "والله لا يخزيك الله أبدًا؛ فإنك تصل الرحم، وتقري الضيف، وتُعين على نوائب الدهر"، وأُشهد الله أني ما رأيت منك إلا الأخلاق التي دعا إليها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في كل معاملاتك معي كزوج؛ بل وأخ وأب وحبيب، بل في تعاملك مع الأهل مع الجيران مع الأصدقاء مع الأعداء، وإن كنت لا أرى لك أعداءً؛ فكل من تعامل معك بحق أحبَّك وشهد لك بذلك، فجزاك الله عني وعنهم خير الجزاء.

إلى إخوانه الكرام..

رأيت في تعاملكم خلال مدة العام والنصف التي جمعتنا فيها المحنة "المنحة" تعامل الفرسان النبلاء وأخلاقهم، وأذكِّركم أن العالم ينظر إليكم فأروهم كما عودتمونا من أنفسكم خيرًا، ولا تبالوا ببعض ما يقال أو يُكتب؛ نتيجةَ جهلٍ من بعض الناس؛ فتلك طبيعة دعوتكم التي تسير على نهج رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أو من يعلم ولكن يريد المزايدة عليكم وبكم، واعلموا أن الله لن يضيع جهادكم، وليس من يتكلم كمن اختبر وعايش وباع لله؛ فأبشروا بنصر قريب، والله إني لأراه قادمًا بإذن الله.

إلى أولادي وأحفادي حبات القلوب..

أعلم مدى حبكم لأبيكم وحدكم، ومدى تألُّمكم من أجله، وكم هو في احتياج أن يكون بينكم، ولكني أقول لكم قول الله عز وجل: (إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ) (النساء: من الآية 104).

فكل لحظة ألم ستكون بأجر إن شاء الله ورفع لدرجاتكم إن صبرتم؛ أما من كان سببًا في أملكم فسوف يكون حاله كما قال الله سبحانه وتعالى (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (27) يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلاً (28)) (الفرقان)، ويومها سوف يتبرَّأ كل متبوع ممن تبعه وكل تابع ممن اتبعه وباع دينه من أجل دنياه.. (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنْ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوْا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمْ الأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمْ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْ النَّارِ (167)) (البقرة).

أقول لكم يا أحبة قلبي.. أرجو بل أنتظر منكم أن تُثبِتوا لأنفسكم ولكل من ينظر إليكم أنكم تنتمون بحق إلى ذلك المجاهد الصابر، وأن تكونوا قدوةً لغيركم في الثبات، وإني لواثقةٌ من الله أنه لن يخذلنا فيكم.

إلى أخواتي في الله.. الزوجات الصابرات المحتسبات..

أقول لهن: اثبُتن؛ فإنكنَّ على الحق، وكنَّ عونًا لأزواجكن على الثبات، والله إني لأفخر بانتمائي لكنَّ؛ لما رأيته منكن من كل خصال جميلة وصبر جميل كان يخفِّف عنِّي ألم المحنة "المنحة" بإذن الله، وثِقْنَ بأن الله لن يضيع أجركن بإذن الله.

إلى كل من وقف معنا وساندنا بالقول أو بالدعاء أو بالعمل..

جزاكم الله عنا خير الجزاء؛ فكنتم لنا خير عون على تخطِّي هذه المحنة، وأقول لكم: اطمأنوا فنحن بحمد الله في معيته سبحانه؛ نشعر برحماته تتنزل علينا، وإنا إن شاء الله سائرون في نفس الطريق، لن يصرفنا عنه شيء.

إلى كل من ظلمنا وكان أداة في ظلمنا..

لست أدري هل أدعو عليكم ألا يسلِّطكم على أحد بعدنا أبدًا أم أدعو لكم أن كنتم سببًا في معايشتنا للقرآن بعد أن كنا نقرؤه، نعم والله الذي لا إله غيره، لقد كان ظلمكم الشديد سببًا في زيادة فرارنا إلى الله وكتابه؛ فعشنا بمعانيه، وعشنا به، نستمع إلى آيات الله تقول لنا الكثير فأخذناه منهج حياة (هَاأَنْتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ (38)) (محمد)، فقلنا يا رب استخدِمْنا ولا تستبدِلْنا (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمْ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) (آل عمران: من الآية 142)، فقلنا يا رب تقبَّل صبرنا وجهادنا (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ) (التوب: من الآية 111)، فقلنا يا رب تقبل منا، (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (2)) (العنكبوت)، (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ (179)) (آل عمران) فقلنا يا رب ارزقنا الإيمان والتقوى حتى نستأهل اصطفاءك واجعلنا من الطيبين.. اللهم آمين.

كلمة أخيرة.. إلى مصرنا الحبيبة وكل الشرفاء من أهلها..

والله إنا نتألَّم لحالها أكثر من ألمنا لما ألمَّ بنا.

ونقول للخائفين أو المترقِّبين لحالنا ومن خوَّفوهم بما جرى لنا..

والله إنا بفضل الله ومنَّته أحسن حالاً مما تتصورون.

بفضل هذه المحن يزيد الزاد للمضي على طريق الدعوة؛ كالذهب كلما انصهر زاد نقاءً بحمد الله.. والله أكبر ولله الحمد.